بقلم الكاتب والمفكر : طلحه زكريا البري
التعبير عن الرأى بحرية لايعنى صياغة هرتلة كلامية على شكل بوستات أو مقالات ولكن المواقف تداعب خيال الكتاب كما الشعراء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ . صدق الله العظيم ( الحجرات اّية 6 ) .
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) . سورة أل عمران
حرية الفكر والرأى مكفولة . ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول أو بالكتابة أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.
الحرية الشخصية حق طبيعى ، وهى مصونة لا تُمس ، وفيما عدا حالة التلبس ، لا يجوز القبض على أحد، أو تفتيشه ، أو حبسه ، أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر قضائى مسبب يستلزمه التحقيق . ويجب أن يُبلغ فوراً كل من تقيد حريته بأسباب ذلك ، ويحاط بحقوقه كتابة ، ويُمكٌن من الاتصال بذويه و بمحاميه فورا ، وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خلال أربع وعشرين ساعة من وقت تقييد حريته . ولا يبدأ التحقيق معه إلا فى حضور محاميه ، فإن لم يكن له محام نُدب له محام مع توفير المساعدة اللازمة لذوى الإعاقة وفقاً للإجراءات المقررة فى القانون . ولكل من تقيد حريته ، ولغيره حق التظلم أمام القضاء من ذلك الإجراء والفصل فيه خلال أسبوع من ذلك الإجراء ، وإلا وجب الإفراج عنه فورًا . وينظم القانون أحكام الحبس الاحتياطى ومدته وأسبابه ، وحالات استحقاق التعويض الذى تلتزم الدولة بأدائه عن الحبس الاحتياطى أو عن تنفيذ عقوبة صدر حكم بات بإلغاء الأحكم المنفذة بموجبه . وفى جميع الأحوال لايجوز محاكمة المتهم فى الجرائم التى يجوز الحبس فيها إلا بحضور محام موكل أو مٌنتدب.
هل من الممكن أن تؤدى الحرية في التعبير قولا أم كتابة إلى الإختفاء أو القتل أو التمثيل والتعذيب قطعا بمناشير؟
قد يبدو لك منذ الوهلة الأولى للأحداث الجارية بأن حرية الرأى مكفولة للجميع دون قيود تحجب التعبير أو الإتصال الدولى أو تلقى أو نقل الأخبار ، فجميعها عناصر ومكونات لحرية التعبير وتبنى الاّراء ، ومن يسئ إستخداماتها يعرض نفسه للقانون ما بين التخابر والجاسوسية !! ومن الملاحظ إنفجار المفهوم بمفاهيم خاطئة خاصة بعد إندلاع ثورات الربيع العربى وعلى رأسها 25 يناير بمصرنا الحبيبة وماتلاها من ثورات مثل 30 يونيو ، فمفهوم الحرية عند شبابنا إختلف عن المفهوم الموازى للمثلث على أنه ثلاثة أضلاع أى المفهوم الخاطئ يشكك فى المسلمات أيضا بقناعة المعبر بالقلم أو الرأى .. وغاب عنهم أن الحرية تعنى عدم الضرر باّخرين.
كلاهما مترادفان حيث حرية التعبير تعتمد على حرية الرأى ، ولكن ثمة فارق بين حرية التعبير وحرية الرأى : حيث أن الأولى: هى حق سياسي يكفله لك الدستور أن تعبر عن أفكارك التى تجول بخاطرك بقناعة وديمقراطية حقيقية ، ولكن هذا الحق مقيد وليس مفتوح ، أما الثانية فتعني: الحق المدنى المطلق فى إعتناق الاّراء دون أى تدخل من اّخرين أو تقييد والتعبير عنها بحرية بأسلوب مناسب دون تبعية أو خوف من أحد وعليه يجب عدم التعرض لصاحب الرأى أو تعنيفه وهذا مانصت عليه المواثيق الدولية المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان وبرغم ذلك إلا أن تطبيق حق حرية الرأى يختلف من دولة لأخرى ويحترم ذلك طالما لمصلحة أمن البلادي، وليس معناه التعذيب والحقن والقتل والقطع والنشر!.
حرية الرأي: تعني التعبير الخارجى عن الفكر الباطنى بالقول أو الكتابة أو النشر أو الحركات الدالة بتسجيل الكاميرات أو الصور أو الرسوم دون رقابة حكومية – دون تبعية أو خوف من أحد . شريطة عدم خرق القوانين.
حرية التعبير: هي حق الفرد فى التعبير عن رأيه وقناعاته وكل مايجول فى خاطره قولا أو كتابة بشكل اّمن فكريا يضمن التوثيق بالسعى نحو نقل المعلومات أو الأفكار التى تثبت أمن الأفراد والبلاد ، مع إعتبار أن التعبير عن الرأى ليس متحررا أو مطلقا كما يعتقد المنفلتون قولا او كتابة ، بمعنى هناك قيود نحو حالات زعزعة أمن البلاد – التشهير بدولة أو أشخاص – أو التحريض على إرتكاب الجرائم ، ولكنه فى حقيقة الأمر تعد حرية التعبير جزء لايتجزأ من الديمقراطية.
ومن المواد التى تنص على حق الإنسان فى التعبير عن رأيه وإفاقة حالة الغيبوبة ضد مفهوم الحرية فى التعبير:
المادة رقم 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان والتى تنص على أن لكل فرد الحق فى حرية الرأى والتعبير والذى يتمثل فى تلقى الأفكار والاّراء وإستقصائها وإذاعتها دون أدنى تدخل أو تقيد بالحدود الجغرافية .
لايمكن التعبير عن الرأى والسلاح موجه إلى الجبهة .. لذا حرية الرأى مكفولة لدى من يمتلك كل مفاهيم الحرية ويعى حقوق الإنسان ماله وماعليه ..
الشعوب أو الأناس يشعرون بالأمن والأمان بل وتحترمهم الدول إذا كانوا قادرين على التعبير عن أفكارهم بحرية تضمن أمن وأمان المضمون أو المحتوى طبقا للمعايير المشروعة، وهذا يجعل الأفراد داخل المجتمعات قادرين على التخطيط لحياتهم بشكل يرتقى نحو الإنتاجية وتحقيق الحريات الأخرى ، أي أن حرية التعبير تعني أن هناك ديمقراطية بشكل صحي تسهم فى تحقيق النمو الإجتماعي والإقتصادي للأفراد والبلاد مما يحقق الإبداع الفكرى بمعيار الشفافية.
فحرية التعبير لا تعنى الإفلات من العقاب، ولكن تزدهر حرية التعبير بديمقراطية التعبير نظرا لتداول الأفكار تبعا للقناعات الشخصية المعيارية، والموقف التعبيرى يحتاج من وجهة نظر الكاتب إلى منح الكتاب والصحفيين والإعلاميين الأمان فى كتاباتهم وتقاريريهم حتى يستثنى الإفلات من العقاب لتحقيق الشفافية المقننة طالما لايتسببون في ضرر مباشر أو غير مباشر مقصود أو غير مقصود نتيجة أفعال لصيقة بالغير ليست حقيقية.
فكلما كانت حرية التعبير عن الرأى محمية ومصونة كلما دل ذلك على رقى تلك الدولة.
وقول عمر بن الخطاب: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
بمعنى ضوابط الحرية (حدود الحرية)، إن أمن البلاد لايعنى التحرر بعنجهية الحكام بقوة سلطانهم ولايعنى عنجهية الشباب بعنتريتهم ضد أمن البلاد سواء بالكلمة أو الفعل . ولكن للمواطنة حقوق وللوطن مواطن قادر على فهم المواطنة بما له وماعليه من حقوق وواجبات .
فحريتنا كمجتمع عربى مقيدة أخلاقيا ودينيا وليست مطلقة تبيح التحرش والزنى والفجر والفسوق والعصيان ، وبإحترام الفرد لحرية الاّخرين سيجعله يمارس حريته بوعى ومعرفة وقدرة على تحمل المسؤولية، مع إعتبار ماقد تتسبب فيه التكنولوجيا الحديثة مثل وسائل التواصل الإجتماعى التى ألغت المسافات بين الدول وأزالت الحواجز مما أدى إلى فهم خاطئ للحرية وإستخدام التكنولوجيا.
ضوابط الحرية تسهم في معرفة كيفية التعبير عن الرأي بحرية مقننة تختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع لاّخر:
القيود المفروضة على حرية الرأى والتعبير
تختلف المجتمعات حول تفسير حرية التعبير وحرية الرأي نتيجة إختلاف ثقافاتها ودياناتها وأخلاقياتها. ومن المؤسف أن يغيب عن بعض الحكام مفاهيم حرية التعبير وحق التعبير عن الرأي دون حقن أو شق أو نشر أو خطف أو تغييب صاحب الرأي.
حرية التعبير تكشف نقاط القوة والضعف لدى المؤيد والمعارض ، وبالتالى تظهر تلميحات تنبه لقضايا أو إنتهاكات ومن ثم تتابعها الحكومات بإتخاذ إجراءات عن قناعة
إجعل حريتك دائما فى أن الله يراك وانت تعبر عن أفكارك بما يرضي الله ويحفظ أمن بلادك بل والعالم، فكلما إبتعدت عن الله عوقبت بالناس.
الشعور بالعجز أن تقول رأيك بحرية وانت محب للدولة حتى وأنت محب للملك وسمو الأمير، ولست وحدي في ذلك …. كلمة قالها جمال خاشقجي.
حدث فى الثلاثاء 2/10/2018 سلسلة من الأحداث التى خلقت جدلا سياسيا فلسفيا بين حق حرية التعبير والرأى وبين حادثة خلقت لهذا النوع من الجدل حيال إختفاء الصحفى السعودى جمال خاشقجى بعدما دخل مقر القنصلية السعودية بإسطنبول الساعة 1.00 ظهرا لإنهاء أوراق زواجه بسيدة تركية تدعى: خديجة غنجيز ومن يومها لم يخرج خاشقجى حتى 18/10/2018 والموقف أحدث ضجة عالمية أوضحته الصحف العالمية والفضائيات العالمية حتى أصبح الموقف رأى عام يلزمه شفافية التحقيقات بين الدولتين التركية والسعودية ، فى حين خاشقجى ذهب مرة سابقة إلى القنصلية فى 28/9/2018 دون علم خطيبته ولكنه خرج بسلام لخطيبته، حتى عاود خاشقجى الذهاب للقنصلية بعد تناول الفطار مع خطيبته فى سيارة تاكسى وقبل أن يدخل أعطاها ساعة ذكية من نوع اّبل متصلة بهاتفه وحتى الرابعة انتظرته خطيبته ولم يخرج فاتصلت بمستشار الرئيس التركى أردوغان حيث كان المستشار التركى ياسين أقطاى صديق جمال خاشقجى ، كما إتصلت ببعض أصدقائه أيضا لإبلاغهم الوضع ، ثم تحول توترها لذعر فسألت الأمن خارج القنصلية السعودية بإسطمبول فقال لها لايوجد أحد بالداخل ! فظنت خديجة أنه بالداخل معتقل ولاخوف فسوف يخرج لاحقا حتى علم العالم من خلال الفضائيات أن خاشقجى دخل القنصلية السعودية ولم يخرج.
وبالتزامن مع الموقف حكى من خلال الفضائيات أن هناك فريقا أمنيا سعوديا إستقل طائرتين خاصتين الى تركيا – اسطمبول – الى مقر القنصلية السعودية ، وهناك حدثت روايات على الفضائيات تشبه روايات الأفلام البوليسية تتلخص فى قدوم 15 شخص سعودى من القادة والأمنيين من بينهم ضابطا يعمل بالطب الشرعى يحمل معه منشارا كهربائيا وجميعهم يحمل حقائب ثم ظلوا بمكتب القنصل دقائق بعد تعذيبهم خاشقجى ثم حقنه ثم جره خارج الحجرة لحجرة أخرى بناء على طلب القنصل ثم قتله نشرا وتقطيعا بطريقة وحشية أشاعتها التسريبات من خلال الفضائيات وحتى صباح يوم 18/10/2018 وكل هذه التصريحات دون أدلة قاطعة فقط مجرد إتهامات للأمير محمد بن سلمان وجهازه الأمنى المكون من 15 فرد والتى نشرت بعض الصحف والفضائيات صورا ضوئية من جوازات سفرهم ، العالم ينتظر نتائج التحقيقات على قدم وساق أثر حرية التعبير بالقلم والذى تحول إلى ألم عند العالم أجمع وخطيبة خاشقجى وأولاده خاصة .
ترى من المتهم في قضية خاشقجى؟ وهل خاشقجى خطف أم أعتقل أم قتل أم مزق إربا؟
وهل السعودية أم تركيا هي الدولة المسؤولة عما حدث لخاشقجي داخل أو خارج القنصلية السعودية؟
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد