بدايةً لنوضح مفهوم التراث: هو مجموعة العادات، و التقاليد، والآثار، والثقافة الموروثة، ويعني أيضًا ما نستخلصه من الموروث من سلوكيات ومعاني مفيدة لحياتنا المعاصرة وفي هذا المعنى تتلخص أهمية التراث.
كما يضم التراث استعادة مجموعة القيم والمبادئ والفنون القديمة وعرضها والحفاظ عليها أيضاً سواء كانت الملموسة أم غير الملموسة، وتكمن أهمية التراث أيضًا بأنه نشاط معاصر يمكن أن يدخل في السياسة والحوار بين الثقافات المختلفة، وقد يكون قاعدة للتنمية الاقتصادية، أي أنه جزء من الحاضر، وسيكون جزءًا من الغد الذي سيُبنى عليه المستقبل.
كما أن يُعتبر التراث جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية؛ فهو تجسيد ماديّ ومعنويّ لها، حيث إنّه يتضمّن كلّ من الأماكن، والمعالم الرئيسية، والمباني، وما يرتبط بها من طرق عرض لمقتنياتها، وآراء، ووجهات نظر، وأساطير، وغيرها، كما أنّ التراث مهم في فهم تاريخ أيّ وطن من حيث سجل أحداثه التاريخية، وهويته، وشعبه، لذا تسعى الشعوب إلى الحفاظ عليه.
يحظى التراث بشكل عام والتاريخي على وجه الخصوص بأهمية فائقة، حيث إنه يمثّل الحاضنة الأساسية للهوية الوطنية، وهو يعدّ بمنزلة ذاكرة الوطن وموروثه التاريخي، ويتضمّن هذا التراث شقّين: أولهما، خاص بالجانب المادي من آثار ومعالم تاريخية معيّنة تجسّد تطوّر المجتمع والمراحل الأساسية التي مرّ بها عبر هذا التطوّر، ومن أبرز مظاهره الأبنية التاريخية والحرف اليدوية والأزياء الشعبية. ثانيهما، ينصرف إلى الشقّ المعنوي، المتمثّل في ما تمّ توارثه من قيم وعادات وتقاليد جيلاً بعد جيل، ومن ثم، فإن التراث التاريخي يقوم بدور كبير في تحديد معالم الشخصية الوطنية للدولة على الصعيد المحلي، وصورتها الذهنية على الصعيد الخارجي.
إن تراثنا العريق في الوطن العربي يتعرض للعديد من المخاطر سواء نتيجة ممارسات، أو ظروف وعوامل داخلية، أو جرائم وعواصف خارجية.
كل هذه العوامل تجعل من تراثنا العربي في مهب الريح إن لم نحافظ على وجوده وقيمته، هذا فضلاً عن البرامج التلفزيونية ووسائل الإعلام المختلفة التي ساهمت بشكلٍ أو بأخر في إدخال ثقافات وعادات دخيلة على مجتمعنا العربي وهذا ما عُرِفَ بـ (العولمة)
ولعلَّ من أبرز المسؤوليات التي تَقَع على كاهلنا في الحفاظ على التراث الإهتمام في التعليم، فنسبة ومستوى التعليم يؤثر كثيراً على جهود الحفاظ على التراث، فكلما ارتفع مستوى تعليم الفرد كلما حاز الماضي وكل ما يتعلق به على أهمية كبرى وتقدير لدى الشخص ورغبة في المحافظة على كل ما هو قديم، فالتعليم يلعب دوراً مهماً في إثراء ذائقة الشخص وتقديره لقيمة تراثه الماضي الجيد وضرورة المحافظة عليه.
كما أن التفسير اللغوي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التراث حيث يؤثر هذا العامل في نظرتنا للتراث وفي تفسير ماهية التراث. فليس كل ما أتانا من الماضي يعد تراثاً يمكن أن نفسره بأنه تراث جدير بالمحافظة عليه وتمريره من جيل لآخر.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد