يرى كوستا وكاليك (2005) Costa, A. & Kallicks, B. إن النظم التقليدية في التعليم تركز على النتاجات المحددة ذات الإجابة الصحيحة فقط، في حين أن عادات العقل تسمح للطالب بمرونة البحث عن الإجابة عندما لا يتمكن من معرفتها، من هنا بدأ الاتجاه المعرفي الاهتمام بالبحث عن استراتيجيات تعليمية تعلمية ترتب أوضاع الطلبة البيئية التي تشجع على ممارسة مهارات التفكير من خلال إعداد البرامج التربوية التي تستند إلى إطار نظري تجريبي قوي، إذ أن هذه البرامج من المؤمل أن تؤدي إلى تشكيل مجموعة من العمليات الذهنية بدءاً من العمليات الذهنية البسيطة وصولاً إلى العمليات الذهنية الراقية والمعقدة، بحيث ينتج عنها عمليات تمكن الفرد من تطوير نتاجه الفكري بحيث تصبح عادات عقلية يستخدمها الفرد في شتى مناحي حياته العملية والأكاديمية.

وتعرف العادات العقلية بأنها مجموعة المهارات والاتجاهات والقيم التي تمكن الفرد من بناء تفضيلات من الأداءات أو السلوكيات الذكية، بناء على المثيرات والمنبهات التي يتعرض لها، بحيث تقوده إلى انتقاء عملية ذهنية أو أداء سلوك من مجموعة خيارات متاحة أمامه لمواجهة مشكلة ما، أو قضية، أو تطبيق سلوك بفاعلية، والمداومة على هذا النهج(Regan ,B. ,1999)

كما أن عادات العقل تعني كيف يتصرف البشر عندما يسلكون سلوكاً ذكياً فهي خصائص لما يفعله الناس الأذكياء عندما تصادفهم مشكلات لا تكون لها حلول ظاهرة للعيان بصورة فورية وتتكون من ستة عشر عادة عقلية مثل: المثابرة، التفكير بمرونة، التفكير حول التفكير، التساؤل وطرح المشكلات، الكفاح من أجل الدقة، التفكير التبادلي، تطبيق المعارف الماضية على أوضاع جديدة، جمع البيانات باستخدام جميع الحواس، إيجاد الدعابة، الإقدام على المخاطر المسئولة، الاستعداد الدائم للتعلم المستمر، الاستجابة بدهشة ورهبة، الإصغاء بتفهم وتعاطف، التحكم في التهور، الإبداع والتصور والابتكار.

ويشير كل من كوستا وكاليك أن هذه العادات تعنى بأمور هي:

1. الالتزام بمواصلة السعي للتأمل في أداء نمط السلوك الفكري وتحسنه.
2. القدرة على امتلاك المهارات والقدرات الأساسية لتنفيذ السلوك.
3. الإحساس بوجود الفرص الملائمة لاستخدام نمط من أنماط السلوك الفكري.
4. تقييم استخدام نمط من أنماط السلوك الفكري بدلاً من أنماط أخرى أقل إنتاجية.

 

تعريف البرنامج المقترح القائم على بعض عادات العقل:

هو نظام شامل متكامل من الخبرات المخططة والمنظمة، يتضمن سلسلة من الأنشطة والاجراءات والأهداف والمحتوى وأدوات التقويم والذي تم بناؤه في ضوء بعض عادات العقل، ويهدف إلى تنمية مهارات التفكير البصري لدى الطلبة.

 

 

أسس بناء البرنامج المقترح:

اعتمدت الباحثة في بناء البرنامج على مبادئ ومرتكزات عادات العقل كاتجاه حديث في عملية التدريس بهدف تنمية مهارات التفكير البصري، وهذه المبادئ تتمثل فيما يلي:

1. عادات العقل ذات طبيعة فكرية تتطلب سلسلة من الأعمال المتداخلة يتكون كل منها من عدد من العمليات الذهنية والفريدة.
2. عادات العقل لا يتطلب مجرد المعرفة ولكنه يتطلب أيضاً التعامل مع البيانات والخبرات بطريقة خاصة.
3. إثارة تفكير الطلبة وجعلهم ينهمكون في عمليات حقيقية خالصة للوصول إلى الحل الصحيح.
4. تدريب الطلاب على اتخاذ القرارات، وإصدار الأحكام وتبريرها مستنداً إلى المعلومات الصحيحة.
5. التركيز على دور الطالب الإيجابي في العملية التعليمية.
6. توفير بيئة تعليمية مناسبة تثير الدافعية وتشعر المتعلم بالأمانة والقدرة على النجاح والإنجاز بما يعزز المشاركة الإيجابية والتفاعل النشط.

 

أهداف البرنامج:

الهدف العام:

يهدف البرنامج المقترح إلى تنمية مهارات التفكير البصري لدى الطلبة في الهندسة والقياس في الرياضيات.

الأهداف الفرعية:

1. يوظف الطلبة عادات العقل في مواقف حياتية عامة وخاصة بدراسة الرياضيات.
2. يُعطى الطلبة بدائل عديدة لحل المشكلات الرياضية التي تواجههم من خلال عمليات التفكير البصري(الإبصار، التخيل)
3. يتعامل الطالب مع المشكلات الرياضية التي تواجهه تعاملاً نشطاً.

 

مكونات البرنامج:

أولاً: عادات العقل

يركز البرنامج على خمس عادات عقلية من عادات العقل (16) التي وصفها كل من كوستا وكاليك:

• التفكير بمرونة: تسهم عادة التفكير بمرونة بالحد من جمود المواد الدراسية لتضفي فاعلية على الربط بين أجزاء الرياضيات والربط بين غيرها من المواد كما وأنها تتيح الفرصة للعقل ليستدل على المفاهيم والتعميمات.
• الكفاح من أجل الدقة: هي من العادات الأساسية التي لا تنفك عنها دراسة الرياضيات وهي مهمة في كافة العمليات الرياضية وتتمثل في قدرة الطالب على حل المسائل الرياضية بحرفية وإتقان وتفحص للمعلومات للتأكد من صحتها ومراجعة متطلبات المهام وفحص ما تم إنجازه.
• جمع البيانات باستخدام كافة الحواس: هي إتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص لاستخدام الحواس فهذا النوع من التعلم يترك البصمات التعليمية الحقيقية لدى الطالب.
• تطبيق المعارف الماضية على الأوضاع الجديدة: عادة لها علاقتها بالرياضيات وبالبناء المعرفي للطالب وهي عادة تتوافق مع طبيعة العلم التراكمية.
• التساؤل وطرح المشكلات: تعد هذه من أهم العادات التي تثير تفكير الطالب بكافة جوانبه وخاصة لتحصيل المعرفة واكتساب الخبرات المختلفة حيث أن السؤال مفتاح المعرفة وسد الفجوة بين المعرفة السابقة والمعرفة الجديدة ولما تتطلبه فلذلك فهي القدرة على طرح أسئلة وتوليد عدد من البدائل لحل المشكلات عندما تعرض عليه من خلال الحصول على المعلومات من مصادر متعددة والقدرة على اتخاذ القرار.

ثانياً: المحتوى المعرفي

يتمثل المحتوى المعرفي في وحدة (الهندسة والقياس) من كتاب الرياضيات لأي مرحلة تعليمية مطلوب التطبيق عليها.

ثالثاً: التفكير البصري

يعرف شعث (2009م، ص30) التفكير البصري بأنه “نشاط و مهارة عقلية تساعد الإنسان في الحصول على المعلومات وتمثيلها وتفسيرها وإدراكها وحفظها ثم التعبير عنها وعن أفكاره الخاصة بصرياً ولفظياً وذلك من أجل تحقيق التواصل مع الآخرين”

ويرى أبو زايدة (2013م ،ص58) أن التفكير البصري “سلسلة من العمليات العقلية التي يقوم بها الدماغ البشري عند تعريضه لمثير يتم استقباله عن طريق حاسة البصر، حيث تساعد هذه العمليات الفرد في الوصول إلى المعنى الذي يحمله هذا المثير، والاستجابة له، وتخزينه في الذاكرة واسترجاعه منها عند الحاجة”.

وترى الباحثة أن التفكير البصري يشكل نظام متكامل بحيث تكون مدخلاته عبارة عن صور وأشكال ورسومات تتطلب تدريب العين على التركيز فيها بحيث يتم تفسيرها وإدراكها من خلال العمليات العقلية التي يستخدمها الفرد لأجل الكشف عن العلاقات التي تتضمنها، ومن ثم التعبير عنها لفظياً.

عمليات التفكير البصري: 

1. الإبصار: باستخدام حاسة البصر لتعريف وتحديد مكان الأشياء وفهمها وتوجيه الفرد لما حوله في العالم المحيط.
2. التخيل: هي عملية تكوين الصور الجديدة عن طريق تدوير وإعادة استخدام الخبرات الماضية والتخيلات العقلية، وذلك في غياب المثيرات البصرية وحفظها في عين العقل.

مهارات التفكير البصري:

1. مهارة التعرف على الشكل ووصفه
2. مهارة تحليل الشكل
3. مهارة ربط العلاقات في الشكل
4. مهارة إدراك وتفسير الغموض
5. مهارة استخلاص المعاني

 

الاستراتيجيات المستخدمة في البرنامج:

• المحاضرة
• المناقشة
• التعلم التعاوني
• البحث والاستقصاء

أساليب التقويم المستخدمة في البرنامج:

1. التقويم المبدئي: وذلك على شكل أسئلة ومناقشات شفوية قصيرة يستعين بها المعلم للتعرف على الخبرات السابقة لدى الطلاب.
2. التقويم البنائي: يتم أثناء سير الدرس وذلك من خلال طرح الأسئلة والمناقشات والاستماع للحلول وتصحيحها وتعزيزها.
3. التقويم الختامي: عبارة عن أسئلة تقيس مدى تحقق الأهداف في نهاية كل حصة
4. التقويم النهائي للبرنامج: وذلك من خلال تطبيق اختبار مهارات التفكير البصري

 

المراجع العربية:

• شعث، ناهل (2009م). إثراء محتوى الهندسة الفراغية في منهاج الصف العاشر الأساسي بمهارات التفكير البصري (رسالة ماجستير غير منشورة)، الجامعة الإسلامية، غزة.
• أبو زايدة، أحمد (2013م). فاعلية كتاب تفاعلي محوسب في تنمية مهارات التفكير البصري في التكنولوجيا لدى طلاب الصف الخامس الأساسي بغزة (رسالة ماجستير غير منشورة)، الجامعة الإسلامية، غزة.

 

المراجع الأجنبية:

• Costa, A. & Kallicks, B. (2005). Habit of mind. Retrieved, 23-7-2014, from

http://www.docstoc.com/docs/15189296/Habits-of-mind.

• Regan, B. (1999). Habits of mind: An moment in the lived experience of teaching. Teaching Education, 16(1), 81-84.

جمل المقال