مع تفاقم أزمات العيش، و قلة فرص العمل، و هيمنة أدوات الفساد على زمام الأمور في الكثير من المجتمعات البشرية، مما يدفع بالأسرة إلى البحث المتواصل عن لقمة العيش، و تلبية كافة متطلبات الحياة لجميع أفراد الأسرة، لكن و كما يُقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فعندما تسوء الأمور و تقسي الظروف كثيراً على المجتمع فإنه يكون أكثر عرضة للانهيار و التفكك بسبب سوء الأحوال الاقتصادية التي تعصف به.
فقد يتعرض الفرد إلى أوضاع لا يُحسد عليها ولا تسر العدو قبل الصديق مما يجعله قد يتقاعس في تأدية فروض العبادة لله تعالى أو يتهاون في بعضها لان فكره سوف ينشغل و بنسبة كبيرة في كيفية توفير لقمة العيش أو سداد ديونه المترتبة عليه لان فكره في حال الحالة المزرية يكون مشتت و تتلاعب به الأفكار الفاسدة متناسياً أن مَنْ خلقه قادر على بسط رزقه كل يوم من حيث لا يشعر.
فالله سبحانه و تعالى هو الرزاق العليم بحوائج عباده إن كانوا مسلمين أو غير ذلك فمَنْ يا ترى يهب الأرزاق لكل الخلائق أجمعين أليس الله تعالى ؟ فكفاك يا ابن آدم يتلاعب بك الشيطان و جنده البائس الذين يعتاشون على فُتات الموائد النتنة فالعبادة الصحيحة الخالصة خير من الدنيا و ما فيها من مغريات مادية فانية.
نعود إلى محور مقالنا وكما قلنا قد يتعرض الإنسان إلى ضائقة مالية ومع هذه الأزمات فإن البعض قد يتهاون في عباداته متذرعاً بما يمر به من أوضاع اقتصادية غير متوازنة مع أنه ليس بعذر عقلي شرعي منطقي لا يعطيه الحق في مجافاة الرب الجليل.
فمثلاً – وعلى سبيل المثال لا الحصر – المرأة المتزوجة فإن مات زوجها فتقع عليها جملة من الأمور الدينية ومن أبرزها الحداد فعندما يغيب عن المعيل لأسرتها و مصدر رزقها فإنها قد تضطر إلى خوض غمار العمل وسط زحمة الحياة الصعبة مما قد يضعها في وضع لا يسمح لها بأداء الحد على روح الفقيد أو قد تضطر إلى الهجرة أو السفر إلى مكان آخر للبحث عن لقمة العيش فتترك الواجب الشرعي عمداً و بدون مسوغ شرعي.
وأمام تلك المعصية لنرى ماذا يقول المرجع الصرخي حول تلك المسألة التي تجلها الكثير من النساء الأرامل ؟ ففي استفتاء وجه للسيد الأستاذ حول ترك المرأة للحد وبمحض إرادتها مما جاء فيه :
سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) امرأة تبلغ من العمر 58 سنة توفي زوجها و لظروف طارئة سافروا من أجل العيش في غير مكان ولم تقم الحداد على زوجها، فهل يجب عليها الآن الحداد أو لا ؟ أفتونا مأجورين .
فأجاب المحقق الأستاذ قائلاً : بسمه تعالى الظاهر أن الحِداد ليس شرطاً في العدة فلو تركته عمداً فإنه يجوز لها التزوج بعد انقضاء العِدة و تكون مأثومة بتركها الحِداد عمداً ولا يجب عليها قضاء الحِداد بعد ذلك. انتهى.
حقائق علينا أن نضعها نصب أعيننا ولا نغفل عنها لانه لا يوجد مفر من يوم قادم يقف فيه الناس بين يدي خالقهم جل و علا و سترى كل نفس ما قدمت من خير أو شر وعندها ولات حين مناص من الحساب العسير فانتبهوا يا أولوا الألباب .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد