التنظيم الخاص

تمهيد

العام 1929م شهد الحي العربي في مدينة الإسماعيلية ولدة جمعية، على يد مدرس ابتدائي يسمى حسن احمد الساعاتي، هدفها المعلن أحياء الشريعة الإسلامية، اخذت الجماعة فيما بعد في التمدد والانتشار، وكان لها مكاتب ومساجد منتشرة في المملكة المصرية قاطبه وبعد ذلك فكر المرشد الاول في بناء جيش مسلح لحماية اسلامه ودعوته، عرف بالتنظيم الخاص، وسوف نسرد من خلال عدة مقالات نشاءته على يد البنا نفسه واعماله الى حصلت في عهد.

تأسيس التنظيم الخاص

اتفقت اراء كل من تكلم عن التنظيم الخاص ان نشاءه كانت العام 1940م، فيوضح عضو الهيئة التأسيسية محمود عبدالحليم عام التأسيس في كتاب الاخوان المسلمون احداث صنعت التاريخ الجزء الأول ص210 (في عام 1940 حين دعا (يقصد حسن البنا) خمسة منا هم صالح عشماوي وحسين كمال الدين وحامد شريت وعبدالعزيز احمد ومحمود عبدالحليم، وعرض علينا الدواعي التي راها تقتضي الاستعداد وانشاء نظام خاص تواجه الدعوة به مسئولياتها في المستقبل)، ويوكد ذلك مستشار النظام د/محمود عساف في كتابه مع الامام الشهيد ص137(انشى النظام الخاص في عام 1940م تحت شعار ان الحق لابد ان تحميه قوة).

الى انه حصل اختلاف حول من هو صاحب الفكرة من انشاء التنظيم يذكر أحد أعضاء التنظيم وهو احمد عادل كمال في كتابة النقاط فوق الحروف ان صاحب الفكرة كان العضو رقم 1 وهو عبدالرحمن السندي فيقول ص150 (فكر عبد الرحمن السندي لأول مرة في انشاء نظام خاص)، فيما يذكر الكاتب د/سعود المولي في كتاب الاخوان والجيش ص94 (وفي كتاب محاكمات الثورة نقرا في افادة احد الاخوان من قادة النظام الخاص (د/خميس حميدة) ان صاحب فكرة النظام الخاص هو الصاغ محمود لبيب لا البنا، وانه استعان على تنظيمه ببعض الضباط الالمان، وان بدايته ترجع الى وقت اشتغال الاخوان بالسياسة وقوة دعوتهم)، ويذهب محمود عبدالحليم من ان صاحب الفكرة هو حسن البنا.

التجنيد في التنظيم الخاص

يسرد لنا أحد قيادات التنظيم وهو محمود الصباغ طريقة التجنيد فيقول (وكان اول ما يختبر به جدية العضو الجديد فيما أعلنه من رغبه صادقة في الجهاد في سبيل الله، ان يكلف بشراء مسدس على نفقته الخاصة!، ولم يكن ثمن المسدس يتعد ثلاثة جنيهات، يكلف العضو الجديد بادخارها من مصروفه إذا كان طالباً، او دفعها من كسب يده إذا كان مكتسباً، لا يستثني أحد من هذه القاعدة، لأي عذر من الاعذار، وقد ادخرت فعلاً الجنيهات الثلاثة، واشتريت بها مسدساً).

وكانت خطوات التكوين بعد ذلك في ثماني جلسات وجدت ضمن أوراق قضية السيارة الجيب أوردها الصباغ ايضاً وهي (أوراق تبلغ العشرين مطبوعة على الجيستتنمر، وعنوان كل منها (التكوين)، جاء فيها انه يقوم بذلك جماعة يسمون بالمكونين، ويختصون في هذا العمل، ويقابل المكون الشخص (المرشح للانضمام الى النظام) على انفراد في مكان محدد كمنزل، ويكون الضوء مناسباً، بحيث يكون للمقابلة الأثر المطلوب في نفس الشخص، ويتم التكوين في عدة جلسات:

خطوات الإنضمام إلى التنظيم الخاص

الجلسة الأولى: التعارف

وفيها يكون السؤال عن نواحي الجهاد، والأنشطة التي يشترك فيها الفرد، والاعمال التي ساهم فيها، مع النصح بالعدول عن المكيفات إذا كان الشخص من المتعودين عليها، والاستعلام عن خصائص صحته مع ايصائه بكتمان ما دار، وما قد يدور في الجلسات الأولى.

الجلسة الثانية: الروحانية

تكون هذه الجلسة روحية، تشتمل تلاوة القران، والمأثورات، والصلاة وتأكيد الثقة بالقيادة، وسؤال شخصي عن عمل ما، لا ستيضاح مدى اقتناعه بمشروعية العمل، وتوجيهات خاصة بالكتمان، والصمت، والطاعة، وحسن تكييف الأمور، وتغطية المواقف، والهروب من التورط.

الجلسة الثالثة: التوجيهات

تتم فيها التوجيهات اللازمة عند تأدية العمل بان يكون الشخص طبيعياً، ولا يتكلف عندما يحمل شيئاً، او يقوم بعمل، وان يفكر سلفاً في كل حركة يقوم بها، مع ضرب الأمثلة لكل حالة بقصة، ثم تكليف الشخص بكتابة وصيته، ويسلمها للقائم بالتكوين قبل الجلسة الرابعة.

الجلسة الرابعة: الاختيار

في هذه الجلسة يتم الاختيار بتكليف صامت، وفي مكان ناء مع تكليف شخص اخر بمراقبته.

الجلسة الخامسة:

يكلف الشخص بعمل له أهميته، وترسم الخطة(سرياً)، ويعطي الشيء لاستعماله، وذلك بعد دراسة تفصيلية.

الجلسة السادسة: التكليف

تقيم العبرة من التكليف، ونتائجه، والعلاج على ضوء الجلسات السابقة، ووجوب تفسير مقبول لكل شيء قبل ان يحدث، واعداد إجابات لكل الأسئلة المنتظرة.

الجلسة السابعة: التنفيذ

مراقبته اثناء التنفيذ ويفهم الشخص في اخر لحظة بالعدول عن الفكرة مع توضيح الأسباب بشكل معقول.

الجلسة الثامنة والأخيرة: النجاح

انه في حالة النجاح في الاختيار السابق يقدم الشخص للبيعة في القاهرة بصحبة باقي افراد جماعته، ويكون ارتباط افراد الجماعة لأول مرة وقت البيعة، ويقوم رقم (1) بتوصية الافراد بحق الطاعة لأميرهم بعد البيعة مباشرة، وفي حالة الرسوب في احدى الاختبارات السابقة يلحق الشخص بأسرة، او ما أشبه ذلك من الاعمال العامة، وفي حالة النجاح يفهم ان ما فات انما كان اختباراً، وقد اجتازه بنجاح، وانه الان في انتظار أوامر حقيقية.

فيديو مقال التنظيم الخاص

 

أضف تعليقك هنا