طفل بيت الطوب

الإيمان بالثقة بالنفس تجعل منك منارة ونبراسا يهتدى به’ وهو الصخرة التي تتحطم عندها كل المحن, وباخرة اليأس و تتكسر عندها أمواج الاحباط, لتنبت منها شجرة الأمل, لتعطينا ثمار النجاح. كل ذلك يثمر لمّا تكون العزيمة موثقة بالأمل وبعد النظر وحصافة الرأي.

نشأة طفل بيت الطوب

هذه صفات وموصفات نجدها عند أولي العزم من البشر العاديين ولنا قدوة في طفلنا الذي ترعرع بين بيوت الطوب والخيمة الكبيرة كما يقال عندا لما تكون العائلة الكبيرة تعيش تحت سقف واحد كل عضد لأخيه وكل له مهامه ليجمعهم عشاء الليل تحت ضوء شمعة أو مصباح البترول ويتوسطهم الجد وهو يسدي دروس الحياة ليتلقفها الابناء والأحفاد على حد سواء.

تلك هي بيئة طفلنا الذي نبت منه ثمار طيبة لذيذة المذاق حلوة شهية المأكل  جميلة المنظر متمثلة في ما أنتج من مؤلفات خدمة للعلم وإثراء للغة العربية ومطية للبحوث المختلفة في إطار الاختصاص.

مع طلوع كل شمس يحمل كيسه البلاستيكي على ظهره ليستقر به المقام أمام باب مدرسته في انتظار معلمه الذي كان يكلفه ببعض الامور البسيطة لينجزها في القسم قبل أترابه منها كتابة التاريخ في الوقت الذي كان يعجز البعض عن معرفة رسم الحرف واحيانا يصعد للسبورة لينشد جدول الضرب على مختلف لوحاته من الواحد إلى التسعة وتداول الامر لمدة ست سنوات لينتقل الى المرحلة الموالية ليتفوق على أقرانه رتبة ومعدلا.

المراحل الدراسية لطفل بيت الطوب

لينتقل إلى مرحلة الثانوية التي كانت تبعد عن مقر سكناه بمسافة معتبرة لا يقدر الذهاب والاياب يوميا ممّا اضطر ليسكن مع اساتذته في مسكن أحدهما كان فارغا لأنّ صاحبه لم يتزوج بعد وتألف معهم ليجدوا فيه التلميذ والرفيق والصديق واستغل الفرصة ليمكن لنفسه معهم  ونجح في نهاية دراسته بامتياز ليصبح أستاذا بجانب من درسه وبات معه ذات مرة بعد نهاية دراساته الجامعية, وتواصلت العشرة بينهم لعدة سنوات لتكون رب ضارة نافعة ويهيئ الله الاسباب ليصبح استاذا بالجامعة وتكون “تيزي وزو” أولى محطاته على منصات مدرجاتها أستاذا محاضرا لينال شرف التقدير والتبجيل ويبدا في مداعبة الحروف ليخرج منها عسلا مشهى يجد عصيره بدمشق.

ذات مرة كان  في زيارة عمل هناك رأى على رفوف إحدى المكتبات عنوان لفت انتباهه  لتمتد يده ليتصفح محتوياته ليجد أسمه موشح بكلمة «الدكتور عقعاق قادة” لم يصدق نفسه وسلم الكتاب الى رفيقه لينظر إليه بعين الاعجاب والدهشة مرددا عبارة عادل إمام وهو يضحك”أنت بذاكر من وراي” عانقه مربتا على كتفه مسديا له عبارات التهاني على هذا المولود الجديد الذي زين رفوف مكتبات. دمشق قبل مكتبات الجزائر.

ودون حرج سأل صاحب المكتبة أين أجد دار طباعة هذا الكتاب فأرشده إليها بالعنوان المضبوط ومساء زار المطبعة بمعية صديقه واستفسر عن مكتب معين له علاقة بالتسويق فاستقبله الموظف ووجهه إلى مدير المطبعة الذي رحبا بهما وطلب منه بعض الوثائق الثبوتية ليسلم له شيكا بمبلغ معتبر على أن يصرفه من أي بنك أراد ووعده بالمزيد…هذه بكورة عمله أنتجها بالجزائر وقطف ثمارها بسوريا.

تغير حياته بعد النجاح الكبير الذي وصل إليه

عاد إلى الوطن محملا بوسام رفيع القيمة والثمن بالدينار الذهبي اربعة وعشرين قراط…واصل  طفلنا مشواره  في الصعود نحو العلا  حيث بنى لإخوته مجمعا سكنا بجانب بيتهم الطوبي ليبقى رمز العائلة الكبيرة وأوى أمّه بعد فقدان أبيه وجعل لها نصيبا مفروضا من راتبه الشهري لتتمتع به خارج مصاريف البيت، لقد تحمّل مسؤولية العائلة والعمل.

فشله في دخول عالم السياسة

وكبقية الناس الذين يحملون هموم الوطن دخل معترك السياسة من باب الانتخابات برمز “الفارس” وقد صال وجال في ربوع الولاية على نفقته الخاصة يقدم فيها مشروعه حاملا شهاداته الرفيعة بين ايديه كدليل على الكفاءة أكيد لم تبخله الفئة المثقفة والمتعلمة وكثير من العامة ولكن لظروف إستثنائية أسقط من القائمة ولا داعي للنبش مصداقا لقول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) للأمانة تحصل على أصوات معتبرة كانت تمكنه من الدخول إلى قبة البرلمان.

ثمّ عاد الكرة ثانية ليترشح في أخر لحظة للانتخابات المحلية الولائية وللصدف العجيبة توقف العدد عند اسمه …أهو الحظ أم أنّ الله أراد به خيرا وأراده أن يكون رجل أداب لا رجل سياسة وكثيرا من السياسة ما أفسدت الآداب بترياقها المعروف من مداهنة وتلوين وووو بينما الآداب له مسحة واحدة وروافدها  جمّة منها الانسانية والاخلاق والعطف والرفع وخلو فعلها من العلة عكس السياسة التي من صفاتها الكسر والجزم ولا يخلو من أفعالها حروف العلة وإلاّ كيف نفسر من يحمل الشهادات والرتب والمنزلة الرفيعة لا يمكنه أن يمثلنا بإحدى المجالس من المفروض طاقات كمثالنا هذا عن “طفل بيت الطوب” أن يكونن مستشارا لأعلى هيئة وطنية وهو الذي متحصل على حيازة 28 سنة (أكاديمية وإدارية وإعلامية)

الشهادات التي تحصل عليها طفل بيت الطوب

درجة الاستاذية 2009

درجة دكتوراه دولة:2004

درجة الماجستير: 1993

درجة الليسانس في الأدب العربي :1989

شهادة الليسانس في الحقوق والعلوم القانونية 2008

شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة :2009

الوظائف التي عمل بها 

أستاذ جامعي ومسير منذ 1993 الى يومنا هذا

صحفي مهتم بالشأن الداخلي

عميد كلية الآداب واللغات والفنون منذ 2014

نائب عميد مكلف بالبحث  العلمي

رئيس مجلس أدارة جامعة بلعباس

رئيس فرقة بحث بمختبر النقد والدراسات

رئيس مشروع ماجستير (تخريج 16 منصب)

رئيس مشروع دكتوراه ل م د (تخريج 16 منصب)

مشرف ومؤطر لأكثر من150 أطروحة

مشرف ومؤطر لأكثر من 120 رسالة ماجستير

مشارك بصفة رئيس لجنة وعضو  في المناقشة لأكثر من 500أطروحة دكتوراه

مدير مجلة :الآداب والعلوم الانسانية

التربصات العلمية خارج الوطن

أكثر من 20 تربص علمي

 المؤلفات:

ست(6) كتب منشورة داخل وخارج الوطن:

دلالة المدينة سوريا 2001

جماليات المكان  وهران(الجزائر) 2002

في السيمائيات العربية  2008

مأزق السيمائية الجزائر 2009

السيمائيات السردية ألأردن 2018

الخطاب السيميائي في النقد العربي 2019

ناشر لأكثر من 150 مقال علمي

مشارك ومنظم ومدير لأكثر من 200 مؤتمر دولي ووطني

بعد هذا الزاد الهائل من الدرجات والشهادات تبارك الله وجدت أنّه أختاره الآداب وعافته السياسة لأنها عرفته بأنّه سيكشف أوراقها النتنة مع العلم أنّ ليس كل السياسة شر ولكن كل الآداب خير لقول القائل (بتصرف) : أهجر بيت السياسة ولو كانت حجارته مرصعة بالذهب وأسكن خيمة الآداب ولو كانت خيوطها من قديم الكتان(القماش)

هذا طفل بيت الطوب الذي جعل منه علامة مميزة في محافل الآداب ولم يكن العلم مقصورا على أهل القصور.

فيديو مقال طفل بيت الطوب

 

أضف تعليقك هنا