السيئات يذهبن الحسنات!

مهلاً مهلاً مهلاً لا تقم بسبي الآن ، بالطبع لم أقم بتحريف القرآن الكريم ، لا أعلم إن كان ما سأقوم به جائزاً لكن على أية حال سوف أستمر بالكتابة و ما سيدفعك للاستمرار فى القراءة هو رغبتك الداخلية فى الانتصار على الكاتب .. رغبتك الدائمة فى الانتقام.

فى سورة هود يقول الله سبحانه وتعالى:

فى سورة هود يقول الله سبحانه و تعالى : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ .فى القانون الالهى تنص القاعده على أن الحسنات يذهبن السيئات و هذا لأن الله سبحانه قد تعالى عن صفات البشر و اتسم بالعفو و المغفرة مع محو ما ارتكبت من خطايا و ذنوب .. و هذا لأنه الرحمن الرحيم.أما نحن البشر ماذا عنَّا؟

نح البشر نتعامل على مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم

ماذا إن قطع أحدهم إصبعك؟ بالطبع أنت مؤمن و بداخلك طيبة اذا وُزِعَت على أهل الأرض لأغرقتهم ، انا أعلم ذلك عزيزى القارئ لكن طيبتك هذه ستختفى مع أول قطرة دماء تسيل من إصبعك و ربما إذا أتيحت لك الفرصة للانتقام ستقطع إصبعين و ربما ستبيد الذراع عن بكرة أبيه ، قد يميل فرد آخر – لا يمتلك طيبتك بالطبع – الى التمثيل بالجثة و أن يقتلع أصابعها العشرة و ربما العشرين على سبيل الذكرى و كل ما حدث سيكون من منطلق ” العين بالعين و السن بالسن و البادئ أظلم “المنطق ان تقطع إصبعاً لكنك كحد أدنى ستقتلع اثنين !!و هذا لاشباع رغبة الانتصار بداخلك.

هذه طبيعة البشر الرغبة الدائمة فى الانتقام والانتصار

و الآن سآخذك الى حالة مختلفة فى نفس الموقف و نفترض سوياً أن المجرم قد عاد معتذراً و بيده علبة من الحلوى .. ماذا ستفعل ؟ستأخذ الحلوى بالطبع .. لكنك ستأخذ يده معها !!و هذه طبيعة البشر و هى الرغبة الدائمة فى الانتقام و الانتصار .. حتى التعادل لا يكفى!

ماذا عن الرحمن الرحيم حينما نخطئ؟

لكن ماذا عن الرحمن الرحيم حينما نخطئ ؟سيأخذ منك حسناتك ( علبة الحلوى ) و يغفر لك خطاياك ( الإصبع المقطوع )
لكننا لسنا آلهة لذلك وضع لنا الله قانوناً للحد من رغبة الانتقام و هى ان القاتل يُقتل و بهذا يمتنع الناس عن فكرة الثأر ..!!و الآن سأنتقل بك الى مشهد أقل عنفاً و هى علاقاتك الحياتية أو اليومية ( أحد القراء الآن يضحك متمتماً ” هذا المشهد قد يكون أشد عنفاً أيها الأحمق ” )

مقالات متعلقة بالموضوع

البشر مخطئون بطبيعة الحال ولكن أفضلهم هو أقلهم فى عدد الأخطاء

البشر مخطئون بطبيعة الحال و لكن أفضلهم هو أقلهم فى عدد و حجم الأخطاء ..هل تذكر ذلك الصديق المقرب لقلبك و لكن مع مرور الوقت قام قلبك بطرده خارج أسواره بلا رجعة ؟ ( أعتذر لك إن كان عدد أولئك الذين كانوا مقربين قد تجاوز المائة )ربما حل بك أحد الأيام و نظرت فى أمر ذلك الصديق متسائلاً ” لماذا سئمت وجوده الى هذا الحد ، هل لأنه اخطأ و لم أمتلك القدرة على المغفرة ؟ هلى أصبح قلبي قبيحاً إلى هذا الحد؟ ”

لا تقسو على نفسك فقلبُك ليس قبيحاً على الاطلاق

لا تقسو على نفسك عزيزى القارئ فقلبك ليس قبيحاً على الاطلاق ، كل ما فى الأمر انك لست إلهاً .. فرحمة الخالق وسعت كل شيء .. أما رحمة قلبك تفنى مع تكرار الأخطاء ، حتى إن عاد الشخص معتذراً فاعتذاره هو مجرد مهلة تمنحها له لحين ارتكاب خطأ آخر .. !!إذن فحسنة صديقك المقرب – أو كان كذلك يوماً – فشلت فى محو سيئته .. بل نجحت سيئته فى محو حسناته و زرعت بداخلك رغبة عارمة فى الانتقام.

صفة بشرية وحيدة و هى الانتقام صنعت كل هذه الخطايا و تسببت فى سن كل هذه القوانين و اشعال هذه الحروب .. صفة بشرية وحيدة !!لذلك نقول ( الله سبحانه و تعالى ) .. تعالى عن ماذا ؟ تعالى عن كل صفة بشرية وليدة الانتقام أعتذر لك عن اخماد رغبتك فى الانتقام من الكاتب بسبب ما قد تبادر الى ذهنك بعد قراءة العنوان و لكن ..تنص القاعدة فى قانون الأرض يا عزيزى على أن السيئات يذهبن الحسنات.

فيديو مقال الثواب والعقاب

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ