زوجة من الزمن الجميل

بقلم: عادل عبدالستار العيله/ ممرض بالطب النفسي

كنت قد ذكرت في مقال سابق لي أنه ورغم كثرة القبح حولنا الا أنه مازالت نماذج حولنا تؤكد أن المروءة لن تنتهي وأن هناك من يصنع الجمال فينا وحولنا، فقط علينا أن لا ننظر إلى الصورة من جانب واحد ولكن علينا أن ننظر إلى المشهد بكامله أو إلى الصورة بكل جوانبها، وفوق سطور هذا المقال سنقدم الدليل على هذا، وسنذكر نموذج أقل ما يقال عن تلك الزوجة ( تضحية الزوجة ) إنها وكما تقول الحكمة الصينيه: (زوجة أثمن من الأحجار الكريمة).

قصة عن تضحية الزوجة وتفانيها من أجل أسرتها وزوجها

لقد تحملت تلك الزوجة سفر زوجها بعد زفافها بعدة أسابيع، تحملت سفره ولمدة عشر سنوات كاملة لم يأت خلالها إلا عشرة اشهر (كل سنة شهر أجازة) تحملت الألم والوجع، تحملت الحرمان، ولم تشتكي يوماً، كانت الأحجار الكريمة حقاً، وقفت جانبه وباشرت أموره المالية، وقامت بالاشراف على بناء بيته كاملا، هذا بجانب مسئولية أبنائها، لم تضغط عليه يوماً، بل كانت له نعم السند ونعم الزوجة الأصيله الصبورة، ثم حدث ما لم تتوقعه ولا حتى هو، مرض الزوج مرض نادر يأتي لكل 1 من عشرة آلاف، وزاد العبء والألم لتلك الزوجة التي حقا هي زوجة من الزمن الجميل، فما كان منها إلا أن ضحت بوظيفتها الحكومية الراقية (كان ممنوع تاخد إجازة) وسافرت له بأبنائها كى تكون في خدمته ورعايته.

ثمرة تضحية الزوجة في سبيل عائلتها

وحدثت المفاجأه ثانيةً ولكن تلك المرة كانت مفاجئة جميلة فلقد شفي الزوج من هذا المرض النادر بإرادة الله عز وجل، بعد أن أبلغته الأطباء بأن الطب قد توقف عند هذا الحد من علاجه وعليه أن ينتظر مصيره، ولكنها إرادة الله، وكآن الله أراد أن يكافئ تلك الزوجة الرائعه المخلصه الحنون، فشفى لها زوجها، حتى يذهب عنها الالم والحيرة والارتباك، وحتى تجف دموعها، فلقد ضربت لنا جميعا مثالا عملياً كيف تكون الزوجة وكيف تكون المروءة والتضحية أعطت لنا دليل لا يقبل الشك أن هناك من يصنع الجمال فينا وحولنا، أعطت لنا دليل لايقبل الشك إنها حقاً (زوجة من الزمن الجميل ).

ما الصورة التي تعرضها المسلسلات والبرامج الإعلامية عن المرأة؟ 

أيها السادة … أعترف أنني قد أكون قد أطلت في التفاصيل ولكني أردت هذا تعمداً، حتى أرسل رساله لأبنائنا وشبابنا أن هناك بيننا من يستحق الاشادة به، ومن يستحق أن نسلط عليه الضوء، وحتى لا تكون الصورة الذهنية المُكونه داخل عقولهم تلك الصور الهزلية الرخيصه التى تعرضها مسلسلاتنا من القبح والغدر والخيانه بل وصل الأمر أن يعرض أحد المسلسلات زنا المحارم ويبرر له!!

ضرورة توعية المجتمعات إلى ما يشاهدونه عبر البرامج الإعلامية

ايها الشباب جميعا بنين وبنات … عليكم أن تعلموا أن ما يعرض على شاشات إعلامنا ما هو إلا جانب ديق للغاية من الصورة الكاملة، عليكم أن تعلموا أن أى مجتمع لابد وإن تظهر به بعض الاشخاص الحقيرة فهذا أمر طبيعى ولكن عليكم أن تعلموا أن الاصل ليس كذلك وأن الصورة ليست بتلك الحقارة التى يروجون لها وهذا هدف مقالى في المقام الاول فلقد إعدتنا أن اصحاب الباطل دائما صوتهم عالى … والمحترمون يصمتون !!! وحينها يختلط علينا الامر بلا نجد أمامنا الا أن نصدق من يتحدثون، وأخيراً أقول لاعلامنا لا تفسدوا كل أخلاقنا، حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر… أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: عادل عبدالستار العيله/ ممرض بالطب النفسي

أضف تعليقك هنا