تتسارع الأحداث في الجزائر وتدخل حيزا يجعلها تحت أنظار العالم، فالمتأمل في السيرة النبوية يرى أن ما حدث في الجزائر شبيه بصلح الحديبية حيث سماها الله سبحانه وتعالى بالفتح رغم تصدي المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم من أجل تأدية مناسك العمرة إلا أن حلم النبي عليه السلام وحكمته، وعزيمته وإصراره بعد توقف الحرب لمدة 10 سنوات فتح الله عليهم بصلح الحديبية وأصبح الباب مفتوحا لمن يريد دخول الإسلام بحرية تامة.
قال الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا } [الفتح 1-3] ما نراه الأن في الجزائر وبعد 20 سنة من فساد وظلم وقهر ومعاناة خرج الشعب الأبي في مسيرات سلمية حضارية جعلته تحت المجهر أمام كل أنظار العالم، مسيرات من أجل تأدية مناسك الديمقراطية واسترجاع السيادة والثوابت الوطنية، لطالما سرقت من الجزائريين الأحرار بكل عزيمة وإصرار وحلم نبيل طيلة ستة جمعات متتالية وبأهازيج الشباب والشيوخ وحتى الأطفال وتحت زغاريد النساء التي جعلت الأمر وكأنه عرس، نعم عرس وفرح للجزائريين من أجل إعلاء راية الحق وتوحيد الوطن.
عشرون سنة من الجفاء والظلم كان مؤلما في حق الجزائريين ومع اقتراب الانتخابات تمادت السلطة في عهدة خامسة ما أثار حرقة الشعب بتنديدات ومظاهرات سلمية رافعين فيها صرخة التغيير والديمقراطية لتنطلق يوم الجمعة 22 فيفري أول مسيرة وتتوالى المسيرات ليبدع الجزائريين في العاصمة الجزائرية بالانطلاق من نفق سموه غار حراك أفواجا أفواجا في مسيرات سلمية لتحقيق مطالبهم من أجل نصرة الحق وتحرير البلاد من السراق والعصابات.
نعم هذه هي جزائر العزة والكرامة وقف فيها الكبير والصغير، الشيوخ والنساء وبفضل من الله ومن الصبر والثبات وفي ستة جمعات بدأت تتحق المطالب بتفعيل المادة رقم 102 من الدستور الجزائري التي تنص على شغور منصب الرئيس بالإضافة إلى تفعيل المادة رقم07 و 08، مما أدى إلى إستقالة الرئيس بدون أي قطرة دم أو خسائر مادية وبشرية، ما جعل أبناء المليون ونصف المليون يدخلون أرقام غينس في أنجح مضاهرات سلمية وحضارية على ممر التاريخ، كيف لا وهم أبناء الشهداء الذين لطالما دافعوا عن عقيدتهم وحرياتهم وترابهم بالنفس والنفيس.
رغم إسقاط العهدة الخامسة وقطع الطريق عن تمديدالرابع، و إستقالة الرئيس إلا أن الأحرار واصلوا المسيرات والحراك يوم الجمعة 05 أفريل ولكن هذه المرة من أجل إسقاط الباءات الثلاثة التي تخدم مصالح الدولة العميقة في مرحلة إنتقالية كما كان يروج لها أنها تخدم قرارت الشعب، فطنة الشعب ووعيه جعلته يواصل المسير والحراك للجمعة السابعة في ثلاث مطالب رئيسية:
فالمطلب الأول أو الباء الأولى رحيل بدوي فلا يمكن أبدا الثقة في الحكومة الجديدة التي يريدون لها الإشراف على المرحلة الانتقالية، فهي مشبوهة ومرفوضة لعدة أسباب:
أما المطلب الثاني أو الباء الثانية رحيل بن صالح فلا يمكن تسليم رئاسة المرحلة الانتقالية لرجل يدير رئاسة البرلمان منذ 1997 وشاهد من شهود الزور، فلا بد من المطالبة برحيله والتوافق على شخصية نزيهة تدير هذه المرحلة الانتقالية التاريخية.
أما المطلب الثالث أو الباء الثالثة بلعيز رئيس المجلس الدستوري الذي استئمن على الدستور لكن خانه ولم تطبق المادة 102 سوى تحت نار التهديد استجابة لمطالب الشعب.
للجمعة الثامنة على التوالي لا تزال المسيرات متواصلة ومستمرة حتى تتحقق كامل مطالبهم والمتمثلة في لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات بدون تزوير فهو ورم الأزمات وسرطان الديمقراطية ، بالإضافة إلى تحقيق العدل والمساواة في كامل أرض الجزائر لينعموا بدفء وطنهم الذي حرموا منه منذ سنين طويلة من أجل السيادة والإرادة الشعبية فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار ..
يتبع ..
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد