إن تفاقم الوضع الراهن جعل العالم والبشرية جمعاء تستشعر طعم الخوف الحقيقي الذي يسود البلاد، ولكن رغم ذلك لا نزال نحلم بأن تكون هناك إشراقة شمس الحياة التي طالما عهدناها فأي حقيقة يمكن أن نقبلها اليوم؟ هل من خلال العودة الى التأمل ام من خلال التساؤل عن ما يمكن أن تتنبأ به الأيام القادمة!؟
دائما ما يزال السؤال الذي حير عقول البشر مطروحا ما حقيقة هذه الجائحة التي حلّت بنا؟ لعل ما يمكن الاشارة اليه هو ان العالم بجله يعيش تحت عنوان واحد هو “حلول العدو الخفي”، هل يمكن ان نترك النظام الفوضوي و نعود الى بناء.ذات -روح – انسانية، قادرة على التفكير و البحث،؟
ان ما يقيدنا الان هو المكوث داخل عالم مجهول الهوية، عالم اقتحمته قوى خفية سلطت علينا نفوذها و قواها ثم بسطت سيطرتها علينا فظللنا حينها كالعبيد نعيش تحت وطأة التعذيب
ربما في البحث عن اكتشاف ذواتنا نستشعر مرارة الألم و الفقدان ،قساوة المشهد الذي يعيشه العالم الان في مواجهة خفية، جعلت منا نستفرد لنكتشف المعنى الحقيقي لذواتنا، في هذه المرحلة التي جعلتنا مقيدي الارجل لكن لم تجعلنا مقيدي الفكر و العقل.
ربما هي حياة ولدت من رحم الألم الذي نعايشه في وضعنا الراهن، لكي نغوص في اعماق ارواح كنا و قد حجبنا عنها رؤية العالم الجميل بغبار النسيان والتجاهل،هل بشيء من العقلانية ان نتحدث عن المنفعة في ظل هذا التوتر القائم كما صرح احدهم ” رب ضارة نافعة ” فهل يمكن ان نعتبر هذه الجائحة حدث جميل في حياة المرء؟
اي جمال يمكن ان يعيش داخلنا! هل يمكن ان تكون اجابيتها تكمن في اعادة بناء وطن سكنه الدمار؟؟؟ ام هو سرطان تفشى بيننا جعلنا مكبلين و مقيدين؟ عاجزين على المواجهة و القتال؟
هل يمكن لنا اعتبار هذا الالم بداية لأمل؟ ام سنظل نوهم انفسنا بانتظار الغد الافضل و المدينة الفاضلة و عالم الخير الاسمى الذي سنعانقه عندما تزول هذه الجائحة؟
عندما تسافر ارواحنا الى العالم الميتافيزيقي سنضن اننا عدنا الى البداية الاولى ولكن في الحقيقة سنجد انفسنا في الوجود العدمي ،في النهاية الاخيرة و التي بدورها بداية لحياة اخرى حياة هل هو الخير الاسمى و السعادة المطلقة ؟!
لكن هل يمكن التناسي لما يحدث و نكران المنية التي تلتهم الارواح دون رأفة
ان ما يمكن ان نكون عليه هو الشعور الدائم بحريتنا عندما نفكر و نحاول ان نَعبر و نجتاز الجسور الشائكة فولا الحزن ما كدنا ان نكتشف السعادة ؟ و لولا اليأس لما عرفنا معنى التفائل.*في التقاء الانا بالذات *
لقد انكسرت القاعدة و اتفقت البشرية ان تقف برهة من الزمة تختفي تحت ما يسمى “بالحجر الصحي” انه الخوف من العدو! لقد انتقلت الدول خاصة منها العظمى من مرحلة التسابق نحو تحقيق الفوز و النجاعة الى مرتبة التشبث بالبقاء فما قيمة التقدم الاقتصادي و التجاري؟ و ما هو مصير الدول التي اكتسحت الاسواق العالمية اليوم؟ لقد ظل العالم ماكثا في مكانه مقيدا بقوانين فُرضت عليه ليجد نفسه يفتقد لحرية مُنحت اليه منذ نشأته الاولى.
“عندما يخوض الأغنياء الحروب مع بعضهم البعض، الفقراء هم الذين يموتون–.”(سارتر )
هل يمكن ان تكون هذه الجائحة حرب الاغنياء عَلق بها الفقير دون مبرر ؟ما يتحدث عنه فيلسوف الوجودية سارتر مهم في وضعنا الراهن؟ لقد اصبح الانسان يشعر بالقلق و الحيرة مفكرا في مصيره الذي وجد نفسه ملقى و متروكا في هذا العالم و مرغما على الاختيار، أن هناك خطرا يهدد وجوده فهو دائما وجها لوجه امام نفسه مرغما على الاختيار يصارع من اجل استرجاع حريته في الوجود باعتباره اكتشف انه وجد بين عدمين خوف من المواجهة و قوة الالم الذي يعتري روحه و يسلب وجوده كل لحظة؟!!
ان لحظة الحرب مع العدو الخفي اعلنت فيها جميع الدول العزل الذاتي فما يمكن ان نتحدث عنه الان هو العزلة الجميلة التي يكتشف فيها المرء نفسه انه قادر على الخلق و الابداع و ليس مقيدا كما يدعي البعض، ان في هذا الانزواء شيء من الارتقاء بالفكر حيث في هذا الصدد سنقر بمصداقية المقولة الشهيرة للفيلسوف ديكارت ” انا افكر اذن انا موجود ” فطالما نحن قادرين عن التفكير فنحن موجودين بعقولنا و بأرواحنا، فيها لحظة اكتشاف النفس التي ضاعت داخل ضجيج هذا العالم المفعم بالاساطير الخرافية و بالاحداث المغلوظة ،في هاته اللحظة سنكتشف حتما اننا اما ان تخلق منا هذه العبارات -الحجر، العزل، – مفكرين و عضماء اما ان نستسلم للعدو؟!
في هذا الصدد ربما سنحاول ان نسلط الضوء ايضاً على نقطة مهمة ألا وهي التساوي بين جميع الناس فلا بات للفوارق الاجتماعية و الدينية عنوان لمحاولة النجاة ان جميع الدول تساوت فيما بينها جميعها امام مواجه لعدو خفي ارعب الجميع لقد غابت العنصرية و القيمة المادية للبشر انما كان له حضور مهم في هذا الخطر الذي يهدد العالم هو الجانب العلمي و المعرفي للانسان فلا اهمية للدور الذي يلعبه رجل السياسة او الثقافة بل العلماء وحدهم الذين اكتسحوا ميدان المعركة بامتياز و وظلوا يواجهون مصير العالم باكمله ما يحير عقولنا و ما يشعرنا بالقلق هو من المسؤول على اندلاع هذه الحرب البيولوجية ان صح التعبير هل هي لعبة سياسية ام هو العدل الإلهي؟
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد