المطلقه بين المطرقة والسندان

( إنسانة مُنحله وسهله المنال ولُقمة سائغة يُسهل الحصول عليها لدي الرجال .. ومصدر تَخوف وقلق ورُعب لدي النساء وكأنها كائن اجرب مَريض يتخوف الجميع من لمسه او القرب مِنه ) , هذا هو مُختصر مُلخص المُطلقة في المُجتمعات الشرقية.

المطلقة هي إنسانة

السيدة المُطلقة هي إنسانة واجهت ظُروف قَهرية إسْتحالت معها الحياة مع شريك حياتها , فحدث الإنفصال والطلاق , رُبما كانت المشكلة منها, ورُبما كانت من زَوجها, إذن من العدل ان تَكون مُنصف , ولا توجه اللوم لها وحدها وتَعتبرها بعد الطلاق انها المُذنب الوحيد امامك. اغلب حالات الطلاق التي شاهدتها في حَياتي, كانت النسبة الأكبر المشكلة مِن الرجل , مثل الخيانة, او تعاطى المخدرات , او البُخل , او عدم الاهتمام بالأسرة , او لا يعمل , او سوء معاملته لها كالضرب , او السِباب بأبشع الألفاظ , عوامل كثيرة جدا تدفع معها الزوجة الى طَلب الطلاق .

مرحلة ما بعد الطلاق تُصبح المرآه هي الجاني والرجل هو المجني عليه , ينظر لها المجتمع على انها امرآه سهلة , واذا كَانت تُريد أن تتزوج مرة أُخرى, فلابد أن تتزوج مِن رجل في ارذل العمر, او من رجل بلا أي إمكانيات يريد أن يأخذها بدون ان يُغرم اي مبلغ من المال, او من رجل لديه ابناء ويريد زوجة لتربيتهم فقط , يعتبرون حظوظها في الزواج قليلة وشبه منعدمة , والأغرب أنه يوجد سيدات ينظرون لها بنفس نظرة الرجال مع إن من الأولى أن يكونوا أول من يشعر ويحس بها كونها سيدة مثلهم ومن الممكن ان تكون اي واحدة مِنهن في مكانها في اي لحظة وفى اي يوم .

ظلم المجتمع الواقع على المطلقة

المُطلقة إنسانة تدور في رُحى مجتمع ظالم يدوس عليها الجميع بِكُل صِلف وكِبر, لا يعتبر أحد لِشعورها النفسي والإنساني , لا يعتبر أحد لِما يدور في داخلها, من حسرة, والم نفسى رهيب, يكاد يقتلع رُوحها من داخل اعماق نفسها المُنهكة. إلى مجتمعي الشرقي, صاحب العادات والتقاليد البالية, أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, المُطلقة هي إنسانة وفتاه مِثل كُل الفتيات, مِن المُمكن ان تكون أمك ,او اختك, او بنتك, فلا تَظلمها وتذكر دائماً ( كما تَدين تُدان ) كَم مِن وسائد تَبللت في جوف الليلُ الحزين, لا يدرى أحد عنها شيئا ..

كَم من قلوب تكسرت, وأرتفع صَدى حُرقتها إلى العلى الكريم .. كَم من أحلام , ماتت, وزهرة الربيعُ سُحقت تِحت أقدام الظُلم الأثيم , (حقاً كفانا ظُلماً )

أضف تعليقك هنا