الموازنة النسبية للحياة الدنيوية

بقلم: حسن سالم ال عليان

الكثير من البشر لم يستطع أن يعيش كبقية الذين يعيشون فوق هذه الأرض لأنهم يقارنون سعادتهم وحياتهم بغيرهم من الناس ، فلذلك نجد البعض لايعيش لنفسه بل يعيش لإرضاء الناس حتى يملأ عيونهم ويرتقي للمستوى الذي يريدونه لا كما يريده .

الحياة التي يعيشها بعض الناس

حياة البعض من الناس صعبه ويتخللها المتاعب والمصاعب التي تمر بهم مابين الحينة والأخرى ، ولو عشت من بينهم ورأيت مايمرون به من الهموم لوجدتهم رغم ذلك سعيدون بما يملكون في حياتهم ، لانهم لايقارنون انفسهم بالاخرين بقولهم أنظر لسيارة فلان أو منزل فلان بل يملكون من القناعة مايصادمون به متاعب حياتهم .

لماذا خلق الله الغني والفقير؟

خلق الله الموازنة النسبية للحياة الدنيوية وبحكمة الله التي لايعلمها الا الله عز وجل ، فخلق فوق هذه الأرض الغني والفقير ومتوسط الحال والمعدم لحكمة يبتغيها الله جل وعلا ، فيقول أحدهم لو أن الله خلقني غنياً لكان أبعدتني الشهوات ومغريات الدنيا عن عبادة الله والتقرب له عز وجل ، وأحدهم يقول لو لم يخلقني الله غنياً ولم أظهر على هذه الدنيا بما أنا فيه من نعمه فلا أعتقد أنه سيكون لي مساعي بيضاء ووقفات خير أبتغي بها فضل من عند الله ، والغنى والفقر كلها أمور بيد الله عز وجل يبتغي بها حكمةٌ من عنده أظهر لنا بعضها لنعلم بها وأخفى عنا بعضها لحكمته.

الحديث النبوي الذي يتحدث عن القناعة

نستذكر حديث للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه من كانت الدُّنيا همَّه ، فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له ، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الألباني
عندما نستشعر هذا الحديث العظيم ونقرأه كرار ومرارً لنفهم أن القناعة بما أتانا الله هي خير لنا ولو كانت بمنظورنا شر سنعيش حتماً سعداء ، فلقد خُلق الانسان في كبد بمعنى أنه في تعب في حياته حتى يدفن ، فيجب أن نفهم حياتنا وأن لانقارنها بغيرنا لكي نعيش عيشة نرضها ونرتضيها.

بقلم: حسن سالم ال عليان

أضف تعليقك هنا