كلما تحتاج المرأة أذناً صاغية

يوم عيد المرأة استيقظت باكرا لأذهب للجامعة ، الطريق كالعادة مزدحم ، أصوات السيارات تتعالى ..وأنا كعادتي أسوق بحذر وتأن ليفتح كهل في الخمسينات من عمره نافذة سيارته ويصرخ في وجهي : « كنت متأكد من ان السائق امرأة تبا لسياقتكم . » واصلت طريقي بدون ان ارد عليه حتى، وصلت الى الجامعة ركنت سيارتي و اتجهت نحو الباب لأرى زملائي الذكور مسطفين وبيدهم ورود ، والغريب أني رأيت بينهم طالبا كان يرفض الرفض التام أن تشاركه أي طالبة عروض اخر الفصل.

اقترب نحوي طالب ليعطيني وردة ، اخدتها بسرور واتجهت لصفي ، دلف الاستاذ للقاعة، افتتح الحصة بالحديث عن هذا اليوم العظيم كما وصفه ، كان استاذنا رجلا استثنائيا يقدر المرأة كثيرا حتى انه كان يسمح لنا بالغياب اثناء دورتنا الشهرية ، اثناء حديثه عن عيد المرأة كان اغلب الطلاب الذكور غير مهتمين بحديثه فمنهم من واصل نومه ومنهم من حمل هاتفه ليتصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

أهمية المرأة في المجتمع

وهذا مايضحكني في هذا المجتمع المليء بالتناقضات أوليس الحديث عن مكانة المرأة وعظمتها موجه للرجال؟ أوليس الحديث عن المواساة موجه لهم لا لنا ، فنحن نعلم جيدا من نكون وما نريد ، والدليل اننا اليوم نحتفل بعيد المرأة ، المرأة قد تحدثث عن مطالبها في سبعينات القرن الماضي ، المرأة قد ايقظت بنات جنسها من سباتهم طوال هذه العقود . كسرت الصمت ، قالت لا للعنف ، للابتزاز العاطفي ، لتعدد.

أين الرجل الذي يجدر به أن يستمع للمرأة؟

لكن اين الرجل في كل هذا؟ اين الرجل الذي يجدر به على الاقل الاستماع للمرأة ليفهمها ، ليتعرف عليها بدل ان يقول لاصدقائه : الانثى كائن معقد لا افهم فيه شيئا .. الاناث ليست كائات معقدة بل هي كائنات تحتاج لأذن صاغية وعقل متفتح .عشت حياتي كلها وانا اسمع الرجال في الشارع ، في الاسرة ، في سيارات الاجرة وهم يتهمون المرأة العربية بكثرة الكلام او الثرثرة .. والحال ان الرجل العربي من ليس له استعداد لسماع ماتقوله المرأة حتى وان كان كلامها معقولا ومنطقيا ، والدليل انه في يومها حتى لم تجد اذنا لتسمع مطالبها ،وهذا بحد ذاته نوع من المحاربة للمرآة ، المحاربة بالتجاهل.

لماذا دائماً يسيء المجتمع للمرأة؟

يؤسفني كامرآة ان اكتب عن ظاهرة كهذه في سنة ٢٠٢١ ، يؤسفني كآمرآة ان تمر عقود من النظال من اجل ان تجتمع المرآة بحقوقها ولا تآخدها كلها ، يؤسفني ان نحتفل كل عام بعيد المرآة ومصطلح ” عانس” لايزال حيا في مجتمعنا ويؤسفني ان يهديني رجل لايقدر المرآة وردة يوم ٨ مارس فقط لانها عادة تحولت نوعا ما الى واجب كما يؤسفني ان يتظاهر ذكر ما انه يؤمن بالمساواة بين الجنسين ومع تحرر المرآة فقط ليثير اعجابي يؤسفني ويؤسفني والقائمة طويلة .

فيديو مقال كلما تحتاج المرأة أذناً صاغية

أضف تعليقك هنا