اللّدائن وتأثيرها على الكرة الأرضيّة

نعتمد في عيشنا على الكرة الأرضيّة بكثرة على استخدام اللّدائن، بدءًا من استهلاكنا لشيء بسيط كالعلكة، ويليها مستحضرات التّجميل والملابس والأجهزة الْكهربائيّة حتّى المنظفات بأنواعها، فهل فكّرت يومًا بتأثير استهلاكك للّدائن على الكرة الأرضيّة الّتي أهدتنا العيش عليها؟ وهل فكرت مرتين قبل أنّ تتخلّص من أحد المنتجات المعتمدة على اللّدائن أمّ تخلصت منها من غير وعيّ؟

ما اللّدائن؟

إنّ اللّدائن عبارة عن مواد نفطيّة الأصل، تمتاز بسهولة تشكيلها؛ وذلك لأنّها بوليمرية أيّ ذات بنية عالية الجزئيّةتنصهر عند تعرضها للحرارة والضّغط، على الرّغم من أنّ أهم مميزاتها اللّدونة إلّا أنّها تتمتع بخصائص أخرى كالكثافة المنخفضة، والموصليّة الكهربائيّة المنخفضة، والشّفافيّة، والْمتانة، وتعدّد الألوان، وأسعارها الرّخيصة، ممّا يجعلنا نصنع منها كميات كبيرة ومتنوعة من المنتجات.

أي الموادّ تُصنع من اللّدائن؟

إنّ من أهم المواد الّتي تُصنع من اللّدائن ونصنعها ونستخدمها بكثرة هو البلاستيك، فهو يساعدنا في الحفاظ على الطّعام، وعزل المنشآت، واستخدام الإلكترونيّات بأنواعها، وفي وسائل النّقل، ولا يخرج معظمنا من أيّ متجر من غير كيس بلاستيكيّ على الأقل، حتى أنّنا نتخلص من المنتجات البلاستيكيّة بوضعها في أكياس بلاستيكيّة.

إذن فكلمة بلاستيك تُشير إلى عناصر مصنوعة من البوليمرات الصّناعية باستخدام سلاسل طويلة من الذّرات ذات الأنماط المتتكرة، وتمتاز بالمرونة وخفة وزنها لذا يُمكن تشكيلها على أيّ هيئة ممكنة بسهولة.

أضرار المنتجات البلاستيكية 

كلّ شيء له إيجابياته وسلبياته، والأخطر أن تبقى السّلبيات على المدى الطّويل، وإنّ البلاستيك على الرّغم من جعله لحياتنا الاستهلاكيّة أسهل، إلّا أنّه يُساهم بشكل كبير في جعل كوكب الأرض يتعرّض لخطر التّلوث البيئي بأشكاله من جويّ وطبيعيّ وكيميائيّ وبيولوجيّ، وبالتّالي تعريض الكائنات الحيّة للخطر.

إنّ عواقب التّلوث البلاستيكي على الصّحة والاقتصاد والتّنوع البيولوجي والمناخ؛ يعود السّبب فيه إلى إنتاج البلاستيك من الفحم الحجري والنّفط الخام والغاز الطّبيعي، ممّا يؤدي إلى زيادة نسبة الْكربون في الْجو خلال عمليّة إنتاجه، وبالتّالي تسمّم الهواء الّذي نتنفسه، فتزداد مشكلة الاحتباس الْحراريّ النّاتج عن ثقب الأوزون، ويؤثر ذلك على صحّة الإنسان بإصابته بأمراض مختلفة كالحساسيّة وأمراض الجهاز التّنفسي والجهاز العصبيّ والجهاز الهضميّ وأمراض الْقلب.

ويمثل البلاستيك حاليًا -حسب أخبار الأمم المتحدة- نسبة 85 في المائة من جميع القمامة البحريّة، وسيتتضاعف ثلاث مرات في عام 2040، وهذا سيتسبب   في حدوث تغيّرات هرمونيّة في الكائنات الحيّة بأنواعها، واضطرابات في النّمو وتشوهات في الإنجاب، والأسوأ من ذلك كلّه زيادة معدل الإصابة بالسّرطان. وحَسَبَ برنامج الأمم المتحدة للبيئة فإنّ الباحثين في ألمانيا يُحذرون من تأثير البلاستيك المتناهي الصّغر حاليًا في التّربة والرّواسب والْمياه العذبة إثر تناثر البلاستيك، وأنّ هذا التّأثير السّلبي سيصبح طويل الأمد على النّظام البيئيّ. أمّا منظمة الأغذيّة والزّراعة للأمم المتحدة فإنّها ترى أنّ سبب استخدام البلاستيك في الْكثير من المجالات كالبناء والزّراعة وغيرها، سببه عدم وجود بدائل عنه.

من أين تأتي خطورة المنتجات البلاستيكية؟

فإنْ نظرت إلى أسلوب حياتك أو حياة مَن حولك ستلاحظ روتينًا خطيرًا وهو شراء واستخدام البلاستيك ثمّ رميه في القمامة، وعدم الاهتمام لما سيحصل بعدها، وبالتّالي أطنان من البلاستيك في مكب النّفايات تتسبب في مقتل الْكثير من الْحيوانات. إنّ أخطر مشكلة تنجم عن البلاستيك أنّه إمّا أنّه لا يتحلل أو يحتاج تحلله لقرون، وبالتّالي أي قطعة بلاستيك قد صنعتْ لا تزال موجودة حتى الآن في مكان ما في الكرة الأرضيّة ربما في المحيط أو في أرض فيها مواشي، إلّا في حالة تمّ حرقها أو إعادة استعمالها، وبالتّالي بحلول عام 2050 تقريبا سيصبح لدينا بلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات.

كيف يمكن الحد من خطر التلوث البلاستيكي؟

لإنقاذ الكرة الأرضيّة من البلاستيك، علينا التّقليل من استخدامه، ويُمكن ذلك باستعمال بديل عن المنتج البلاستيكيّ بمنتج قابل للتحلّل أو إعادة التّدوير كاستخدام العبوات والقوارير الزّجاجيّة بدلا من البلاستيكيّة، والتَّوقف عن استهلاك الْمنتجات الّتي لا ضرورة لاستخدامها مثل شرب العصير من غير الشّلمونة البلاستيكيّة، وزيادة الضّرائب على استخدام المنتجات البلاستيكيّة، ويُمكننا استخدام أكياس مصنوعة من القماش بدلًا من البلاستيك، واستخدام أدوات مائدة الطّعام المعدنيّة.

بالنّهاية يستغرق صنع المنتجات البلاستيكيّة عدّة أشهر، واستخدامها بضع دقائق، وتحلّلها مئات الأجيال، لذا عليّنا التفكير مليًّا في كلّ مرة نريد فيها استخدام منتجات تحوي على اللّدائن خاصة البلاستيك، ابدأ عمليّة التّغيير بنفسك، ثُمّ بأسرتك، ثمّ بالمجتمع المحيط بك، لنعيش حياة أفضل على الْكرة الأرضيّة.

المراجع:

1. Gov.il، المنتجات البلاستيكيّة: الأضرار للبشر وللبيئة/الوزارة لحماية البيئة.
2. برنامج الأمم المتحدة للبيئة، كوكب البلاستيك: كيف تلوث جزيئات البلاستيك المتناهيّة الصّغر تربتنا.
3. منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، البلاستيك في النّظم الزّراعيّة والْغذائيّة: الْجوانب الجيدة والسيئة والبشعة.
4. أخبار الأمم المتحدة، التلوث البلاستيكي يمكن أن يتضاعف بحلول عام 2030.

فيديو مقال اللّدائن وتأثيرها على الكرة الأرضيّة

 

أضف تعليقك هنا