من المنقذ لمقابر الحريضة؟

بقلم: علي محمد علي معجم

للقبور حرمة فلا يجب الاعتداء عليها

إلى من يهمه…. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
أقدم لكم معروضي هذا بصفتي أحد مواطني هذا الوطن وطن الخير والعطاء وطن التطور والنماء وطن يحكم بالشريعة وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وطن يحفظ كرامة الجميع بالتساوي، فلا فرق بين أسود وأبيض، أو أعجمي وعربي، أو ذكر وأنثى، أو مواطن ومقيم، بل إنه حفظ حق الميت قبل الحي، بل شرع الأنظمة والقوانين التي تحفظ كرامة الموتى، فإنشاء منصة بلدي خدمة إكرام الموتى، واستفاد من هذه الخدمة أغلب مناطق ومدن ومحافظات وطني عدا مركز الحريضة، فمقابرنا مهملة، وقبورها معرضه للهدم وكسر العظم، وحرصا على قبور المسلمين التي حفظتها الشريعة الإسلامية التي حفظت المقابر وجعلتها على كبير من الحرمة، فلا يجوز لأحد التهاون فيه ولا الاعتداء عليه، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم الجلوس على القبر تحريما شديدا، فقد جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ) رواه مسلم، فكيف بنا ونحن نترك مقبرة تزيد قبورها عن [مئة] قبر  مهملة لا يوجد ما يحميها.

حفظ المقابر والاعتناء بها هو حفظ لحق الميت

وسبق أن هدم إحدى قبورها بسبب الإبل السائبة، وخشيت أن تتكرر المأساة، فإنني قد رفعت لسعادة رئيس بلدية الساحل معاملة كاملة بهذا الخصوص، ولوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ولديوان الملكي، ومركز إمارة الحريضة، ومكتب أمير المنطقة وحقوق الإنسان مطالبا أن يشمل مقابرنا ما جاء بالمرسوم الملكي رقم م/5 وتاريخ 1397/2/21هـ المبني على قرار من مجلس الوزراء رقم 130 بتاريخ 1397/3/6هـ الخاص بنظام البلديات والقرى ومهامها والذي جاء فيه أن من مهام البلديات في المادة الخامسة من نفس النظام وتحديداُ فقرتها (18) ان من مهام البلدية هي (إنشاء المقابر والمغاسل، وتسويرها وتنظيفها، ودفن الموتى) وقد قيدت المعاملة المشار إليها برقم 41890 في 1444/4/19هـ، إلا ان المعاملة لم ترَ النور بل اكتفى سعادته بأنها من أولوياتهم، بل وعدنا بتوفير جهة خيرية بشكل مؤقت لتسوير المقبرة بشكل يحميها إلى صدور الميزانية واعتمادها من مشاريع هذا العام 1444هـ، ولكن بقيت حال المقبرة كما هي واستمر كل شيء بهذا الشأن كما اعتدنا وعود تطلق وآمال تبنى حقيقتها كالسراب واقعها خيال، فلا حل لحفظ كرامة مقابرنا حتى لو كان بشكل مؤقت كإصلاحات الشبك الشائك الموجود حاليا والذي يحتاج لصيانة وا=أخص بهذا (مقبرة الجر بالحريضة) التي تعتبر ثاني أكبر مقابرة بالحريضة وإني أذكركم بماروي عن عُقبةَ بنِ عامرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لَأَنْ أَمْشِيَ على جمرةٍ أو سيفٍ أو أخْصِفَ نعلي بِرِجْلي؛ أحبُّ إليَّ من أن أَمْشِيَ على قبرٍ) وحديث عائشة رضي الله عنها: يقول النبيُّ ﷺ: كسر عظم الميت ككسره حيًّا》.

فهل من ضمير حي يحاسب كل مسؤول تسبب بإهمال مقابرنا فحالها يشكى وإنني لأخشى أن يتأذى قبور من رحلوا عنا أجساداً ولا زالت أرواحهم وذكراهم بيننا، فهل من منقذ لقبور الراحلين عنا من إخوتنا وأحبتنا المسلمين؟ وهل من ضمير حي يهيئ لنا قبورنا وقصورنا التي مصيرنا إليها جميع فيحفظ كرامتها؟!

بقلم: علي محمد علي معجم

 

أضف تعليقك هنا