لقد تأثر العالم كله بجائحة مرض كورونا، ونظرًا لحداثة هذا المرض الجديد وعدم وجود تجارب سابقة في التعامل مع أحداث مشابهة، فإن المعلومات ستظل متدفقة بشكل متسارع بدون انقطاع خاصة في بداية هذا الحدث، هذه المعلومات مبنية على التجارب المختلفة في العالم وفي مجالات متعددة.
سيتغير سلوك الفرد من مرحلة استقطاب المعلومات والتجارب محلياً إلى الانفتاح الأكبر من خلال متابعة المعلومات والتجارب العالمية، والاهتمام الفردي لكيفية المواجهة أو التعامل أو حتى التعايش مع هذا المرض فيما يتعلق بمجاله وعمله، وهذا سيعمل أيضًا على تأثير غير مباشر في السلوك الفردي الموجه نحو الجودة واستقطاب الخبرات حيث سيتحول سلوك الفرد من مرحلة جمع المعلومات أو تكوين المعرفة عن الحدث الى مرحلة تطوير الأداء الفردي المهني في المجال التنظيمي التعليمي من خلال الاطلاع على التطبيقات والتجارب الخارجية التي بكل تأكيد سيتعلمها الفرد أثناء مرحلة جمع معلومات هذا الحدث الجديد.
بما أن المنظمة هي نظام متكامل هادف ومتفاعل من العلاقات المترابطة مع بعضها البعض تؤثر وتتأثر بالبيئة التي تعمل فيها وفي إطار مختلف متغيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية, فالمنظمات التعليمية تتأثر بأزمة فيروس كورونا لأنه جزء من البيئة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
إن السلوك التنظيمي هو ردود فعل الإنسان للمثيرات التي تصادفه بشكل عام وفي أي زمان ومكان. فإذا صادفت هذه المثيرات الفرد في العمل , أو التنظيم الذي يعمل فيه سمي سلوكه الصادر كاستجابة لهذه المثيرات بالسلوك التنظيمي, فطبيعي أن يختلف ردود فعل أفراد المنظمات التعليمية لهذا المثير المسمى بفيروس كورونا.
ويتحمل مديرو المدارس المسؤولية الأساسية عن ضمان سلامة موظفيهم وطلابهم، وإيجاد طرق لضمان تلقي الطلاب التعليم أثناء تعليق العملية التعليمية في المدارس.
بما أن الادراك هو “عملية سيكولوجية فكرية معرفية يستخدمها الإنسان في اختيار وتنظيم وتفسير المعلومات التي يستقبلها من العالم الخارجي من خلال حواسه المختلفة ثم ترجمتها إلى معاني ومفاهيم تساعد في تحديد أنماط وأشكال السلوك الإنساني” فعلى مدير المنظمة التعليمية والعاملين فيها الإدراك لهذ الجائحة (كورونا) ومن ثم ترجمة إدراكهم إلى سلوك داخل منظمتهم , فإن فايروس كورونا يعتبر منبه قوي لأن تأثيره كبير على المنظمات لذلك يتبعه إدراك أقوى وأسرع وكلما كان المثير أو المنبه قويًا كان الفرد أكثر قدرة على إدراك هذا المثير, وكلما كانت حركة المثير أو المنبه سريعة فإنه يساعد على زيادة سرعة عملية الإدراك لدى الفرد.
إن مفهوم الادراك كما تم عرضه في السابق خلال محاضرات المساق يقوم على ثلاث عناصر أساسية في تكوين السلوك الذي ينبني على إعطاء معنى لحدث معين، هذه العناصر تنحصر في الحدث، البيئة والفرد.
وبما أن التعلم هو ” أي تغير دائم في المعرفة أو السلوك يحدث نتيجة للتدريب أو الخبرة أو الدراسة بمعنى أنه يحدث تغيرًا في سلوك الفرد وللتعلم أهمية كبرى للمنظمة ودورًا أساسيًا في عملية التغير المختلفة.” , فيجب اللجوء في ظل جائحة كورونا إلى التعلم الهادف بشرط أن يحدث تغير في سلوك العاملين بما يتلاءم مع الجائحة الجديدة.
ومن خلال اسقاط الحدث على الإدراك والتعلم ، سنجد أن الحدث هنا يكمن في المتغير العالمي الجديد المتمثل في فايروس (COVID 19 ) هذا الحدث كما هو معروف لم يترك مجالاً من مجالات الحياة على المستوى البشري الفردي أو على المستوى الكلي مثل الحكومات والدول والعالم أجمع الا وقد أصابه بدرجة متفاوتة من التأثير.
عملية تكوين المعنى الفردي لهذا الحدث، والمتمثلة بعملية الادراك الذي سينتج عنه سلوك، سيكون للبيئة المحيطة بالفرد دور كبير في تكوين هذه العملية، وهذا ما سيحدد الاختلافات السلوكية لدى الافراد في التعامل مع نفس الحدث، لكن هنا سنقوم بالتركيز على البيئة التعلمية رغم أنها قد تختلف أيضاً في ذات المجال التنظيمي الواحد.
من خلال إدراك المدير والعاملين لهذا المثير (فايروس كورونا) في البيئة المحيطة ومع المعلومات والاحداث المتسارعة المتعلقة بهذا الحدث الجديد، سنجد هنا سلوكًا جديدًا أيضًا لتوافقه مع هذا المتغير الغير مسبوق في الزمن المعاصر، لذلك سنستعرض هنا مجموعة من التأثيرات والتغيرات العملية في السلوك الإداري في التعامل مع هذا الحدث في ظل بيئة المنظمات التعليمية موضع الدراسة.
التأثير على اختيار العاملين:
يجب ان نكون على وعي لمتطلبات المرحلة القادمة, ويجب أن تكون معايير الاختيار متفقة مع ذلك, فمن إدراكنا لهذه الجائحة سيتم التركيز عند اختيار العاملين على المهارات التكنولوجية ومهارات التعلم عن بعد.
التأثير على تقييم الأداء:
إن الإدراك الخاطئ لأداء الأفراد سيؤدي بلا شك إلى تقييم غير صحيح وغير موضوعي, الأمر الذي سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على الرضا الوظيفي، والأداء، والدافعية، والولاء التنظيمي لذلك تم التغيير على بنود تقرير تقييم الأداء لتشمل البنود ماهية تواصل المعلمين مع الطلاب ومن استخدمها بفاعلية أكثر وتواصل أكبر مع الطلبة, مع مراعاة البعد عن معوقات الإدراك لأداء العاملين مثل( المظاهر المادية, التنميط, تأثير الهالة, الدفاع الإدراكي, الإسقاط , لانطباع الأول , التسرع في الحكم).
التعلم في سلوك المنظمة يعني التدريب , لقد تم التركيز في المنظمات التعليمية على التدريب للعاملين على الأساليب التكنولوجية التي تساهم في رفع كفاءة الموظف لتبني التعلم عن بعد مع مراعاة الفروق الفردية للعاملين أثناء عملية التعلم (التدريب) .
في ظل جائحة كورونا بات من الضروري توجيه/ تحوير السلوك لتبني التعلم عن بعد من أجل تدعيم السلوك المؤيد للمنظمة أو تغيير السلوك المعارض لها أو المحايد وتحويله إلى المؤيد، وهذا يتطلب:
لتحقيق التعلم عن بعد تطلب في أزمة جائحة كورونا العديد من الممارسات مثل:
عبارة عن حالة تطبيقية للتعلم بالتقليد , ترى من خلالها المنظمات ضرورة نقل سلوك جيد يقوم به ممارسون أكفاء إلى أفراد آخرين يجب أن يعلموه, وهذا يرجع بالنفع على كل المنظمة وعلى كل الأفراد الذين يقومون بهذا السلوك, وكان لزامًا في ظل جائحة كورونا بعرض حالات تطبيقية لتقليدها لتحقيق نقل السلوك الجيد وتعليمه للأفراد داخل المنظمة.
– باشري, نفيسة وآخرون (2017). السلوك التنظيمي, كلية التجارة جامعة القاهرة, القاهرة.
– محمد, ثائر سعدون (2016). السلوك التنظيمي في منظمات الأعمال, مركز البحث وتطوير الموارد البشرية (رماح), عمان.
– المغربي, محمد الفاتح محمود بشير(2016). السلوك التنظيمي, دار الجنان للنشر والتوزيع , عمان.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد