الأقسام مهارات شخصية

بين قمم الأطلس وخضم الريف: شهادة امرأة حرة عن جمال وتنوع المغرب الأمازيغي

أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة في المغرب، تشبه الأمواج التي تتلاطم على شواطئ البحر الأطلسي، تنساب كأنغام الأندلس القديمة في الهواء. وكما يصف سيبويه جمال اللغة العربية، فإنني أجد أن جمالية الأمازيغية تعبر عن روح الجبال وسحر السهول.

ترعرتُ ونشأتُ بين جبال الأطلس

ترعرتُ ونشأتُ بين جبال الأطلس، هنا حيث تتلاقى ألوان الغروب وتتجلى بألوان الفجر، حيث ترتفع الأودية الخضراء وتتدفق الأنهار الصافية، وتمتزج رائحة الأعشاب البرية بعبير الأزهار. تلك الأرض التي تسكنها قصص الأجداد وتنبض بالحكايا القديمة، تحتضن قلوبًا صافية وعقولًا نيرة.

في عمق تلك الجبال الشامخة، تنساب أحاسيسي كالنسيم العليل، محاطة بألوان الطبيعة الساحرة التي تتلألأ تحت أشعة الشمس الدافئة. أمامي، يمتد شعاع الضوء الذهبي على سطح البحيرة الزرقاء الصافية، حيث يرقص ظلال الأشجار الضاربة في الماء كالفراشات البهلوانية.أغمض عيني بلطف وأتنفس عميقًا، فأشعر بتحليق روحي بعيدًا عن هموم الحياة اليومية، إلى عالم من الخيال والسحر. أتسلق قمم الجبال بكل ثقة وإصرار، وأستمتع بمناظر خلابة تأسر القلوب وتطرب الأرواح.

تلاقي الأحلام مع الواقع

وبينما أتسلق، يبدأ الهواء يتلون بألوان قوس قزح، وتغمرني رائحة الأزهار البرية المنعشة. أصل إلى قمة الجبل، حيث ينتشي الفرح والسعادة في قلبي، وأنظر إلى الأفق البعيد حيث تلتقي السماء بالأرض في مداعبة رائعة من الضوء والظلام. في هذا العالم الخيالي، تتلاقى الأحلام بالواقع، وتتحول الأماني إلى حقيقة، وأنا أسير بين أجنحة الخيال، كالفراشة الحرة تحلق في سماء الأمل والتفاؤل.

الارتباط العميق بالأصول الأمازيغية

وفجأة، يلفت انتباهي شخصٌ يتوسط الساحة الواسعة المحاطة بأشجار الزيتون الضاربة في اللون الأخضر النضر. يحمل هذا الشخص وشمًا أمازيغيًا فريدًا على ذراعه، يتلألأ بألوان الأحمر والأزرق والأصفر، مرسومًا بأناقة وجمال فائقين. أناشد الغريب بفضول واهتمام، فأقترب منه بخطوات مترددة، وأبدأ في التحدث معه.

يرحب بي بابتسامة ودية، ويشرح لي بفخر معاني الوشم الأمازيغي الذي يزين ذراعه. يقول لي إنه يمثل رموزًا تقليدية للعز والشجاعة والحماية، ترتبط بتاريخ وثقافة شعب الأمازيغ في المغرب. أنبهر بجمالية الرموز وتعقيد معانيها، وأشعر بالفخر لكوني جزءًا من هذه الثقافة الغنية والتاريخ العريق. أبدأ في تخيل نفسي وأنا أحمل وشمًا مماثلًا، يشير إلى ارتباطي العميق بأصولي الأمازيغية وإلى قوتي وصلابتي كامرأة أمازيغية

الحوار الذي دار بين  الفتاة والرجل الأمازيغي

وفيما نمضي في حديثنا، يشاركني هذا الرجل الأمازيغي المهمة الرائعة لنقل تراثنا الثقافي والفني من جيل إلى آخر. يروي لي قصصًا قديمة عن بطولات الأمازيغ وتقاليدهم العريقة، ويعلمني فنونًا تقليدية مثل النسيج والفخار، التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتهم باعتزاز كامل وفخر يغمر قلبي، أتحدث عني كامرأة أمازيغية. أنا امرأة تحمل في داخلها قوة الجبال ونعومة الوادي، تتألق بسحر القوس والنشاب، وتتربى على تقاليد شعبها العريقة كنخبة من نساء الأمازيغ.

مقالات متعلقة بالموضوع

أنا امرأة أمازيغية، تربت بين غور الأطلس وسفوح الريف، حيث تشكلت شخصيتي وتعززت قيمي، وأخذت من جبال الأطلس عزمًا وإرادة، ومن أرياف الريف حنانًا وتواضعًا. أنا امرأة أمازيغية، أحمل في وجودي ذكريات الأجداد وتراث الأسلاف، وأعيش بكل فخر واعتزاز باللغة والثقافة والتقاليد التي أرثتني إياها هذه الأرض الطيبة.

أنا امرأة أمازيغية أؤمن بقدرتي على تحقيق النجاح

أنا امرأة أمازيغية، أؤمن بقدرتي على تحقيق النجاح وتحطيم الحواجز، وأن أنجح في كل مجالات الحياة بكل ثقة وإصرار، دافعةً بذلك عن تراثي وهويتي الأمازيغية ومبادئي الإنسانية. أنا امرأة أمازيغية، أرفع رأسي عاليًا وأمشي بثقة في هذا العالم، محملة بروح الفداء والعزيمة، ومؤمنة بأني قادرة على تغيير الواقع وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، كما فعلت نساء أمازيغ من قبلي…

أنا امرأة حرة، أصل من أعماق جبال الأطلس وسفوح الريف، حيث تجتمع بين الأرض الخصبة والسماء الصافية، تتناغم الطبيعة الخلابة مع روحي المتمردة والحرة. في جبال الأطلس، أجد القوة والصلابة، حيث تتوشح قممها الثلجية بسحر الصمت والجمال. هنا، أتنفس هواء الحرية والسلام، وأسمع همس الرياح وصوت الأنهار الجارية، مما يمنحني الطاقة والإلهام لمواجهة تحديات الحياة بكل شجاعة وعزيمة.

أنا امرأة حرة بحق محاطة بجمال وقوة أرضي الأمازيغية

أما في سفوح الريف، فأجد الهدوء والسكينة، حيث يمتزج عبير الأزهار وزراعات الزيتون مع روح البساطة والتواضع. هنا، أجد العذوبة في تفاصيل الحياة اليومية، وأتعلم قيم العمل الشاق والتضحية من أهل الأرض، مما يغذي روحي بالتسامح والتواصل مع الآخرين. بين جبال الأطلس وسفوح الريف، أجد نفسي تاريخًا حيًا يتدفق بالحكايا القديمة والأساطير الجميلة، وأجد طبيعةً تتحدث بلغة الجمال والسلام، وأجد قلبًا ينبض بالحرية والتفاؤل، فأنا امرأة حرة بحق، محاطة بجمال وقوة أرضي الأمازيغية.

فيديو مقال بين قمم الأطلس وخضم الريف: شهادة امرأة حرة عن جمال وتنوع المغرب الأمازيغي

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين غزة والذكاء الاصطناعي.. الوقت موت

منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء  في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد

% واحد منذ

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ