نعيش الآن في عصر انتقل فيه مفهوم الإشراف التربوي من النظرة التفتيشية وتصيد الأخطاء إلى نظرة أحدث وأعمق تكمن في التوجيه والإرشاد بهدف التقويم والوصول إلى أفضل النتائج، وذلك من خلال عملية تفاعلية إنسانية بين المشرف التربوي والمعلم بالدرجة الأولى، وانطلاقاً من إيمان الباحثة بأهمية دور عملية الإشراف التربوي في ضمان سير العملية التعليمية في الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف المنشودة، قامت بعمل دراسة استطلاعية حول أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين وسبل التغلب عليها.
يستعرض هذا المقال نتائج الدراسة الاستطلاعية والتي تم إجراءها على عدد من المشرفين التربويين والمديرين والمعلمين في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، حول أهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين وسبل التغلب عليها، وذلك من وجهة نظر أفراد العينة التي بلغ عددها 15. في هذا المقال سيتم عرض كل مجال تم تناوله في الدراسة وأهم المشكلات المتعلقة به وسبل التغلب عليها من وجهة نظر أفراد العينة.
إن سنوات الخبرة للمشرفين كمعلمين قبل الترقية قد لا تتجاوز الحد الأدنى بكثير، خبرة المعلم تفوق خبرة المشرف في بعض الأحيان، غياب بعض صلاحيات المشرف مثل: تنقلات المعلمين، تقييمهم، التشكيل وغيرها، خطط المشرفين السنوية لا تكون معلنة من بداية العام وقد لا تتفق مع خطط المدرسة وخطط اللجان، المختص التربوي هو مشرف غير مقيم وبالتالي أحياناً يكون غير ملم بجميع ظروف المدرسة-المعلم، يصدر المشرف التربوي بعض القرارات التي تتعارض مع رؤية وقرارات إدارة المدرسة، قد تكون زيارات المشرف غير محددة بوقت مسبق أحياناً.
قد تتعارض أهداف زيارة المشرف مع الخطة اليومية لمدير المدرسة، أحيانا يطالب المشرف المعلمين بتكاليف مرهقة ومواد إثرائية ومسابقات، إجراء الكثير من اللقاءات وورش العمل أثناء الدوام المدرسي مما يعيق ويرهق الإدارة في تغطية غياب المعلمين، كثرة الأعباء الإدارية على المشرف التربوي التي تحد من نشاطه في الميدان، وتكليفه بزيارة عدد من المعلمين یفوق النصاب المقرر، مما یؤثر على عطائه ونشاطه في إعداد النشرات والندوات والبرامج التدريبية والمتابعة الفاعلة لمهامه الأساسية، عمل المشرف في مدارس مختلفة إعدادي وابتدائي مما يزيد الأعباء على المشرف، ويحضر على فترات متباعدة، وهذا غير كاف للحكم على أداء المعلم، نصاب المشرف الكبير يؤدي إلى صعوبة في متابعة أثر الإشراف. (المشرف يكون موزع على منطقة كبيرة).
نقص الأموال اللازمة لشراء بعض الأجهزة الحديثة لتنفيذ بعض الفعاليات الإشرافية، تأخر استقرار المؤسسات المدرسية في بدایة العام الدراسي وخاصة فبما یتعلق بالتشكيلات المدرسية والتنقلات بین المعلمين، والتي تستمر لفترة طويلة منذ بدایة العام الدراسي مما يؤخر عملية الإشراف التربوي، انتقال كثیر من المشرفين المتميزين من الإشراف التربوي إلى أعمال إدارية أو تربوية أخرى أُسندت إلیھم، تدني مستوى بعض المشرفين الجدد لندرة المشرفين في بعض التخصصات، وقلة الفرص التدريبية لإعداد المشرفين أو زيادة تأھیلهم، قلة اطلاع بعض المشرفين على البحوث والدراسات الحديثة المتعلقة بالإشراف التربوي، واختلاف النوع بین المشرف والمعلمة؛ حیث قد يواجه المشرف الذكر صعوبة في التواصل مع بعض المعلمات، ضعف التواصل بین كل من المشرف والمدير والمعلمين يؤثر سلبي على سير العملية الإشرافية، التباعد الجغرافي بين المدارس، العلاقة التنافسية بين بعض المديرين والمشرفين، وأخيراً عدم وجود قاعدة بيانات محوسبة وشاملة لجميع المعلمين لدى المشرفين حتى يتسنى لهم التخطيط لتطوير أداء المعلمين.
تقليل نصاب المشرفين، وتعيين مشرفين جدد، إعداد دورات تدريبية مكثفة للمشرفين تمكنهم من مواكبة كل ما هو جديد في عالم الإشراف التربوي، الاعتماد على المعلم الخبير في المدارس، تخصيص يوم تفريغ لذوي التخصص الواحد ويتم إشعار المشرف فيه، العمل ضمن جدول معلن، والجدولة الزمنية المسبقة والتخطيط العميق بين كلا الطرفين.
الأعباء الإدارية الكبيرة الملقاة على عاتق المدير تقلل من نسبة الإشراف من وقته اليومي، عدم قدرة مديري المدارس على تقديم دعم فني مميز في تخصصات بعيدة عن تخصصهم الأساسي مثل (اللغة الإنجليزية وغيرها) لغير المتخصصين، ضعف التواصل بين المشرف والمديرين بسبب قلة زيارات المشرف التربوي للمدارس، بعض مديري المدراس يعتبر زيارة المشرف عبء يضاف إلى أعباء المدرسة اليومية، كثرة توصيات المشرف وطلب متابعتها من قبل المدير، عدم متابعة بعض المديرين لتوصيات المشرفين والتأكد من تطبيق المعلمين لها، رؤية وإجراءات مدير المدرسة بصفته مشرف مقيم قد لا تتوافق غالبا مع رؤية وإجراءات المشرف، بعض مديري المدارس غير مدربين على كيفية تنفيذ بعض الأساليب الإشرافية المتعددة، دور المدير كمشرف مقيم يتعامل مع العديد من الشخصيات يتطلب أن يكون عنده خبرة واسعة باستراتيجيات التدريس ومهارة في التواصل والاتصال معهم، وصعوبة متابعة أثر الإشراف بسبب كثرة الأعباء والمهام الإدارية.
تضارب التعليمات أحيانا من قبل مدير المدرسة والمشرف التربوي، وجود عدد كبير من المعلمين الشواغر بحاجة إلى جهد إشرافي، ارتفاع نصاب المعلم من الحصص، وازدحام المهام مما يشتت المعلم ولا يعطيه فرصة كافية لتأمل ممارساته وتحسينها، التغيير المستمر في التشكيلات المدرسية حيث ينتقل المعلمين بداية كل عام من مدرسة إلى مدرسة، مما يعيق استكمال خطط التنمية المهنية من قبل مديري المدارس للمعلمين المستهدفين، مقاومة التغيير خاصة من قبل كبار السن من المعلمين، ضعف الكفايات المهنية لدى بعض المعلمين الجدد مما يتطلب وقت أكثر لتوجيههم، تذمر بعض المعلمين من الاشتراك ببعض الدورات التدريبية التي تعقد خارج المدرسة، عدم تقبل بعض المعلمين لآراء المشرفين، وعدم الأخذ بتوجيهاتهم، ضعف دافعية المعلمين لتطوير قدراتهم، قد يكون المعلم ذو خبرة وكفاءة أكثر من المشرف مما يتسبب بحدوث فجوة بين كل منهما، كما يعتبر بعض المعلمين أن الخطة الزمنية التي يرسلها المشرفين غير ملائمة غالبا.
توفير جهاز LCD مع شاشة بصورة متنقلة يخدم تنفيذ المنهاج، تنظيم الغرفة الصفية بصورة تسمح لممارسة نشاط داخلها، عمل خطة مالية منذ مطلع العام وتحديد أوجه الصرف، وتخصيص المبلغ المناسب لتغطية نفقات الزيارات والمتابعات الميدانية.
المنهاج الكبير وارتباط المعلمين بخطط زمنية لإنجازه خلال العام الدراسي، والاعتماد على الكم أكثر مما يكتسبه الطلبة من معارف ومهارات، انتهاء فترة التجريب للمنهاج المعمول به، ضعف خبرة المعلمين في ربط المنهاج بالحياة الواقعية للطلاب، هناك العديد من المهارات التي تحتاج تدريب المعلمين حول طرق تدريسها، عدم الأخذ بتجارب وخبرات المعلمين عند تخطيط المنهاج وبنائه.
دراسة تحليل المنهاج بصورة دقيقة، ووضع المواد الإثرائية المناسبة لسد ثغراته، وتوضيح ما يعني قومية الطالب، عمل ملخصات لأهم المفاهيم والمعارف التي يحتاجها الطالب حتى نهاية العام، تفعيل سبل التواصل الاجتماعي بشكل مناسب، إدخال الوسائل الحديثة من فيديوهات ودراما وغيرها في إثراء المنهاج، توفير دورات تدريبية للمعلمين حول كيفية إثراء المنهاج وربطه بالحياة الواقعية للطلاب.
نظام إدارة الأداء نظام عقيم لا يسمح بتطور المعلمين، ولا يدعم الترقيات في المستقبل بناء على تقييم المعلم وأدائه، لا يوجد قوانين رادعة للأداء المتدني حيث لا يوجد مقومات للتغيير في يد إدارة المدرسة، عدم وجود حوافز للأداء الأفضل، نمطية طرق الإشراف، عدم توافر معايير واضحة لدى المشرف لتقييم المعلم بمصداقية، غياب التعزيز بعد الإشراف، وانتهاج نهج العقوبة، يتم تعيين مشرفين خبرتهم تشكل الحد الأدنى كمعلمين، ولم يخوضوا تدريبات مسبقة حول كيفية تطبيق الأساليب الإشرافية المتعددة بكفاءة، عدم وجود قوانين ولوائح واضحة تحقق التوافق بين عمل المشرف وعمل المدير الإشرافي، لا توجد قوانين ولوائح تجبر المشرف على تحديد هدف الزيارة بشكل مسبق، آليات التقويم واختلافها بين مرحلة وأخرى.
وفي ختام هذا المقال الذي تناول نتائج دراسة استطلاعية لأهم المشكلات التي تواجه الإشراف التربوي في فلسطين، وسبل التغلب عليها، أتمنى أن يكون ما جاء فيه تمهيداً لخطوات عملية على أرض الواقع للحد من هذه المشكلات، والتغلب الفعلي عليها.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد