جلس اللاعبون مع مدربهم لمراجعة الشوط الأول، التفت المدرب إلى اللاعب “سهل” وبنبرة فيها توجيه وتوبيخ،
ينهض المدرب ويتجه إلى السبورة الورقية، ويرسم مستطيلاً، ثم يعلق عليه:
ونحن في حياتنا كاللاعبين في ملعبهم، نركض نتحرك ننشغل وأعيننا دائماً على أهدافنا، وغالباً نسلك الطريق الذي نراه أسهل وأسرع، دون النظر والتأمل والمراجعة لكامل الملعب، فنعيش تحت ضغط المساحة الموجودة، ولا نفكر بالمساحة المتاحة، بل إن البعض يصنع لنفسه مساحة ضيقة ويبني حولها أسوارا ليمنع نفسه من رؤية بقية الملعب بحجة هذا واقعنا ونحن لا نستطيع تغييره.
“نحن الإمبراطور الياباني والحكومة اليابانية والقيادة الإمبراطورية اليابانية، نتعهد بالوفاء بكافة بنود “إعلان بوتسدام”، وبالإطاعة لكافة الأوامر الصادرة عن القائد الأعلى للأمم المتحدة لتنفيذ الإعلان وسائر البعثات التمثيلية الخاصة بالأمم المتحدة، ونتعهد بتنفيذ كافة الإجراءات اللازمة”.
هذا جزء من وثيقة استسلام اليابان للحلفاء في 2/ سبتمبر / 1945م، التي وُقِّعت على متن بارجة من بحرية الولايات المتحدة USS Missouri BB-63، حيث أعلنت اليابان عن استسلامها غير المشروط وتنفيذها لكافة بنود “إعلان بوتسدام” والإعادة غير المشروطة للأراضي الصينية التي تحتلها اليابان، بما في ذلك تايوان، وجزر بنغهو إلى الصين.
نعم استسلمت اليابان، لكن ماذا عن اليابان اليوم، الكل يتحدث عنها والكل يشهد بقوة اقتصادها وتطورها الذي سبقت به بعض دول الحلفاء أنفسهم، كيف تم ذلك لليابان؟ ليس حديثي عن التجربة اليابانية، ولا الألمانية ولا غيرها، لكن أردت القول: أن اليابان ضُيّقَ عليها وقُلّلت مساحتها المتاحة في الحياة، لكنها قبلت ذلك وبدأت تتقن فن اللعب في تلك المساحة، ومع الوقت والنظرة للملعب الكامل بدأت المساحة تزداد وتتطور، بل سمعنا مَن يطالب اليابان للدخول في مساحة جديدة.
ما ينطبق على الدول ينطبق على الفرد، وفي مختلف مناحي الحياة، ارفع رأسك ووسع نظرك وتأمل الملعب كاملاً فهناك الكثير من المساحات المتاحة والمسموحة، ولا تكن أسير المساحة الضيقة أو الممنوعة، ومهما حاول خصمك أن يُضيّق مساحاتك فلا تنشغل بهذه المساحة وابحث عن غيرها، يقيناً ستجد وستصل إلى اليوم الذي تحقق فيه هدفك عن طريق استثمار المساحة المتاحة، فمع العسر هناك يُسرين من رب الثقلين ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6).
المساحة المتاحة هي كدوائر الماء التي تتكون نتيجة رمي حصى في بركة أو بحيرة، فهي تبدأ صغيرة لكنها مع الوقت تتسع، لكنها لن تتكون دون رمي الحصى، فما أجمل الاستمتاع بتلك المساحة دون التذمر من المساحة الممنوعة. قد لا تجد مدرباً يوقظك، فكن أنت مَن يوقظ نفسه. المساحات تنتظرك.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد