[عاشورائيَّات]:11 [ردُّ المُعتصِمُ علَى منشور]:01 “١١محرَّم ١٤٤٤ هِجريَّة”

بقلم: المُعتصِمُ باللِه الخُزاعيُّ الأحسائيُّ

أرسلَ لي أخٌ عزيزٌ فاضِل قبلَ دقائِقٍ معدوةٍ، اليَومَ ١١ محرَّمِ الحرامِ من هذا العام ١٤٤٤ هِجريَّة، مِن علَى برنامجِ الواتس اب هذا المنشور: “تاريخ وصول التطبير للشيعة”

متى أُدخل التسوط إلى العراق؟

أكد المؤرخ إسحاق نقاش، في كتابه “شيعة العراق”، أن أول من أدخل التسوط أي ضرب الجسد بالسلاسل وشق الرؤوس بالسيوف إلى النجف الأشرف في العام 1919 هو الحاكم البريطاني الذي خدم سابقاً في كرمنشاه ونقل الممارسة إلى العراق عبر الهنود الشيعة بهدف إضعاف الحوزة حينها . وكشفت بريطانيا عن ذلك في العام 1970 في كتاب “دليل الخليج” لمؤلفه ج. لوريمر، وإضعاف الحوزة مرده إلى تأثيرها القوي على الشارع ، وبالتالي قدرتها على تقويض الإحتلال البريطاني وإنهائه، فكان لا بد من إلهائها.

كيف وصلت ظاهرة التطبير إلى الشيعة؟

يعد التطبير طقساً مستحدثاً عند الشيعة، وصلهم من وفود الزوار من الهنود والأتراك الشيعة ممن حملوا معهم هذه الطقوس إلى كربلاء أثناء زيارتهم لضريح الإمام الحسين عليه السلام، لم تقتصر البدع على ضرب الرأس، بل تجاوزتها للزحف على الأرض حتى إدماء الوجه.

نقل المفكر علي شريعتي في كتابه “التشيع العلوي والتشيع الصفوي” أن إسماعيل الصفوي حاكم إيران استحدث وزارة خاصةً بالشعائر الحسينية، وأرسل وزيرها إلى القفقاز (القوقاز) للإطلاع على الشعائر الدينية حيث توجد فرقة مسيحية (من الأرثوذوكس) تقوم بالتطبير إحياءً ليوم يسمونه (مصائب المسيح) ففكر أنّ هذا ما يجب أن يفعله الشيعة لإحياء (مصائب أهل البيت عليهم السلام) وبالخصوص (ذكرى عاشوراء) ودرس إمكانية نقل هذا الطقس إلى إيران.

أما الشيخ مرتضى المطهري فالتقى مع شريعتي في التحليل وكتب في كتابه {الجذب والدفع في شخصية الإمام علي عليه السلام } أن التطبير والطبل عادات ومراسم جاءتنا من (أرثوذكس القفقاز) -وهم مسيحيون- وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم، والقفقاز هي منطقة القوقاز بين أوروبا وآسيا.

ما الذي جعل ظاهرة التطبير تتمدد وتنتشر بكثرة؟

نجح الإحتلال البريطاني للعراق في إشغال الحوزة بحروب جانبية حالت دون مكافحة هذه الظاهرة، إضافةً إلى المناوشات بين الحوزة والعثمانيين، وتهديد الوهابيين من العام 1902 إلى العام 1922، إذ وصلوا لحدود كربلاء، مما أدى لتمدد البدع وممارستها.

محاربة مَن حرّم ظاهرة التطبير 

مع ذلك، حارب العلماء ظاهرة التطبير ، ففي العام 1920 أصدر المراجع والعلماء أبو الحسن الموسوي الأصفهاني في النجف الأشرف والسيد مهدي القزويني في البصرة والسيد محسن الأمين العاملي فتاوى تحرّم التطبير وإراقة الدماء في مظاهر الحزن على الحسين، وقد دفع مرجع الطائفة (السيد أبو الحسن الأصفهاني) ثمناً باهضاً لفتواه بتحريم التطبير إذ قام أحد أصحاب مواكب التطبير ودعاته وهو طالب حوزة (المدعو علي القمي) بذبح السيد (حسن) ابن المرجع السيد الأصفهاني (انتقاماً للشعائر) ، ثمّ روّج زعماء ودُعاة التطبير (بينهم رجال دين من حوزة معروفة) بأن الحادث كان سببه رفض المرجع إعطاء مساعدة مادية للمجرم (القمي) وهو ادعاء كاذب هدفه طمس الحقيقة، فلا أحد يقتل شاباً بريئاً من أجل مساعدة لم يحصل عليها ولكن للتغطية على من قام بدفع هذا (الشقي) لارتكاب الجريمة وقطع الطريق على التحقيق وإثارة الناس. أما آية الله السيد (محسن الأمين) فقد تمت مضايقته في كل شارع يمر منه ثم قاموا يوم العاشر من المحرم بتوزيع الماء مجاناً في كربلاء وهم يهتفون (اشرب الماء والعن الأمين) بدلاً عن (يزيد)، تماماً كما لعنوا المرحوم الشيخ (الدكتور احمد الوائلي) في زمننا هذا . ولنتذكّر جميعاً أنّ وصية إمامنا الصادق (عليه السلام ) ما زالت تصدح في أُذُن الزمان وهي تقول: (كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا). منقول ” <…إنتهى…>

ردي على الرسالة التي وصلتني حول “تاريخ وصول التطبير إلى الشيعة”

فردَدتُ علَيهِ أنا خادِمُكُم المُعتصِمُ باللِه الخُزاعيُّ الأحسائيُّ بالمكتوبِ المُرفقُ أدناهُ: علَيكُمُ السَّلامُ عمِّي بو عبدِالله العزيز الغالي… وبعدُ.. إِعلَم أخي في اللهِ أنَّني أنا المُعتصِمُ باللِه الخُزاعيُّ الأحسائيُّ أستَنكِفُ وأشمَئِزُّ جدًّا مِن مُمارسةِ شعيرةِ التَّطبيرِ..؛ ومعَ ذلِكَ فغنا لا اعترِضُ ولا أحتجُّ، ولا أقِفُ حجَرُ عثرةٍ ضدَّ مَن يُمارِسَ تلكَ (الشَّعيرةَ الأصيلةَ العظيمةِ) إطلاقًا ..؛ ولكِن لِتعلَمَ بِأنَّ ما أوردتَهُ أنتَ يا عَم بو عبدُالله فيما يخُصُّ هذا الأمرِ مِن كِتاباتٍ وأقوالٍ صفراءَ مشروخةٍ، ومكرَّرةٍ في كلِّ عامٍ في مِثل هذِهِ الأيَّام العظيمةِ المُبارَكَةِ فهِيَ: [كِتاباتٌ وأقوالٌ صفراءَ هجينَةٌ مأجورة؛ فهي تُخالِفُ (١٠٠ %) آراءَ ومباني الفُقهاءَ الفُضلاءَ في هذِهِ الشَّعيرَة؛ لأنَّ مَن حلَّلَ الشَّعيرةَ الخالِدةَ تِلك مَن اَّلفُقهاءِ الفُضلاءِ قد حلَّلَها بِالعُنوانِ الأوَّلي، (لا) بِالعُنوانِ الثَّانَويِّ..، ومَن حرَّمَها وهم (قلةٌ نادِرة ؟)، أو مٍن إستكرَهَها مِنهُم فبِالعُنوانِ الثَّانَوي (لا) بالعُنوانِ الأوَّلي، “فتفطَّن وتفقَّه أكثر عمِّي الجليلُ أبو عبدُالله”

هدانا اللهُ وإيَّاكُم إلى الصِّراطِ المُستقيمِ وهو صِراطُ مُحمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الأطهارِ صلَواتُ اللهِ وسلامُهُ علَيهِم وعلَى مُحِبِّيهِم المَوالينَ لهُم والذَّابينَ عنهُم أجمَعينَ، آمين ربُّ العالَمين. قالَ تعالَى: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.[الأنعام:١٥٣] صدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

رابِطُ الحَلقة: [عاشورائيَّات]:11 [ ردُّ المُعتصِمُ علَى منشور]:01 “١١محرَّم ١٤٤٤ هِجريَّة” على صفحَتي علَى الفيس بوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=181496677665902&id=100074167115694&sfnsn=mo
المُعتصِمُ باللِه الخُزاعيُّ الأحسائيُّ/ ١١ مُحرَّم ١٤٤٤ هجريَّة/ ١٠ أغسطُس ٢٠٢٢ ميلاديَّة

بقلم: المُعتصِمُ باللِه الخُزاعيُّ الأحسائيُّ

 

أضف تعليقك هنا