هل يمكن الوصول إلى السلام الداخلي في ظل تقلبات وتناقضات الحياة؟

في التأمل إلى ما وصلنا إليه اليوم من صراعات وأزمات ونكبات سياسية واقتصادية وآخرها جائحة (كورونا) التي يقال أنها ستغير وجه العالم، والتي فعلا قلبت كل المفاهيم فتحول القرب إلى تباعد socia distance والمصافحة إلى سلام بالنظر، وغيرت العديد من الممارسات والعادات بل وحتى الطقوس الدينية، تظهر العديد من المشاعر للإنسان متقلبة بين سعادة وفرح واستغراب وتعجب وتامل وياس وتفاؤل، وفي إطار كل هذا التناقض الذي نعيشة اليوم يأتي السؤال الأهم كيف يمكن أن نصل إلى العيش في السلام الداخلي ؟ ومن أجل الوصول إلى طريقة للعيش في سلام داخلي، أضع لكم بعض الأفكار من كتاب الإيكيغاي IKIGAI وهو أسلوب يباني للعيش بسعادة وقبل الحديث حول هذا أطرح لكم الفرق بين الحالة والشعور كما ذكرها الدكتور طارق السويدان في مدونته.

الفرق بين الحالة والشعور عند الدكتور طارق السويدان

إن الحالة تظل مرافقه للإنسان لوقت طويل وتكون نتاج للشعور أحيانا، لذا نقول على سبيل المثال حالة من الإكتئاب حالة من الاطمانان بينما الشعور يعتبر لوقت محدد وينتهي خلال فترة قصيرة المدى ولكن يكمن الفارق في أن  الشعور قد يتولد منه حاله. فشعورك بالغضب قد يولد حاله من الكره؛ لذا نطلق على الغضب شعور وليس حالة والحب شعور والمودة حالة!

إليك بعض الامثلة التي توضح الفارق وتعمقه:

الحزن شعور بينما الاكتئاب حالة بمعنى شعور بالحزن ولد حالة من الاكتئاب، الفرح شعور بينما الاطمئنان حالة، الغضب شعور بينما الكراهية حالة، أن تحسد شعور بينما أن تغبط حالة، الخجل شعور بينما الحياء حالة، راحة الجسد شعور بينما راحة البال حالة، الأمل شعور بينما التفاؤل حالة، الخوف شعور بينما اليأس حالة، التسليم شعور بينما الإيمان حالة. ومن ما سبق ما يحصل لنا في بعض الاحيان شعور وليس حالة وفي العودة إلى سؤالنا الاساسي: كيف يمكن أن نشعر بالسلام في ظل هذه الأحداث من حولنا؟

كيف يمكن أن نشعر بالسلام الداخلي؟

كيفية الشعور والوصول إلى السلام الداخلي في القرآن الكريم والسنة النبوية

فقد أشار الله في كتابه الكريم فقال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89] وثبت عن الرسول انه سؤل “أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد»”.

كيفية الشعور والوصول إلى السعادة و السلام الداخلي وفق الأسلوب الياباني

ويأتي الاسلوب الياباني لمعرفه أسلوبك بالحياة باركانة الخمسة للسعادة والتي تتمثل في: (البدء بالأشياء الصغيرة، أطلق العنان لنفسك، التناغم والاستدامة، متعة الأشياء الصغيرة، عيش اللحظة)

مقالات متعلقة بالموضوع

وفي الاخير اخي القارى العزيز فيمكننا القول إن المشاعر يصعب السيطرة عليها، أما في ما يخص الحالة الذهنية فالقرار بايدينا حتى نستطيع الوصول إلى ما نسميه (السلام الداخلي) وأعظم وسيلة لذلك في اتباع ما جاء في كتاب الله حتى نصل إلى اتصال روحي عاطفي يتمثل كل

المعاني.

فيديو مقال السلام الداخلي بين الحالة والشعور

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ