المؤامرة والصراع في الوطن العربي

الخريف العربي

نتفق على أن ما سمي «الخريف العربي» هو أحد أبشع الكوارث التي اُرتكبت في حق الإنسانية في الشرق الأوسط، وإن كنا قد مررنا بأزمات وحروب دموية سابقة إلا أن الدمار الذي خلفه هذا الخريف المشؤوم كبير وغير مسبوق وما تقدمه من غزو للعراق أعاد أرض الرافدين إلى العصور الجاهلية.

الغرب وخططهم

الغرب سواء الأمريكي أو الأوروبي ارادوا للدول العربية أن تكون بهذه الدموية بل هم من خطط لها وحاك تفاصيلها بهذه الدقة المتناهية لتصبح حلبة صراع إقليمي ودولي والضحية المواطن العربي، وهذا لا يختلف عليه أحد, فعندما ارادت أمريكا أن تطيح بالنظام العراقي حشدت كل قوتها وتحدت العالم اجمع ودفعت بعشرات الآلاف من قواتها لتنفيذ هذا المخطط وعلى الرغم من معرفتهم بأن هذه الحرب هي حرب مفتعلة وستدمر كافة أوجه الحياة في العراق ولكن من يهتم.؟!
رغم الألم الذي يعيشه العرب والمسلمون من تداعيات هذه الأزمات المتوالية إلا أن الأمل يولد من رحم المعاناة، فلو نظرنا إلى تآمر الغرب وتكالبه على المسلمين لوجدنا بين طيات هذا العداء يبزغ أمل قد يغير ملامح اوطانهم ويغير هويتها وهو انتشار «الدين الإسلامي» وخاصة في الغرب.

الإسلام 

بداية انتشار الإسلام في هذه المعمورة كان بطريقتين, الفتوحات الإسلامية ثم هجرة المسلمين وتجارتهم، حيث أسهم المسلمون المهاجرون بالتأثير على العديد من الأمم لاعتناق الإسلام، ومنها اندونيسيا وماليزيا ودول إفريقيا التي تعتبر اليوم من أكبر البلدان المسلمة من حيث عدد السكان، وبنجاحهم وفرّوا على الأمة الإسلامية الكثير من الجهد والعناء، ونتيجة لتداعيات الخريف العربي وكذلك الحرب الطائفية في العراق وغيرها من الصراعات التي تسببت بتدني مستوى المعيشة والتهجير خوفًا من الموت أو الهجرة القسرية كل هذه جعلت ملايين من العرب والمسلمين يهاجرون إلى القارة العجوز «أوروبا» وكذلك إلى قارتي أمريكا وأستراليا، هذه الأعداد الكبيرة من المسلمين هي عبارة عن فتوحات إسلامية جديدة بطريقة غير مباشرة وإن صاحبها ألم وقسوة في ترك الأوطان والترحال إلا أن في ذلك حكمة ربانية، عندما يقيم ملايين من المسلمين في بلدان غربية بلا شك سوف يمارسون عباداتهم وسيفتتحون دور عبادة ومراكز إسلامية وسوف يختلطون مع تلك الشعوب ويتبادلون المنافع بين زملاء وجيران فيُعرفون بالدين الإسلامي ويدافعون عمن يُسيء إليه وينشرون الدلائل والبراهين التي تؤكد أن الإسلام هو دين سلام وليس دين إرهاب وقتل وتدمير، أضف إلى ذلك «أن الدين المعاملة»، فعندما يظهر المهاجرون محاسن خلقهم ولين قلوبهم وتعاملهم مع الآخر بالسماحة والصدق والأمانة كل هذا الممارسات تعطي طابعا إيجابيا عن الإسلام وتعكس صورته الحقيقية، وقد رأينا كثيرا من الأمثلة التي شجعت هؤلاء للتعرف على الإسلام واعتناقه عن رغبة، أمر آخر هو تكاثر المسلمين وخاصة في القارة العجوز والتي يتصف شعبها بقلة الإنجاب بعكس اتجاهات المسلمين، وأنا أرى انه بعد عقود قليلة قادمة سوف نرى غالبية عظمى من المجتمعات الأوروبية قد تحولت إلى مسلمة ولرب ضارة نافعة.

أمريكا  والإسلام

ابان احداث 11سبتمبر 2001 في أمريكا والتي تم فيها اتهام المسلمين بارتكابها، «نعم» البعض زاد حقده وكراهيته للمسلمين لكن في المقابل هناك عشرات الآلاف من الأمريكان دفعهم ذلك الى البحث والقراءة وتقصي الحقائق عن الإسلام ليكتشفوا أنه دين رحمة وسلام ومحبة وهذا كان دافعا لهم الى اعتناقه، وكذلك بعد الأحداث التي شهدتها عواصم أوروبية في لندن ومدريد وباريس وألمانيا وظهور «داعش» وتعمد تشويه صورة الإسلام زاد ذلك من الإقبال على اعتناقه ليس من قِبل العامة فقط بل حتى علماء ودبلوماسيين ومشاهير اشهروا إسلامهم.

الشباب والهجرة

اللاجئون الذين وصلوا إلى أوروبا اغلبهم من فئة الشباب والمثقفين وأصحاب المهن والأكاديميين الطامحين وقد يكونون سريعي الاندماج في المجتمع الأوروبي، فهم الحل لمواجهة انخفاض معدل المواليد وسيغير ذلك التركيبة الديموغرافية في القارة «العجوز» خلال العقود الثلاثة القادمة، فكما نعلم ان أوروبا تتراجع على المستوى الديموغرافي لأن مستوى الولادات فيها لا يتعدى 1.2%، وهذا ما أكده مكتب الإحصاء بألمانيا أن عدد السكان سجل عام 2018م رقمًا قياسيًا بلغ 83 مليون نسمة بسبب الهجرة الوافدة التي عوضت عجزًا مزمنًا في المواليد، حيث وصل عدد المهاجرين في 2018 إلى 380 ألف مهاجر في ألمانيا وحدها.

المسلم والدول الغربية

إن أعداد المسلمين في أوروبا في ازدياد مستمر وأصبح لهم دور وتأثير واضح في المجتمعات الأوروبية حيث تزايدوا بشكل متسارع في الأعوام المنصرمة، هذه الزيادة جعلت الإسلام الدين الثاني والمعترف به رسميًا في القارة الأوروبية، وقد بلغت نسبة المسلمين في أمستردام وحدها 25%، وتبين احدى التقارير البلجيكية أن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسيل من عائلات مسلمة ويوجد فيها 300 مسجد، كما أن الدولة تعترف بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية، كما بلغ عدد المسلمين في فرنسا أكثر من خمسة ملايين مسلم حيث لا تكاد تُشكل حكومة فرنسية إلا وتحتوي على وزير مسلم واحد على أقل تقدير والنماذج كثيرة.

فيديو مقال المؤامرة والصراع في الوطن العربي

أضف تعليقك هنا