بقلم: صباح السليمان

تعدُّ السياسة واللغة صنواناً واحداً؛ لأنَّ السياسة معتمدة على اللغة، وهو أحد فروع علم اللغة الاجتماعي ويتناول الاقناع والتأثير بأفكار الناس فهو يفوق الإبداع كي يرقى إلى عالم الاحتيال في بعض المواقف.

تعريف السياسة لغةً واصطلاحًا

السياسة لغة من ساس يسوس الدواب إذ قام عليها وروضها ومن تمرس إلى سياسة الدواب ارتقى إلى سياسة الناس وقيادتهم في تدبير أمورهم، وتجتمع التعاريف العربية والغربية في أنَّ السياسة هي كيفية تدبير أمور الدولة والناس ( السياسة اللغوية – المفهوم واللآلية  – أ. بلال دربال / الجزائر، مجلة المخبر ).

أمَّا لغة السياسة ففيها من الخصائص الإيجابية والسلبية؛ لغرض تحقيق الأهداف المنشودة فهي لغة أمرة في طبيعتها، معتمدة على البلاغة؛ لتأثير العاطفي، مميزة بالطول وتكرار الكلمات؛ لحمل المتلقي على التركيز مع قلة وروود ضميري المتكلم والمخاطب، وهي طالبة من الحكم على الكلام والصيغ الجدلية، فهي لغة إبداعية يكتنفها الغموض والإبهام لتحقيق مصالح ذاتية ( مقال/ اللغة والسياسة ).

الخطاب السياسي

الخطاب السياسي يكون نتاج تنمية شخصية يؤثر عليه الجانب التعليمي للفرد والأسرة والمجتمع والمعتقد الديني والسياسي والاقتصادي؛ لتوصيل الأفكار للسامعين ( لغة السياسة / أ.فرج محمد ).

أمَّا السياسة اللغوية فيعرفها الدكتور عبد الرحمن بودرع بأنها طريقة من التفكير والتدبير والتخطيط لشؤون اللغة في بلد ما، أو في مجتمع له ثقافته ومعارفه واقتصاده وتاريخه وله مشهد لغوي منفرد أو متعدد، ويسمى أيضا التخطيط اللغوي، والتنظيم اللغوي، وتدبير الشأن اللغوي، والسياسة الثنائية اللغوية في الدولة  ( السياسة اللغوية / د. عبد الرحمن بودرع ).

متى بدأت السياسة اللغوية؟

لقد بدأت السياسة اللغوية حينما فرضت الدول الاستعمارية لغاتها على الدول المُستعمرة، إلّا أنَّ الدول العربية لم تتوحد على نشر خصائص اللغة العربية، إنما قلدت الغرب في كل شيء( السياسة والتخطيط اللغوي من الاستعمار إلى العولمة اللغوية / أيوب العراقي ).

و يعض الدول تتحدث عن لغة رسمية وطنية مشتركة أو ما تسمى باللغة الانكليزية مثلا، ما عدا سويسرة التي تعتمد على أربع لغات رسمية؛ لظروف تأريخية مرت بها بلادها ( السياسات اللغوية بين التطوير والتدمير / د. علي القاسمي ) ومن هذا ألحظ أنَّ السياسة تعتمد على اللغة في تحقيق أهدافها الواضحة والخفية من خلال سمات اللغة العربة، ويمكن الاستفادة من هذا العلم في معرفة السياسة الداخلية والخارجية المعادية التي تحوك الخراب في العالم.

( اقرأ المزيد عن الحياة ضمن موقعنا، وشاهد مقاطع فيديو موقع مقال على يوتيوب )

بقلم: صباح السليمان