عيد الأضحى المبارك

كل عام وأنتم بخير أو بتحية أخرى أضحى مبارك، وعندما نقول أضحى مبارك فعلينا أن نعرف بأن هذا الاسم قادم من الأضحية،
لماذا الأضحيه وما هي مسبباتها، وهل هي واجبة في عيد الأضحى أم سنة؟

التكليف بالأضحية 

في مثل هذي الحاله علينا أن نرجع إلى أصل الحدث، وكيف أتت هذي التسميه والفعل بالأضحية ففي الأصل لم تكن واجبة أو معروفه قبل الرسالة ولم يذكر بأن لها وجود قبل نزول الرسالة على سيد البشر محمد بن عبدالله، ففي العالم الثاني من الهجره نزل التكليف بالأضحية في عيد الاضحى واعتبر من أساسيات الحج وحدد له يوم عرف بيوم النحر وهناك عدة وجوه فمن الحجيج من ينحر ومنهم لا، فهي واجبه لمن تمتع بالعمرة ثم الحج في شهر الحج هكذا ورد، أما ممن لا تجب عليهم هم من قدم من بلده وهو محرم ثم لم يتحلل من إحرامه حتى وقف بعرفه ثم رمى الجمرات وهو محرم وأنهى حجه كما قدم حتى يغادر مكه فهذا لا تجب عليه الأضحيه هناك أقول وتفاسير في الأضحيه لها ناس متخصصون يفتون فيها أما أنا فأورد ما أعرف والله بالحق عليم، ما يهمنا هنا لماذا الضحية وتسمى بالهدي.

كما قلنا بأن وجوب الأضحيه كان في العام الثاني من الهجره في هذا العام نزل التكليف على رسول الأمه بالأضحية في عيد الحج والزكاة في عيد رمضان، ففي هذا التكليف بعد إنساني لا يعرفه إلا المسلم أو من يدقق في سبب التكليف حيث أمرنا ربنا في عيد الحج والفطر بأن نفرح ونظهر مباهج العيد وهي ثلاثة أيام وهنا دور الفقراء ومراعاة لحياتهم الخاصه وجعلهم يفرحون فالعيد هو الأساس فيه الفرح وأمر الله أن تخرج بما يعرف بالفطره تدفع للفقراء لكي يسعدون وتتغير حياتهم هذا هو الإسلام يهتم بالفقير والغني معاً مشرع لقوانين حياة عادله للجميع.

قصة الأضحية

أما الأضحيه فلماذا النحر فيها فهو قادم من أساس من أسس مكه وبنى كعبتها نبي الله إبراهيم والبعض يفضل أن يقول له أبونا إبراهيم، أساس الحدث بأن نبي الله إبراهيم رأى في الحلم بأنه ينحر ابنه اسماعيل وقتها أبلغ ابنه بذلك فكان رده عظيم بعظم نبيه وابنه فكان رده مقنع بقبول الأمر المنزل والمكلف به والده وكان رده إذا الله أمرك بذلك فافعل فسوف تجدني بإذن الله من الصابرين هذا كان رد الابن الصالح والذي يجب أن يكون عليه الابن لتعامله مع أبيه وهذا النص والفعل كما ورد في الآيه الكريمة: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ” هذا هو الأساس في الأضحيه فلما استجاب الابن وقرر الأب وأراد أن ينفذ ما كلف به في الحلم نزل قرار الرب حيث استجاب الأب وامتثل الابن ونجحا في الاختبار، هنا نزل الأمر بأن يفدى ابن إبراهيم بهدي صحيح سليم، ومن هنا سمي عيد الهدي أو الأضحيه، من هذا الموقف وجبت الأضحيه اقتداء بفعل نبي الله إبراهيم.

أصل تشريع الأضحية 

وكما ذكرنا سابقاً بأن عيد الفطر توزع فيه الفطره وهي مأخوذة من الفطر بعد الصوم وتوزع في قبل صلاة العيد لكي يغتني الفقراء ويجدوا أكلهم يوم العيد حتى يتوقفوا عن العمل ثم يفرحون مع غيرهم ويظهرون شعيرة العيد، كذلك الضحيه تذبح في العاشر من أيام الحج ويكون نظام الأضحيه ثلاثة أقسام: ثلث يتصدق به على الفقراء والمساكين لكي يشعرهم بعيدهم ويجعل عيد الحج عندهم ذا قيمة، وثلث آخر يهدى للاقارب أو الأصدقاء أو الجيران وهذا يدل على عظمة الدين والتشريع فيجعل الصلة والترابط موجود وقد تكون صله للمتعفف الذي لا يسألون الناس الحاح، والثلث الآخر هو لأهل المضحي ولنفسه، هذا هو الأصل في الأضحيه وهذا هو أصل التشريع وقصته.

ماذا يُفعَل بالأضحية بعد انقضاء الحج؟

نعود إلى أيام زمان أيام الفقر وانتظار الحج والأضحية فقد قيل قديماً من باب العوز افلان لا يعرف اللحمة إلا من الضحية إلى الضحية كلمه دارجه تطلق من باب العوز، وفي الحج عادة يكون النحر ورغم عدد الحجاج الكبير إلا أنه بعد الأضحيه سوف يتبقى شيء من الأضحيه فكيف ممكن العمل بها أو التصرف بها؟

تشريح اللحم

كان الحجاج بعد النحر مباشره يشرحون اللحم ثم يضعون فيه الملح ويحاولون نشره حول مخيمهم حتى يجف من الدم ثم بعد ذالك يقومون بأخذه معهم في رحلة العوده ويعرف هذا اللحم باسم القديد وفي نجد يعرف ب (القفر) هذا في الحج والأضحية وكيف شرعت وكيف نفذت فقد قيل بأن رسول الأمة صلوات الله عليه وسلم بأنه في حجة الوداع ضحى بخروفين املحين هذا ما ورد وفي الحج يمن التضحيه بالماعز وشق من العجول والبقر والجمال والعمليه تكليف بالفعل ونسب بالمال، سنة الله ولن تجد لها تبديلا.

تجميد اللحم وتوزيعه

هذا في الحج ايام زمان التشريح والذبح، أما اليوم بعد أن من الله علينا بالخير وكثرة الحجاج فقد يقربون من ثلاثة ملايين حجاج مما يعني بأن هناك أضاحي بما يقرب هذا العدد وهذا يعني استبعاد التشريح ولكن هناك إفاده لذلك قررت الدولة حماها الله بأن تنشئ غرف تبريد ضخمة جداً أقيمت لحفظ وتجميد اللحوم ثم نقلها وتوزيعها على فقراء العالم الإسلامي ثروة غذائيه لابد من الاستفادة منها واقتصاد كبير يتم في الحج وينفذ كشعيرة من شعائر الله.

القيام بالأضحية كوصية

هذا في الأضحية في الزمن الحاضر وهذا داخل مكه أما خارجها وأقصد استعدادات الأضحيه في العالم الإسلامي فالكل كان يرتب له أجمل ترتيب، كانت الأسره تجمع لكي تدفع للأضحية وأنا أنقل ما حضرت عن الوالدين -غفر الله لهما ولأموات المسلمين- كانوا في السابق يضحون عن الأب والأم والخال والجد وقد تكون هذي الأضحية وصية تتناقل من جيل إلى جيل وقد شاهدنا في كثير من القرى وخصوصاً في نجد مزارع موقوفه للأضاحي والصدقه فيقال سبال الفلان وغيره.

التوكيل بالأضحية 

من هذا العمل قامت مؤسسات خيريه تقوم بهذا العمل تستقبل النقد وتقوم بالأضحية خصوصاً بأن من يسكن المدينه ويسكن في شقه أو سكن صغير ولا يمكنه الذبح والقيام بالعمل بنفسه ويجد تكليف وحرج هنا قامت هذي الجمعيات وأنا أقصد الجمعيات المرخصة من قبل الدوله حيث تستقبل النقد وتحوله إلى ضحية في البلاد الإسلامية الفقيره، وعلينا أن نتذكر بأن هناك مسلمون يعيشون خارج أوطانهم أما لعمل مؤقت أو دراسة ولابد من أضحية هنا الحل التوكيل لأن الذبح في مثل هذي البلاد نظاماً ممنوع وفيه تكليف، هذا في هدي الحج.

الجميل في حياة من سبقونا بأنهم كانوا يستمتعون بعيد الفطر والضحية أكثر منا الآن لأن باب الوصل موجود، كانوا في نجد يجيدون شرح وترتيب (القفر) فالكل مستمتع بلحمة العيد فمن فاتته كبدة العيد ما فاته مرقوق القفر، وقد يكون وجبة على لحمة قفر من أشهى وأثمن وجبة وألذها لأنها في عصرنا الحاضر نادرة والسبب الحياة المدنيه ونعم الله الكبيره التي جعلنا نعيشها اليوم فهل من مقفر اليوم طبعاً الجواب الاستحاله، رحم الله أمي وأبي فقد كانا أحرص الناس على أن يؤديا هذي الشعيرة بكامل تفاصيلها الممتعه، رحم الله من وصل وأوصل في هذا العصر المختلف، بقي أن أقول بأن الإسلام دين عظيم قنن الحياة الاجتماعية كما يجب فهل من متبع. كل عام وأنتم بخير (وأضحى مبارك).

فيديو مقال عيد الأضحى المبارك

 

https://youtu.be/7Y3j53UrNsU

أضف تعليقك هنا