كل البشر عاطفيون، ويعبرون عن هذه العاطفة في علاقاتهم مع الآخرين، وتظل العاطفة مرافقةً للإنسان حتى تنتهي دورة حياته حتى المذهبية العلمية المُجرّدة من العاطفة، والتي تفسّر أو تثبت الحقائق، وتدحض الوهم والوعي الزائف، يظل فيها عواطفٌ منحازة للعلم.
بإستطاعة المرء أن يتقن فنون اللغة، ويُجيد الكلام السحري الذي يجذب الكثير من الناس، لكنه في الحقيقة لا يعطي هذه الكلمات معناها إذا كانت خاليةً من الدليل، خصوصاً حينما يكتفي بالمجازات التعبيرية والتي تُعتبر فنّاً لغوياً وذكاءاً لفظياً، أقرب من أن تكون وسيلةً للتفسير وحاملةً للتوصيف للحالات أو القضايا المُراد مناقشتها.
الذكاء العاطفي قد نلاحظه أيضاً مع أصحاب الأدمغة التي تناضل من أجل بقاء النسل البشري بصورةً أفضل، ومحاولة إيجاد إجابةً مُقنعة لتفسير الوجود سواءً من ناحية الهدف والغاية أو من ناحية الآلية التي جاء بها، وإذا كان العلم لا يبحث عن السبب وإنما يدرس الكيفية، فهل الاكتفاء بمعرفة الآلية هو معرفة السبب؛ لا أعتقد ذلك !
إنّ الأدمغة هي التي تقرأ الحياة والكون من حولنا، وهي التي تعطينا رسومات وأشكال وبيانات، وتقوم بتحليلها؛ هي نفسها التي تقوم بالإستنباط والإستقراء والإستدلال والإستلهام والإستنتاج… إن خريطة الدماغ الذهنية -لستُ متأكداً إن كانت أشبة بالخارطة الكونية الذي يسكن بين ثناياها أسرارٌ عميقة، والتي لا زال العلم يُصارع على تفسير هذا النظام البالغ التعقيد.
لقد أصبح الذكاء العاطفي في الآونة الأخيرة موضوعاً ساخناً لدى الباحثين في علم الإجتماع، وفي القيادة والإدرارة لما له من أهميةً كُبرى، تُفصح عن توجه المرء، وتطلّعاته، وميوله، ومدى قدرته على الإنسجام والتناغم في بيئة قد لا تخضع للمعايير الشخصية والنفسية.
ومؤخراً أصبح هنالك جدلاً كبيراً بين مطوّري ومبرمجي خورازميات تطبيقات الذكاء الصناعي، حيث يعتقد أغلبيتهم أنّ الآلة ستتعلّم من الإنسان، وستصبح أكثر ذكاءاً وفهماً منه، لا سيّما في ما يخص القرارات، حيث أنّها ستعتمد على المعلومات المدخلة إليها، وتنتج قرارات أكثر صوابية من الإنسان.
كذلك فإنّ الكثير من الشركات التكنولوجية العملاقة عمدت على الإستثمار في إمكانية بأن يكون للآلة إحساس ومشاعر وعواطف تشبه تماماً مشاعر الإنسان، بحيث أنّها تستطيع التعرّف على الحالات المزاجية والنفسية للعملاء ومستخدمي الأنترنت والأنظمة التكنولوجية المختلفة.
إلا أنّ هذا لا يزال جدلاً قائماً بين المطوّرين، وكذلك االمهتمّين بأثر التكنولوجيا على المستخدمين من الناحية الإجتماعية، مؤكدين بأنّ الآلة لا يمكن أن يكون لديها إحساس ومشاعر وعواطف مثلما الإنسان، وأنّ هذا يعتبر في طور الخيال، معللّين أن الآلة صمّاء وتخضع لخورازميات مدخلة، يقوم بها الإنسان، حيث أنها خاضعة للتلاعب والتحكّم من قبل المبرمجين، مُعتبرين أن الآلة أيضاً لا تتأثر بالعوامل الخارجية بشكل مباشر، ولا تستطيع أن تتّخذ قرارات حيال الكوارث
أو الأشياء المفاجئة الطارئة التي قد تحدث، بينما الإنسان لديه قلبٌ وعقل، ويعتبر أذكى من الآلة مهما بلغ تطوّرها إذ أنّها من صنعه، مستندين إلى جزءِِ من فلسفة المنطق التي تقضي أنه لا يمكن للإنسان أن يصنع شيئاً يفوقه ذكاءً وخبرةً وحكمةً والتي أستفادها من خلال التجارب المتراكمة.
إنّه من المهم الإشارة إلى أن الذكاء العاطفي أصبح اليوم طريقةً فعالة لدراسة توجّهات الإنسان، وقياس ميوله، وتقييم قراراته وانفعالاته، وسرعة إستجابته، ولهذا يجب التأكيد على أنّ العاطفة تلعب دوراً مهماً للغاية في حياة الإنسان نسواء كانت علمية أو عملية أو إجتماعية، أو سياسية ، أو ثقافية ، إذا لا يمكن للإنسان أن يتجرّد من عاطفته أو فقدانها مُطلقاً، سواء كانت تلك العاطفة محفّزة بدافع الخير أو الشر، فما دام أنّ المعرفة هي أثمن ما في الوجود فنحنُ ننتمي إليها ولا غرور أن نكون من طُلابها، وغداً من أساتذتها.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد