كانت رحلة طويلة وطائر اللقلق يحمل هذا الطفل،… وقد أخطأ بالعنوان “بالقارة”. ولكن الأحوال الجوية لم تسعف الوضع، بل ازدادت سوءا، وصارت كأنما طريقه -هذا الطائر المتعب- تصبح أكثر طولا،وبعدا. وكأنه لا يصل أبدا! … تحليق بين الغيم، الكثير من الغيم ، البنفسجي اللون.. ثم هبوط، إلى ما يجب أن يكون أرض البداية والحياة لهذا الطفل، الذي سافر أكثر مما يجب.
أيمكنني القول، أن بعضنا يبدأ اللعبة متعبا في خط البداية؟ .. حيث تكون الحياة معاكسة، أي أن أكبر مشاكلك تأتي معك ويقتضي منك نجاحك في الحياة التخلص منها الواحدة تلو الأخرى.ها نحن نبدأ، بفك ألغاز أرواحنا، عقولنا وقلوبنا.. بفك تكبيل كل ما يمنعنا من أن نعيش كما يجب.
جرينا كثيرا وكم جرينا.. في ملاحقة أشياء، أشخاص وأحلام.. وفي كل مرة لم نصل، ركضنا أسرع، غضبنا ولمنا الأشياء وأنفسنا. وغيرنا الخطة لملاحقة هذه الأشياء، وفي حالات أخرى توقفنا عن الجري ورائها، توقفنا تماما، عن ملاحقة أي شيء (حالة استسلام).
وبعد هدوء الهزيمة، تبدأ الاسئلة تدور حولك وصوتها يعلو شيئا وشيئا وتكبر.
-ما المشكلة؟
-هل أنا المشكلة؟
……..
أشعر وكأنما انا اقوم بأعادة تدوير نفس تجاربي، وأقوم بدوران حول نفس الأحداث المشابهة كل 3 سنين. أختار عملا أو مهنة، أبدع.. ثم أمل قليلا، مشاكل… ترك العمل.وهكذا على عدة أصعدة من الحياة، وفي النهاية لا أتطور، ولا أتغير الا قليلا.
ما هي أخطاؤك أنت؟ أمسك قلما وورقة، واكتبها جميعها، وواجع نفسك بها .. أخرج من حالة النكران أولا، واستمع لنفسك جيدا وصارحها.
ان كنت غارقا بالنكران، فربما أنت تحتاج لأن تسوء الأمور أكثر لتبدا بحالة الوعي والاستيقاظ وملاحظة الخطأ الذي تقوم به وتكرره. لأن الشيء الذي لا يؤلمنا بمايكفي لنشكك به أو نتسائل حوله، سيبقى شيئا مقبولا لدينا، على الشيء اولا ان يزعجنا ويؤلمنا أكثر من المعتاد ومما نطيق استحماله لنبدا بعملية: دراسته، علاجه، تركه أو التفكير بشأنه.
إحكي، لنفسك.. بلطف، عماا أنت لست راض عنه .. وحاول تتبع جذور الأسباب.ثم أترك هذه الورقة جانبا، ولا تجلد نفسك كثيرا… ولا تحزن ولنكمل الطريق.
يقال أن الفرق، بين الإنسان والكائنات الأخرى، هو أنه يستطيع أن يفكر بالفكرة التي تراوده.. كأن يقول: لماذا انا افكر بالسفر الان؟ بينما تراوده فكرة حول السفر حول العالم وهو مشغول بعمل ما أو يركض على آلة الجري.
وهذا هو ما اريدك ان تفعله، أريدك بلحظة صفاء أن تقوم أولا، بملاحظة جميع الأفكار التي تطرأ لعقلك. بدون أي نوع من الأحكام على هذه الأفكار. فقط قم بمراقبتها وبملاحظتها مرتين أو ثلاث حتى تتاكد من قدرتك على الانتباه على أفكارك كأنك عنصر خارجي ينظر من بعيد.
ثم في مرة ما، اريدك ان تحمل قلما وورقة، وتسجل هذه الأفكار..
سوف تفاجئك النتيجة حتما، حين تعرف ما يهلك عقلك نفسه فيه. يستحق؟ أم لا يستحق؟قمت بهذا التمرين مع شخص أعرفه جيدا وتفاجأنا بالنتيجة التي توصلنا اليها، حيث أن محتوى أفكاره كانت كالتالي:
بالنسبة للنقطة الثالثة تمكنا من وضعها بجملة ومعرفتها من خلال أنه كان يراوده افكار صحوة عن أفعال بطولية له يقوم فيها بأشياء تجعله رائعا باعين الآخرين، مما جعلنا نتوصل الى انه يشغل جزئا مهما من عقله بأفكار تتعلق بكيفية إثارة إعجاب الآخرين.
أن تعرف المشكلة، هو نصف الحل. لذا استمر بمعرفة ما أفكارك ونوعيتها وإن كان هناك خطب ما بها.بالطبع، لا أنا ولا أي أحد يستطيع أن يخبرك “بما يجب أن تفكر” لكن هذا ما عليك أنت ان تقوم باكتشافه.
من المؤكد انك ستجد خلال العملية السابقة، انك كنت تقضي معظم يومك في أحلام يقظة أو انك لم تكن حاضرا من الأساس، وفعلت الكثير من المهام اليومية المتكررة منها بالذات بطريقة آلية.
الحياة قصيرة، وإنه سيكون من المؤسف أن تكتشف أنك وصلت نهايتها وقد قضيت أغلبها بطريقة “آلية” لذا الكلمة السحرية لهذا الفصل هي “كن حاضرا”.
أعد استحضار نفسك وتركيزك فالحياة كما يقولون، توجد بتفاصيلها الصغيرة. استيقظ، ولكن قبل ذلك افهم جميع أحلام يقظتك وضعها بخانة الأفكار الخاصة بك، فبهذه الطريقة ستعلم محتويات عقلك وبما تفكر به.
والان، انها المرة الثالثة التي سأطلب منك فيها ان تمسك بقلم وورقة، ولكن هذه المرة لأسباب مختلفة..
أولا قمنا بتحديد المشكلة، ثم بمراقبة مصدر المشاكل الأساسي (العقل) .. وحاولنا ان نفهم انماط تفكيرنا وكيف ولم والخ… وبدأنا بتحسين هذه الأنماط وقد قلت لك انني لا استطيع اخبارك بما يجب ان تفكر، ولك يمكنني أن امتدح لك هذا الفعل، وادخاله الى طريقة تفكيرك الجديدة:
اختر الوقت الذي يناسبك كبداية، نهاية او منتصف اليوم، لكتابة قائمة بالاشياء التي أنت ممتن لها يوميا منها أفضل وأحسن الاشياء التي فعلتها وقلتها خلال اليوم، او طريقة مسار الاحداث، او ان اباك على قيد الحياة وقضاؤك الوقت معه.
-ممتن لاني استيقظت وأعطيت يوما اخرا
-ممتن لانني رأيت والدتي اليوم وبدت سعيدة
-ممتن لانني حظيت بغداء شهي حقا
-ممتن لان …..
ان هذا ليس عبثا، ولكن فعل هذه الخطوة بعد عدد من الخطوات السابقة انما يجعل عقلك يسلط الضوء على ما هو ايجابي وجيد. استمر بهذا!
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد