إذا كنت تتحدث عن الطب في مصر فأنت تتحدث عن أحد مصادر الربح الذي اتجه اليه العديد من أبناء مجال الطب أو من خارجه والذي يدور محوره على الاستثمار الآمن.
فقد اصبحت الخدمات الطبية المقدمة في مصر غاية للكسب السريع و ليست وسيلة لشفاء المرضى. ويمكنك أن تلاحظ هذا عند دخولك للمستشفيات الخاصة، حيث أن أي حركة أو أية ورقة مقابل أموال. ولكن ليس هذا ما يلفت النظر، إنما ما يلفت النظر حقا هو أن المستشفيات الخاصة الكبرى تتهافت للحصول على أكبر الاستشاريين في مصر، وتتبارى أيضاً في البناء والتشييد بالمساحات والمواصفات العالمية لتعطي طابع الفندقة الخمس النجوم أو حتى السبع نجوم.
لكن ليس هذا ما أريد أن اتحدث عنه، وإنما يراودني سؤال لا أجد له إجابة شافية وأريد ان أشاركه معكم ببساطة.
ماذا عن أبناء الوطن الكادحين المتعبين والمرهقين من أعباء الحياة اليومية؟ أبناء الوطن الذين يبحثون عن الشفاء في مستشفيات الصحة أو المستشفيات الجامعية أو مستشفيات يطلق عليها “تحت بير السلم”. وكل هذا لأنهم لا يجدون أموالاً للدفع بها في وتيرة الاستثمار. فهم الفقراء المعدمون الذين يقضون حياتهم بين طوابير التذاكر إلى طوابير العيادة، وأحيانا يضطرون إلى المبيت عدة أيام في الشارع أو الحدائق، وأيضاً طوابير الانتظار لتلقي رحلة علاج قد تمتد إلى شهور، أو سنوات من الانتظار لعمل عملية أو ايجاد متبرع، أو الحصول على علاج غالي الثمن من التبرعات أو حتى الموت قبل بداية هذه الرحلة.
إذن فهي رحلة طويلة من الألم والعذاب ليس للمريض فقط، وانما لأسرة كاملة وذلك لوجود أحدهم يعاني من مرض يحتاج لرحلة طويلة من العلاج، أو عملية نادرة قد تحتاج إلى أدوات معينة عالية التكاليف، ليقف أفراد الأسرة مكتوفي الأيدي بعد أن باعوا كل غالي وثمين للحصول على خدمة طبية بدلاً من انتظار الطوابير.
ولكن هيهات هيهات هؤلاء وجدوا ما يبيعوه حتى استنزفوا عن آخرهم، ولكن ماذا عن معدومي الدخل الذين طرقوا كل باب للحصول على الشفاء في بلد يعاني فيه الكثير، ومن معه المال يستطيع الحصول على الخدمات بسهولة ومن ليس معه فلينتظر في الطابور. حتى المستشفيات الحكومية أصبح لها تسعيرة ودرجات مختلفة لتناسب جميع الأذواق، فهناك مرضى تبحث عن الشفاء وهناك مرضى تبحث عن التوفير حتى لو كان على حساب صحتهم فلا يوجد سبيل اخر.
ما أكثر الحكايات التي تروى على مدار السنة عن المرضى أو ذويهم من سوء المعاملة أو الإهمال الطبي. ولكن إن كنت مقتدراً فلا تعتمد على أنك أكثر حظا من الآخرين، فما يحدث داخل المستشفيات لا يعلمه الا الله. فسيبقى السؤال مفتوحا بلا إجابة ولكن إجابتي “عشان احنا ولاد البطة السوداء” فلك الله يا مصر يرحم ابنائك في الآخرة من ظلم الحياة في الدنيا.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد