”التوجيهي” رهاب قاتل للثقة بالنفس ليس إلا

 

 

طلبة (التوجيهي) في فلسطين يشتكون من امتحان الفيزياء ومدرس يدعوهم لعدم القلق | فلسطين اليوم

 

لماذا يهول المجتمع بصعوبة مرحلة الثانوية العامة ,ويجعلها نقطة مصيرية في عيون أبنائهم ؟

يواجه أبنائنا طلبة الثانوية العامة توتر وقلق ورهبة كبيرة اتجاه المرحلة الدراسية المسماة (بالتوجيهي), ويعيشون اضطراب مبكر حتى قبل الدخول في بداية السنة الدراسية, فبمجرد انتهائهم من الصف الثاني ثانوي, وإقبالهم على هذه المرحلة تنتابهم مشاعر الخوف والرعب والفزع من هذه المرحلة. فلماذا هذا الرهاب الأشبه بالموت المنتظر؟

عدد كبير من الأهالي والعائلات يستيقظون على حقيقة أن لديهم ابن / ابنة في المدرسة عند وصولهم لمرحلة التوجيهي, يدركون مصلحتهم الدراسية في هذا العام فقط, وهذا يعود لسببين :

السبب الأول :جهل الأهل بحقيقة أن التوجيهي حصاد جميع السنوات السابقة؛ لذلك عليهم  تنمية قدرات أبنائهم في المراحل السابقة لهذه المرحلة؛ لأنها عملية تراكمية شاملة لجميع المهارات والخبرات المكتسبة سابقاً.

السبب الثاني: اعتقاد الأهل بأن التوجيهي مرحلة مقارنة الإنجاز مع أبناء العائلات الأخرى.

نتيجة لذلك, يدخل الأبناء في صراع ما بين رغبات الذات ورغبات الأهل والمجتمع. فسينسى الطالب ما هو عليه الآن , وسيفكر بما يريده الآخرين. سيربطون مستقبلهم بأقوال أناس قد تكون داعمة وقد تكون هادمة.  فما نرجوه هو أن نترك المجال للنظر المركز على الابن مباشرة , لا نشعره بحقيقة أن على ظهره عبء عليه المرور به خلال العام الدراسي من أجل نظرة الآخرين له , بل على الأهل تعزيز النظرة الإيجابية للطالب لنفسه ,وتزويده بالدعم النفسي المشجع الفعال, وتوعيتهم بقدراتهم ورغباتهم المستقبلية التي ستنير الطريق المستقبلي أمامهم.

حديث موجه لطلبة الثانوية العامة

عزيزي طالب / طالبة الثانوية العامة لا تقيدون أنفسكم بمواقف وتجارب شخصية سابقة ليس من ضمن قدراتكم وليس من ضمن مواهبكم أيضاً .لا تجعلوا آذانكم تصغي لقصص ترمي إليكم بأنه دق ناقوس الخطر, لا …. هنا اشتعل سراج الأمل و مصدر العمل والاجتهاد لتحقيق الأمنيات التي باتت تتشبث في عقولكم وقلوبكم منذ الصغر.

عليك عزيزي الطالب الإدراك العقلي الكامل بأن مرحلة الثانوية العامة هي مرحلة عادية جداً مماثلة لجميع المراحل الدراسية السابقة لها , ولكن النقطة الفارقة هنا هي عبارة عن “جهد مكثف ومضاعف”. فمن كان محل الثقة في اجتياز المراحل الدراسية السابقة , فما عليه إلا أن يخرج من هذه المرحلة وهو يرفع وسام النجاح,

عزيزي الطالب / نقاط عليك أخذها بعين الاعتبار عند دخولك مرحلة الثانوية العامة؟

  • أنت هو الطالب , المنجز , الدارس, المخطط , المشجع الدائم لنفسك بنفسك, لا تقارن نفسك بغيرك. هذا لا يمنع بأن تأخذ أحد ما قدوة لك ينير لك طريقك ويهديك لطريق التفوق والنجاح.
  • ضع هدفاً في عقلك عليك الوصول إليه.
  • استعن بالله عز وجل, و واضب على قراءة آيات من القرآن الكريم لما تجلبه من راحة نفسية , وتوجه بالدعاء والتضرع الدائم , مع ضرورة الاخذ بالأسباب.
  • وفر لنفسك مكاناً للدراسة بعيداً عن مشتتات الحياة, ومشاكلها.
  • اعتمد نظام غذائي مناسب لك , يزيد من تركيزك وتنشيط عقلك.
  • راجع دروسك أول بأول , لا تراكمها وتراكمها حتى تصبح جبل يصعب الوصول إليه, ولا تحدد عدد ساعات يفوق قدراتك الجسدية والعقلية . ادرس بالمعقول ؛ فكل فرد له قدرات فردية تختلف عن غيره فلا تدرس 18 ساعة لأن فلان يدرس 18 ساعة , اعرف احتياجاتك الدراسية ونظم وقتك حسبها, ولا تنسى أن تنام وقتاً كافياً.
  • اجعل تركيزك على الكتاب المدرسي وبعض الشروحات الموضحة له , لا تتشتت في مراجع كثيرة وعديدة.
  • درب نفسك على استرجاع المعلومات من خلال التسميع الشفهي والكتابة وربط المعلومات بالواقع , وأيضاً من خلال حل تمارين وأسئلة سنوات سابقة.
  • راجع دروسك بانتظام , فمن المفضل مراجعة الدرس جيداً قبل الانتقال للدرس الذي يليه.
  • لا تركز على دراسة مادة على حساب مادة أخرى, اعطي كل مادة حقها ومستحقها.
  • كن واثقاً بنفسك ولا تٌشْعِر الآخرين بأنك حالة خاصة في البيت, مارس حياتك الطبيعية دون إهمال دروسك, ولا تجعل نفسك محصور ضمن مقولة “عندنا توجيهي”.

وأخيراً, عزيزي الطالب عليك معرفة بأنك أنت الهدف ومنك السبيل إليه , وإليك المرود منه. فعليك زرع البذرة بالجد والاجتهاد لتحصد الثمرة وهي التفوق والنجاح والفوز والفلاح.

فيديو المقال

 

 

 

أضف تعليقك هنا