في تلك الليلة الخجولة، بينما الأرواح و الضمائر نائمة في سبات عميق، كانت الأرض صامتة خائفة على غير عادتها تبحث بشغف عن القمر الذي قضى الليل بطوله متخفيا وراء سقوط الشهب ونحيب النجوم، متسللا بين خيوط الظلام الكئيبة.
كانت لحظات الخجل تلك كالهدنة الماكرة التي تسبق العاصفة، كانت تلك الليلة التي رأيت فيها العالم يرفع الراية البيضاء مستسلما، مطالبا بالانتحار المشروع أو الموت الرحيم على حد قوله.
لأول مرة ينتفض ضد البشر و يقف ضعيفا أمام تلك المآسي التي لا تكاد تنتهي، ذاك الصوت المخنوق ماكاد يتردد لحظة عن قول الحقائق التي نهابها جميع، تحدث عن زمن الحب الذي ولى ولن يعود ، وعن قتل الأحلام حرقا وجبرا وقصرا، و فيما ينفع هشيمها؟ بكى بحرقة على عصيان الأبناء حتى جفت مدامعه وحكى بأسف عن العلاقات التي يحتويها الزيف و الخداع و التصنع.
أمام هذا البوح لم يكن له إلا أن يكتب وصيته الأخيرة للبشرية جمعاء، لأولئك الذين ماتوا قهرا و للأحياء ظلما و للذين سيأتون بعدنا دهرا، خط بيدين مرتعشتين و صاياه المبعثرة
أشرف الليل على الانتهاء و بدت ملامح الصباح شاحبة متعبة، كأنها تحاول إخفاء أثار البكاء بأصابع الدجى، و لم يكن للعالم إلا أن يخلد للنوم منتظرا قرار السماح له بمغادرة الحياة.
فيديو مقال
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد