لا شك أنَّ الصرف عماد اللغة، فمنه يرتكز الصوت والنحو والدلالة عليه؛ لبيان أصل اللفظة ويعد أبو معاذ الهراء ( ت 187 هـ ) من أوائل من عرف هذا العلم، ولكن بواكير ظهور هذا العلم سبق أبا معاذ الهراء فقيل لرجل : أتهمز اسرائيل، فقال : إنَّي إذن لرجل سوء. هذا يدلُّ أنَّ الرجل لم يعرف من الهمز إلَّا الضغط والعصر( ). .
لم يفرق العلماء بين الصرف والتصريف؛ لأنَّ كليهما يدلان على التغيير والتبديل إلّا أنَّ هناك فرقاً بينهما هو أنَّ الصرف مختص بالجانب العلمي، أمَّا التصريف فيهتم بالجانب العملي ( ).
وقد دأب العلماء إلى وضع عنوانات كتبهم الصرفية بعنوان ( التصريف ) وهم المازني، وابن عصفور، وابن مالك والثمانيني، وابن اياز، وأبو بركات الأنباري، أمّاَ العلماء الذين وضعوا مؤلفاتهم بعنوان ( الصرف ) فهم ابن هشام الأنصاري، وشمس الدين دنقور، والجرجاني( ) .
كان الصرف في نشأته متداخلاً مع كتب النحو كما في كتاب سيبويه، والمقتضب للمبرد، وابن السراج في أصوله، وبعدها استقل الصرف عند المازني وأبي علي الفارسي وابن جني، وتتابع العلماء في ذلك ( ).
وتناول سيبويه التصريف والفعل ويقصد بالتصريف تغير الكلمة بالزيادات ، أما الفعل فيقصد به وزن الكلمة وتابع سيبويه على هذا المنوال المبرد وابن السراج والمازني وأبو علي الفارسي وابن جني، أمَّا ابن عصفور وابن الحاجب وابن مالك فذهبوا الى أنَّ التصريف علم يختص بالأبنية من إبدال وحذف وزيادة وتصغير وجمع ونسب وإدغام ( ).
أمّا من ناحية الخطة الصرفية فقد اختلف العلماء في تحديدها فسيبويه يجعلها على النحو الآتي ( أبنية الأسماء ، والصفات ،والأفعال ،والإعلال ،والإبدال ،ومسائل تمارين القياس اللغوي ،والادغام ،والنسب ،والحكاية والمذكر، والمقصور والممدود، والهمز ،والمصادر ،والإمالة ،والتقاء الساكنين ،وحروف الزيادة ،وحروف البدل ،والتصغير ،والنسب ،والتثنية ، وتابعه في ذلك المبرد والمازني إلَّا أنّ المازني أضاف الأفعال والأسماء المبنية والوصل والوقف وكان لابن السراج والصيمري والعكبري والجزولي وأبي علي الشلوبين وابن مالك والسيوطي خطةٌ.
من هذا نجد أنَّ هناك اضطراباً في تقسيم الخطة والذي أراه في نظرتي المتواضعة أنَّ الصرف يجب أنْ يقسم على وفق نظرة حديثة وكما يلي :
إنّ موضوعات علم الصرف تحتاج إلى دراسة حديثة وربطها بالصوت كما فعل الأساتيذ الكرام د. عبد الصبور شاهين في كتابه المنهج الصوتي للبنية العربية، ود. عبد القادر جليل في كتابه علم الصرف الصوتي، ود. الطيب بكوش في كتابه التصريف العربي من خلال علم الأصوات الحديث، أمَّا علاقة النحو بالصرف فيكون من خلال إعراب الأبنية، ويكون ربط الصرف بالدلالة كما جاء في أطروحة الدكتوراه أبواب الفعل الثلاثي بين المعجم والرأى الصرفي دراسة صرفية لغوية من خلال لسان العرب ليحيى بن عبدالله.
فعلم الصرف عامود اللغة العربية، ويستند عليه الصوت والنحو والدلالة، فهو ليس علماً جامداً بل هو روح اللغة العربية.
( ) ينظر : نشأة علم الصرف التطور الاول ، Sharf, Wadl’i, Basrah, Kuffah ، ALQALAM Vol. 21 No. 102 (Desember 2004)
( ) ينظر : المصدر نفسه.
( ) ينظر : علم الصرف: نشأته وتطوره ، Wildan Nafi’i ، El-Wasathiya: Jurnal Studi Agama .
( ) الترتيب الصرفي في المؤلفات النحوية والصرفية الى اواخر القرن العاشر الهجري ، مهدي علي مهدي .
( ) ينظر : المصدر نفسه.
( ) ينظر : المصدر نفسه.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد