سنتان وثلاثة أشهرٍ وأربعة أيام، كان هذا الفرق بين ميلادينا…بثمان مئة وثلاثة وعشرين يومًا خَرجَت إلى الدنيا قبلي، نالَت من الحُبِّ قبلي، أُعْطِيت الهدايا قبلي، حتى تراب الأرضِ لمسَته قبلي…لم أسَامحْها أبدًا على تلك الأيام، ولن أفعل… وُلِدّتُ مُحِبَّةً للتجريب…فكيف إذا علمتَ أنَّ شخصًا يجرِّبُ أولًا ثم تجربُ بعده؟
مدرستي… ثانويتي…معلماتي…. مشاعري… ضحكاتي… الجامعة … أول الكلمات، أول الخطوات ، أول الضحكات! جميعُها قد تُركَت كي تحتلَّ هي المركزَ الأول، وأقبع أنا حتى أعمق تجاربي في المركز الثاني، لن أسامحها أبدًا على جملة (أختك جَربت) (أختك فعلت) ( طيب … من أختك إذن؟) لم أسامحها أبدًا على عدم ترك مجالٍ لي، ولن أفعل … لم يسبقْ لي أن كنتُ أوَّل مَن يُجرب شيئًا…كنت دومًا أقبع تحت تجاربها، لم يكن لي الحق أن أكون الأولى …فلِمَ ؟
فلنعدِّل النصَّ قليلًا يا أختي … فأنا… والنص الصحيح هو ما يلي: كيف لا أسامح أختي؟!!! سنتان وثلاثة أشهرٍ وأربعة أيام، كان هذا الفرق بين ميلادينا…بثمان مئة وثلاثة وعشرين يومًا خَرجَت إلى الدنيا قبلي لتواجه هي متاعِب الحياةِ أولًا، نالتْ من الحب قبلي…ثم أهْدته لي، أُعْطيت الهدايا قبلي…وورثْتُ ألعَابها منها، حتى تراب الأرض لمسته قبلي لتتأكد أنني أمشِي بأمَان…كيف لا أسامحها على تلك الأيام؟ وقد نالَت من المتاعب قبلي…لأنها خاطَرت بنفسها قبلي…وجازفت قَبلي…وحَاربت قَبلي…
وُلِدت مُحبةً للمخاطرة…فكيف إذا علمتَ أن شخصًا يتأكد من أمان الأرض التي تلمسها، ومن حرارة الجو الذي ستعيشه ومن مَشاعر مؤلمة، فينتهي به الأمر أن يَلقَى الآلام في سبيل أن تكون بأمان، وأن يمرضَ أولًا كي تكون أنتَ صحيحًا وأن يشكَّ أولًا كي تكون أنتَ واثقَا…مدرستي…ثانويتي…معلماتي…مشاعري…ضحكاتي…الجامعة ، أول الكلمات، أول الخطوات، أول الضحكات! جميعُها قد تُركت كي تحتلَّ هي المركزَ الأول لتكون هيَ أمي الثانية، واليدَ الحانية، والروحَ الدافئةَ التي تضحي أولًا من أجْلي! ، ثم أقبع أنا حتى أعمق تجاربي في المركز الثاني لتكون تجاربي آمنة…، كيف لا أسامحها على جملة (أختك جربت) (أختك فعلت) ( طيب … من أختك؟) … كيف لا أسامحها على عدم ترك مجالٍ لي؟ فقد خاطرت بنفسها في هذا العالم القَاسي لأكون أنا من يَعيش على خطى تجاربها القَاسية مطمئنةً!
لم يكنْ لي الحق أن أكُون الأولى … لأن الله قد اختار أن تكون هي الأولى، لتخاطر، لتجابه، لتحارب وحدها، أما أنا … فماذا فعلت سوى البقاء مختبئةً تحت دِرْعها بالمركز الثاني؟ مدركةً أنني أقبع تحت حمايتها وتحت تجاربها؟ وأتعلم أنا من أخطائها…فلِمَ تخطئ مرة بعد مرة بينما أنا من يُصيب من أوَّل مرة؟ كيف لا أسامحها لأنها لم تترك لي مجالًا لأجابه الدنيا بدلًا منها … لأُعلِّمها أنا من تجاربي…لتكون هي في المركز الثَّاني وأدفعُ أنا تكاليفَ المركز الأول … كيفَ لا أسَامحها على حمايتها لي بدلًا من حماية نفسها!
أردت أن أخبرها أنني لا زلتُ تحتَ درْعها…وأنني أحتاجها… وأنَّني بقربها إن احتاجت إليَّ…وأنني معها…مع خُطواتها… وقد سَامحتُها على عدم تركِها المركز الأوَّل لي…لكِن يا أختي … ليتك تتركين لي الآن المركز الأوَّل فأكون أول من يقول لك: إنني أحبك…
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد