نصف درجة الغليان

بقلم: فرح تركي

هذا الصيف، ارتفعت معدلات التدهور المناخي نتيجة الجفاف الذي طال اجزاء كبيرة من العراق، نتيجة لتجريف عدد كبير من الأراضي الزراعية و قطع المياه من الدول المجاورة، وعدم وجود اتفاقيات تلزمها باستمرار دفع حصص العراق المائية. هذه كلها أسباب تجعل من العراق بلدا هشا لتخطي التدهور المناخي وأثاره.

التدهور المناخي

ولأن هذا التدهور له جوانب عدة يؤثر عليها فقد أخذت إحد الجوانب الذي قد يظنه البعض بعيداً عن كل التأثير على الفرد العراقي. الا وهو الإبداع.ففي اب ٢٠٢٣ سجلت درجات الحرارة ارتفاعا وصل إلى نصف درجة الغليان وسط تجهيز خجول من ساعات التشغيل للطاقة الكهربائية.

أسباب ارتفاع درجات الحرارة

فأين يفر المرء، هو أمر علينا طرحه، وان كان الاختيار هو مواجهة الموجة التي ترتفع كل عام مع ازدياد التأثيرات، من خسارة الأراضي الزراعية، الجفاف، والاحترار العالمي واستغلال الموارد بشكل غير مدروس وكذلك تراكمات التلوث الاحفوري من الشركات الأجنبية.

في البداية تقدمت إلى الشاعر أحمد شاهين لمعرفة اجراءته في أصعب الشهور مناخاَ الموجة غير إعتيادية ..أهل الأدب بمختلف مسمياته يعيشون حرارة الكلمة و ذوبانهم في تفاصيلها قد يفقدهم الشعور بالحرِّ أو القرّ و بالتالي تزداد حرارتهم حرارة كي لا نتهمهم بالإنفصال عن الواقع.

معاناة المؤلفة المسرحية المؤلفة أطياف رشيد من الحرارة

واما عن المؤلفة المسرحية الاستاذة أطياف رشيد فقد شاركتنا برايها “صعبة جدا لم اكمل اي نص”اللجوء إلى السبات، هذا ما افصح عنه الاستاذ دانيال اسامة :
هناك بعض الكائنات تلجئ إلى السبات في أيام البرد والشتاء
وانا من الكائنات التي تلجئ إلى السبات في أيام الصيف والحر الشديد لأنني كائن شتوي.

حرارة الغرفة لا تصلح للكتابة هذا ما صرحت به القاصة بان الشمري بعد ان سالتها تعاملت مع درجات الحرارة المرتفعة هذا الصيف: حرارة الغرفة التي أجلس فيها للكتابة لا تساعدني على إكمال أي قصة بدأت بكتابها للأسف الأجواء غير مريحة والتفكير متوقف حالياً.

الصحافية عديلة شاهين

اما الصحافية عديلة شاهين فهي مستمرة بابداعها ولكنها تؤكد”انتظر الشتاء بفارغ الصبر فهو فصل ملهم”ويتفق رأي الاستاذ عبد الزهرة الحميداوي مع ذلك فيقول .الجو الحار…. يوقف كل الأعمال وكل التفكير وكل الإبداع انه فرن حراري لا يمكن للنفس البشرية العيش فيه.

وتجد القاصة زينب أكريم القرب من الماء هو حلاً ولكنه مؤقتا حقيقة كلما اشتدت الحرارة وظهرت مخالب الصيف اتعب وابتعد جدا عن الكتابة وعن اغلب هواياتي واساسا يصعب عليّ ان اطيق حتى نفسي! لذلك احاول استجمع نفسي بالتقرب عن اي مكان يملئه الماء.. ولكن مع هذا وجدت تضاربا مع هذه الاراء فقد كان الإبداع والتعامل مع إرتفاع درجات الحرارة المرتفعة هو امرا لا بد منه والتكيف هو الحل وذلك من خلال مجموعة أخرى ابدت ارائها وهم: السفير د. ياسر رباع حينما يغوص الكاتب في بحر أفكاره وتنهمر عليه الكلمات كسيل عرمرم فهو يفقد الشعور بمحيطه وينصب تفكيره فيما يكتب كعاشق يلتقي بمعشوقته فلا يضيره أحر هي الأجواء أم هي باردة فهو خارج نطاق محيطه كليا .

الشاعرة وداد الواسطي

في اي وقت حينما تأتي الفكرة أكتب صباحك خير وسلام عزيزتى
والدكتور فاضل البياتي علينا التكيف مع كل المستجدات الحرارة وغيرها فالبقاء والتالق والابداع للاسرع تكيفا وكذلك هو الحال مع الروائية زينب فاضل المرشدي لا يتغيير نظامي في الصيف او الشتاء الساعة الاخيرة من اليوم ماقبل النوم مخصصة للكتابة

الأزمة العالمية وتغيّر الناخ

ولكن الازمة عالمية حسب ما نشرته صحيفة ولشنطن بوست فقد ذكرت بان الأمين العام للأمم المتحدة اصدر تحذيرا صارخا بشأن تغير المناخ “لقد انتهى عصر الانحباس الحراري العالمي؛ أعلن أنطونيو غوتيريس في مؤتمر صحفي ، أن عصر الغليان العالمي قد وصل ، حيث أكد العلماء أن شهر يوليو من المقرر أن يصبح الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق على الأرض .
بعنوان “الأمم المتحدة تحذر من أن “عصر الغليان العالمي” قد بدأ ماذا يعني ذلك ؟ واشنطن بوست، بقلم فيكتوريا بوست.

عواقب تغيّر المناخ

ولكن ارتفاع الحرارة لا يؤثر على المبدعين والكسبة والعاملين تحت حرارة الشمس وحسب موقع الإتحاد الاوربي ومقال مهم عن عواقب تغير المناخ يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الوفيات وانخفاض الإنتاجية والإضرار بالبنية التحتية. وستكون الفئات الأكثر ضعفا من السكان، مثل كبار السن والرضع، هي الأكثر تضررا. ومن المتوقع أيضًا أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في حدوث تحول في التوزيع الجغرافي للمناطق المناخية. لذلك علينا ان نعمل مع بعض يد بيد لنعمل على تجاوز محنة التدهور المناخي والبيئي في كوكبنا لان مناخنا حياة

بقلم: فرح تركي

 

أضف تعليقك هنا