لم تعد كواليس مسرحية كورونا تخفى على من حكموا عقولهم في وضع تفسيرات منطقية لما أصبح العالم يعيشه اليوم من تداعيات هذا الوباء الفتاك، حقيقة نحن لا ننكر أنه فيروس شديد الخطورة وقدرته على الانتقال السريع من شخص إلى آخر فالعالم الرأسمالي اليوم يسير في توطين خريطة اقتصادية جديدة أكثر ربحاً وأشد استغلالاً يبقى هدفها المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة، وشغلها الشاغل ينبني على قاعدة الهدم والبناء في تكسير السابق وتأسيس اللاحق.

هل جعلت بعض الدول من كورونا أداة رعب لباقي الدول؟

الصين والولايات المتحدة الآن تحاولان بشتى الطرق التفرد بالصدارة وبأحادية الريادة في كل شيء تحت ذريعة كل شيء في الحرب مباح، من أجل تكريس منظومة الإنتاج والقهر، بمعنى كيف ننتج وباء ينطلق من الأصل وتوغل في الفرع ممارساًً القهر والتسلط ليس فقط على حساب مدن بل دول صديقة كانت أو عدوة حتى يتم التوغل أكثر ببسط الهيمنة والتبعية فيما بعد.

ما نشهده من ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا لاسيما في الصين والولايات المتحدة الأمريكية وعدم تحريك هذه القوى العظمى مختبراتها لإيجاد لقاح لوقف انتشار هذا الوباء نجدها أيضا تستغيث بحثاً عن اللقاح؟ وما تم تداوله في التويتر اليوم من صور لمستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية وخلوها من مرضى وباء كورونا يبطل مزاعم الإعلام الأمريكي بتلك الأرقام المخيفة يومياً لعدد الإصابات والوفيات، وكذلك الأمر بالنسبة للصين التي رجعت لها الحياة بشكل طبيعي في غالبية المدن؟؟ مما يطرح تساؤلات عديدة حول هل فعلاً نعيش جائحة عالمية أم مجرد كذبة صدقناها في البداية وأضحت حقيقة فيما بعد في دول معينة؟!…

مقالات متعلقة بالموضوع

إلى أين تتجه السياسة الاقتصادية في العالم؟

إننا نتجه في العالم نحو شكل ليبيرالي في شقه الاقتصادي الذي وصل لدرجة من التوحش يفرض على الدول الضعيفة لا سيما حينما يتعلق الأمر بالزيادة من وثيرة  إفقار العالم الثالث وتهميشه وتتخذ عمليات نهبه السافرة والمقنعة طابعاً همجياً في إطار حماية المصالح والشراكات الرأسمالية، فيصبح بذلك لا هو اقتصاد حر كما يدعي المنظرون ولا هو توزيع عادل للثروة بين أفراد المجتمع بل هو قوانين اقتصادية ودولة لحماية طبقة ثرية في المجتمع ولا يسمح بسقوطها بل تفرض إجراءات تمنع سقوط الريادة لدول أخرى حتى وإن تعلق الأمر بالتضحية بالملايين من الناس حتى تتحقق المطالب الكبرى للقوى الرأسمالية.

من هم أسياد العالم الاقتصادي اليوم؟

إن سادة العالم الجديد اليوم ليس كما يعتقدهم العامة من الناس، والمتمثلون في ملوك ورؤساء الدول أو في رؤساء الوزارات وزعماء الأحزاب السياسية وقادة التكتلات البرلمانية، بل العكس تماماً القوى الكبيرة المتحكمة في هؤلاء هم مديرو الشركات المتعددة الجنسية ورؤساء مجالس الإدارة وأرباب الرأسمال المالي وكبار المضاربين في البورصات والأسواق المالية، وليست الدول هي التي تملي سياساتها على رجال الصناعة والمال، بل هؤلاء هم من يملون على السياسيين السياسة المطلوب تنفيذها.

فيديو مقال الرأسمالية المتوحشة في زمن كورونا

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ