كرة القدم من لعبة الفقراء إلى أيدي الأغنياء

عرفت كرة القدم أنها لعبة الفقراء لأنها لاتحتاج الى الأموال لممارستها أو مشاهدتها على عكس بعض الرياضات مثل التنس والغولف كرة القدم رياضة جماعية بحته تعتمد على موهبة ومهارة الاعب وعلى التعاون الجماعي أي شخص يملك الموهبة بستطاعته أن يمارس هذه اللعبة الممتعة.

وأكبر دلل رونالدين هو رونالدو البرازيلي ميسي كريستيانو بيليه كان يمسح الأحذية بالشوارع وجورج وياه بفضل كرة القدم تحول من طفل مشرد في ليبيريا إلى نجم عالمي توج بالكرة الذهبية ثم بات اليوم رئيساً لبلاده والقائمة تطول هؤلاء كانوا من عائلات فقيرة جدا وأصبحوا نجوم بل أساطير الجلد المدور.

سُرق الحلم من الفقراء

ومنذ العشريات الأولى للقرن الماضي كانت الساحرة المستديرة اللعبة التي يتناسى بها الفقراء همومهم ويضمدون بهاجراحهم، يلعبون في الشارع والساحات العامة، وهي لاتكلف شيئاً لأن الكرة قديماً كانت كومة قماش ولاحقاً تباع بثمن زهيد ولكن الحلم سرق من الفقراء فالجماهير لم يعد بوسعها اليوم متابعة مباريات كرةا لقدم مجاناً والتفاعل معها والاستمتاع بمفاجآتها للترفيه ونسيان مصائب ومصاعب حياتهم اللعبة سرقت منهم والكرة خطفت من أقدامهم وباتت دجاجة تبيض ذهباً للأغنياء.

وارتفعت فجأة أسعار التذاكر لتتحول اللعبة إلى أمر يديره الأغنياء وأصبحت الفرق العريقة في العالم تشبه الشركات الكبرى تعقد الصفقات المتعلقة ببيع اللاعبين وتُضارب في البورصة وتملك النزل الفاخرة وتملك الطائرات ليتحول بعضها إلى ماركات تجارية يتم الترويج لها في أقاصي الدنيا وذلك إلىحدّ لم يعد معها يقوى الفقير على الدخول للتمتع ومشاهدة لعبته المفضلة.

دعونا نستعرض كيف على الفقير أن يستمتع بمشاهدة كرة القدم

تذاكر دخول المباريات باهظة الثمن بالنسبة له ومحدودة جدا اذا اراد مشاهدة فريقة المفضل أو منتخب بلاده على شاشة التلفاز يجب عليها لأشتراك ودفع النقود وهذا مالايقوى عليه عزيزي القارئ لاتسئ الظن بي انا لا ألوم القنوات الناقلة هنا أبدا ولكن ألوم الفيفا لأن من حرم الفقراء من مشاهدة هذه المتعة الكروية هي الفيفا.

مع انبعاث الاتحاد الدّولي لكرة القدم (فيفا)

ومع انبعاث الاتحاد الدّولي لكرة القدم (فيفا) بداية القرن العشرين تغير حال لعبة الفقراء فبرزت منظومة كرة القدم العالمية التي تخضع للتغيرات الجيوسياسية وأيضا لعامل المال حتى أن السياسيين تفطنوا لأهمية اللعبة فدخلوا غمارها على اعتبار أنها مصعد لسدّة الحكم. فترأسوا نوادي كبيرة وكانوا فاعلين بارزين في عوالم كرة القدم على غرار الإيطالي سلفيوبرلسكوني الذي ترأس نادي أي سي ميلان سنة1986 ثم فيما بعد أسس حزبًا سياسيًا حمل اسمفورزاإيطالياوهو مطلع الأغنية التي ترددها الجماهير الإيطالية عندما يلعب المنتخب الإيطالي.

وبقدر ما ساهمت الثورة الاتصالية في الترويج لكرة القدم  وتظاهرة كأس العالم إلا أنها أمعنت في إقصاء فقراء العالم وحرمانهم من متعة مشاهدة مباريات شعوبهم . ادفع لكي تشاهد فريقك المفضل ادفع لترى راية بلدك ترفرف في سماء المونديال  إنها عولمة الابتزاز لمشاعر الفقراء واستيلاب عقولهم. وجيوبهم.

لقد أقرّت بعض الإحصائيات المتعلقة بمونديال روسيا2018 بأن أكثر من ثلثي فقراء العالم لم يشاهد واالمباريات بواسطة نقل مباشر بل تعرّفوا على النتائج فيما بعد بوسائطأ خرى.

أعتقد أنه يجب وضع نظام يأخذ الفقراء بعين الأعتبار والعمل على مساعدتهم بالاستمتاع بكرة القدم والهروب الى الملاعب الخضراء ونسيان الواقع المر وليتحقق هذا الأمر يجب أن نجدحلاً لطمع الفيفا وما حولها.

فيديو مقال كرة القدم من لعبة الفقراء الى أيدي الأغنياء

أضف تعليقك هنا