البلديات المستدامة

للبلديات دور مهم في تطوير وانتعاش النظام الاجتماعي، الصحي، البيئي الاقتصادي والتنموي، خاصة للبلدان التي تتطلب تحسين وتطوير اقتصادها. لم اقصد البلديات التي عهدناها سابقاً وإنما البلديات المستدامة: التي تقوم بتحسين وتطوير أدائها باستمرار.

كيف نختار المجالس البلدية؟

على المواطنين انتخاب مجالس بلدية ذات كفاءات متنوعة ومتجانسة وليس مجالس عائلية، سياسية، طائفية، محسوبية وغير ذلك، وأن يكون لها أهدافا انمائية تطويرية من أجل خدمة المواطن، المنطقة والدولة على السواء وليس لخدمة فئة معينة على حساب فئات أخرى. هذه البلديات تنشأ على اساس متين فيتشارك فيها جميع المواطنين المنتسبين لها. ان المشاركة في العمل البلدي ينمّي روح المسؤولية لدى المواطنين ويحسّن آداءهم وانتماءهم الوطني. عندها يكتمل العمل الانتسابي لمجالس البلديات المستدامة.

من جهة أخرى، يجب على الدولة مساعدة البلديات في تطوير آدائها واعطائها صلاحيات متنوعة لتخفيف الضغط عن الهيئات الرقابية التي هي بالمجمل ذات أعداد قليلة وليس باستطاعتها التدخل السريع في أغلب الاحيان. حينئذ تستطيع هذه البلديات مؤازرة الوزارات، الهيئات الرقابية، والقوى الامنية في مختلف المجالات. عندها يصبح بامكانها ضبط جميع المخالفات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، التربوية، البيئية، الصحية، الامنية، الانمائية،…

الناحية الاجتماعية والثقافية

من الناحية الاجتماعية والثقافية، ان لهذه البلديات المعرفة التامة بمختلف الطبقات الاجتماعية لديها وباستطاعتها المعالجة عن قرب كل المشاكل المتواجدة فيها من خلال هيئة اجتماعية تعنى بدراسة الاوضاع المعيشية، الانسانية والثقافية لكل أسرة عبر تقديم المساعدات، الهبات، ايجاد فرص عمل، توعية، ارشاد والقيام بنشاطات ترفيهية وتدريبي. باستطاعة البلديات القيام بدورات لتطوير الاعمال اليدوية، الفكرية، الزراعية، الصناعية وغيرها. كما انها تستطيع الاستفادة من القدرات لدى بعض المنتسبين لديها والمساعدة في دعم المؤسسات الصغيرة.

الناحية الاقتصادية

من الناحية الاقتصادية، يجب على البلديات مراقبة اسعار السلع في جميع المحلات، ضبط المخالفات، مصادرة السلع الفاسدة والمنتهية الصلاحية، مراقبة جودة الزراعة من خلال مراقبة استعمال الاسمدة والسموم. دعم الزراعة من خلال مشروع “صفر مشاعات”، توزيع البزور الجيدة، دعم الزراعة العضوية والمساعدة في تصريف الانتاج الزراعي. كما ان للبلديات دور مهم في دعم المؤسسات الناشئة وتطوير الصناعات من خلال ايجاد أماكن مخصصة للصناعات بحسب تصنيفها. ان تطوير هذه المجالات يؤدي الى ارتفاع مدخول الرسوم البلدية مما يساعد في نموها وتطويرها. وبما ان البلديات ملمة بطبيعة ونوعية منتوجات منطقتها الزراعية (مزارع نباتية وحيوانية) والصناعية، باستطاعتها المساعدة في تطوير صناعات جديدة لمؤازرة الصناعات الموجودة ودعم منتوجات زراعية أخرى مما يساعد في تنوع الانتاج وفتح أسواق تجارية جديدة.

مشروع تطوير التربية والثقافة لدى البلديات

ان للتربية والثقافة أهمية كبرى لدى البلديات المستدامة، فتطوير هذا القطاع من خلال مشروع “محو الأمية” وترميم الأماكن الأثرية المتواجدة فيها يساعد في تطوير العنصر الثقافي والسياحي للمجتمع وتحسين أدائه. مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة ويفتح آفاق أخرى للتواصل مع الدول المتطورة فيؤدي الى خلق أفكار جديدة وبناءة. ان التوجيه المقدم من البلديات لمزاولة بعض المهن المطلوبة (كهربائي منزلي، كهربائي آليات، اليكترونيكي، ميكانيكي آليات، سنكري، تدفئة وتبريد، طاقات بديلة، كيميائي، عزل حراري وتوفير طاقة، مساعد طبيب بيطري، مساعد مهندس زراعي، فندقي، محاسب، …) يساعد في تطوير المجتمع وتحسين أدائه والتوفير في بعض المجالات.

دور البلديات في تطوير القطّاع البيئي وأعمال التنظيف

ان للبلديات دور أساسي وفعّال لنمو القطاع البيئي. ان أعمال التنظيف والازالة الدورية للنفايات التي تقوم بها البلديات أمر ضروري لعدم انتشار الاوبئة والجراثيم. فعلى كل بلدية الاستفادة من نفاياتها عبر انشاء مصانع تدوير مما يساعد في خلق فرص عمل جديدة، بيع المواد الناتجة عنه وأنتاج سماد عضوي للزراعات المحلية. كما ان مراقبة استعمال الاسمدة السامة يخفف من انتشار الامراض السرطانية والامراض المزمنة لدى الاشخاص مما يخفف العبء المادي عن وزارة الصحة بشكل عام والمنتسبين بشكل خاص.

ايضا على البلديات مراقبة الانبعاثات الكربونية والسامة المنبعثة من الآليات، المحركات، المصانع وعمليات الحرق من خلال اجبارأصحابها بوضع عوادم وفيلترات لتنقية الانبعاثات. ان المراقبة الدورية لجودة الهواء في المنطقة بواسطة فريق بلدي متخصص في البيئة يساعد في التخفيف من الطلب على أدوية الحساسية وضيق التنفس وغير ذلك. كما ان مراقبة جودة المياه والتربة يساعد في تحسين جودة انتاج المحاصيل الزراعية. ان مراقبة الغابات وزيادة نسبة الخضار فيها يغني المناطق جمالاً ويكثر من السياحة فيها مما يزيد من انمائها. كذلك ان استحداث مستوصف لمتابعة الوضع الصحي للساكنين مع أخذ العينات والقيام بالتحاليل المخبرية اللازمة هو أمر بغاية الاهمية.

أما للأمن حيز هام لدى البلديات التي تقوم بالحراسة الدورية وبضبط السرقات والعمليات الاجرامية المختلفة. ان اجراء مسح شامل للساكنين في المنطقة من مواطنين، غرباء وعاملين مع أخذ صور عن الاوراق الثبوتية، البصمات وعينات من الدم يساهم في حمايتهم أجمعين.

ان على البلديات المستدامة المساهمة في تطوير الانماء من ناحية الطلب على الطاقة، المياه، الكهرباء، الطرقات، الصرف الصحي، الانارة، المساحات الخضراء، أماكن الترفيه، مراكز العبادة، …وذلك بالتعاون مع الوزارات المختصة. كما عليها العمل لتحسين منطقتها من أجل تطوير السياحة الداخلية والدولية فيها وذلك من خلال مشروع “التوأمة” مع بلديات وطنية وأجنبية. كما عليها ضبط السياحة فيها بحيث لا تشكل عبئاً على القاطنين في المنطقة.ان تطور الدول هو من تطوير آداء بلدياتها وذلك من خلال مراقبتها بطريقة دورية ومحاسبتها عند اللزوم. فان تطورت هذه الآخرى ونمت تطور البلد اقنصادياً، اجتماعياً، بيئياً، وأمنياً.

فيديو مقال البلديات المستدامة

https://youtu.be/3XNE3TKqBcM

أضف تعليقك هنا