الحياة بشكل عام عبارة عن طرق متعرجة وكثيرة، بعضها مضيء والأخرى مظلمة، وبعضها الآخر يشعرنا بالارتياح وعلى العكس هناك طرق تشعرنا بالخوف، طرق كثيرة جدًا ومتداخلة مع بعضها، وعند نهاية كل طريق هناك ما ينتظرنا، أما خير أو شر. (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم قصة).
الإنسان العاقل عندما يدخل مثل هذه المتاهات عليه أن يضع في حساباته أمرين مهمين، أولهما أن يكون على دراية بالطريق الذي يسلكه وعلى معرفة بما ينتظره في نهاية المشوار، أما الأمر الثاني فهو وضع علامات على طول الطريق للرجوع قبل فوات الأوان، خط للرجوع إلى الخلف، علينا أن نحسب للمستقبل، وألا نغتر حتى لا تنتهي حياتنا في بئر معطلة ولا من سيارة فتنجينا من غيابتها.
قبل مدة بعيدة التقيت برجل طاعن في السن، كان يتكلم بحسرة وندم قد استنزفتا قواه، ولعله ليس كبيرًا كما هو ظاهر، ولكن الهمّ والتفكير أوصلاه إلى ما هو عليه من وجه مجعد وصوت مبحوح وشعر اشتعل بالشيب، كان باستمرار يضرب على وجهه، وعندما التقيت به كان جالساً بالقرب من محلٍ لبيع الكحول، فأحببت ان اعرف ان كان بحاجة الى مساعدة او انه متسكع وخمار، ولكن ما فاجئني انه لم يكن مخموراً ابداً، وكان يتكلم بطريقة تبين انه ليس صعلوكاً، وبعد حوار طويل معه عرفت قصته ولم هو جالس بالقرب من محل بيع الخمور.
لقد كان فيما سبق تاجراً معروفاً يمتلك اموالاً لا تعد ولا تحصى، وقد رزقه الله بولد، فأخذ يدلل ابنه وجعله يعيش حياة الامراء والملوك، حتى انه لم يكن يحاسبه او يعاقبه او يوبخه على أي عمل سيء يقوم به، بل كان يشجعه ويدافع عنه، فنصحه اخوه بان يتراجع عما يفعله، وعليه ان يوجه ابنه الى طريق الصواب حتى لا يضيع مستقبله.
لكن عناد الانسان وغروره الّا متناهي سلك به طريق الهاوية، فأدمن ابنه شرب الخمرة ولعب القمار وشيءً فشيءً وصل الى منعطف خطير وهو ارتكاب الجرائم في سبيل المتعة، وهنا شعر الرجل بالخطر واراد الرجوع للخلف وتصحيح الخطأ، ولكنه لم يعد يعرف طريق العودة وتاه في متاهات الحياة، ومن ثم فقد جميع ما يملك وهو يحاول بشتى الطرق تجنيب ابنه السجن، ليجد نفسه بلا مأوى وبلا سكن، ويضطر الى ترك منطقته ويرتحل الى مناطق بعيدة جداً عن اهله ومعارفه.
ولكن هذا لم يمنع ابنه من التمرد من اجل شرب الخمر، ولأنهم لم يعودوا يملكون اموالاً فان ابنه كان يستجدي الناس ليشرب بعض الخمرة ليسكت صوت ادمانه المزعج، ولكن دوام الحال من المحال، فلما عرف الناس وضعه امتنعوا عن إعطائه الصدقات، فلم يطق صبراً حتى هجم على محل المشروبات الكحولية حيث كان الرجل جالساً، وبعد مشاجرة مع صاحب المحل، لقى مصرعه بضربة على رأسه شجته، وانتهت حياة الترف في لحظة، هنا وقف الرجل على جثمان ابنه وهو يعلم بان ما أصابه كان بسبب دلاله المفرط له.
ندم في وقت لا ينفع فيه الندم، ندمٌ متأخر جداً، ندمٌ تركه يجلس حيث مات ابنه، يمسك أطراف ملابس الشباب الذين يدخلون محل المشروبات الكحولية، يروي لهم قصته الحزينة، عسى ان ينفع أحدهم لينقذ حياة شاب لا يعرفه، ويعوض عن خطأه مع ولده الوحيد.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد