آباء ولكن! – هل ابتعاد الأب وغيابه عن الأبناء وقسوة التعامل معهم أمر يمكن منعه؟

فى مجتماعتنا نرى الكثير من الاشياء المخيفة والغريبة التى انتشرت منذ زمن ولم يقف عندها أحد لتغيرها او الحد منها فمن هذه الاشياء العلاقة الغريبة بين الاباء والابناء التى أصبحت مجرد علاقة في البطاقة او شهادة الميلاد.

انفصال الوالدين

فهناك اباء كل علاقتهم بأبنائهم هى مجرد اسم يحمله الابن او البنت بسبب ظروف انفصال الوالدين عن بعضهم البعض فأصبح الاب لا يرى غير حاله فقط واصبح له حياة جديدة نسى فيها انه اب ايضا لابناء أخرين وترك كل الحمل على الام لقوم هى بدور الاب والام وكل شئ لهم وهى ماتقوم بتربيتهم وهو ليس له وجود بناءا على اختياره. ولانه قرر الاستغناء عن اولاده فى سبيل حياته الجديدة مع زوجة جديده واولاد أخرين، فأصبحت العلاقة جافة بين الاباء والابناء بسبب قسوة الاب وعدم السؤال عليهم.

قسوة الأب

وهنا يجب ان نقف ونتسأل اين دور أهل هذا الاب فى تغيير هذا السلوك وهذه العلاقة الغريبة لماذا لم يتصدوا لقسوة الاب وتركه لابناءه مما شجع هذا النوع من الاباء الى الاستمرار فى الجفاء والقسوة والظلم على ابناءه وأيضا اين دور الدين بمختلف طوائفه فى الحد من هذه الظاهرة وتعاليم الاسس الصحيحة لدور الاب فى حياة ابناءه لماذا السكوت على هذا النوع والذى ادى الى تكراره وانتشار الظلم .

وهناك ايضا علاقات اصبحت بين الاباء وابناءه عن طريق السيوشيال ميديا رغم تواجد كل الاطراف مع بعضها البعض فى منزل واحد ولكن مع انتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى هى فى حد ذاتها الغرض منها التواصل بين الناس وبعضهم فى شتى المدن والغرض تقريب المسافات بين الناس فى الغربة، الا انها اصبحت فى مجتمعاتنا اداة لسؤال فقط بينهم وبعض ولا يرون بعضهم مع العلم انهم فى منزل واحد الا انها اصبحت العلاقة بينهم ايضا مجرد سؤال واصبح هناك تباعد بين الاباء وابناءهم فى كل شيء.

حتى العلاقة الابوية بينهم والتى يفترض ان يكون لها قدسية بين الأباء وابنائهم وايضا لم يتصدى لها احد لم نقف عندها والتى ادت الى قسوة من الطرفين على بعض وايضا انتشار الجرائم بينهم لماذا لم نقف وقفة لتصحيح المسار ليعرف كل منهم ان هناك علاقة لا يجب ان تتأثر بشئ وانه يجب الجلوس مع بعضهم البعض يوميا لسماع كلا منهم الاخر وحل المشكلات التى بينهم او التى توجد لدى أحد الاطراف.

لماذا لم نستطع ان نشرح للكل ان السوشيال ميديا ليس هذا مفهومها وانها وجدت لتقرب بين الناس فقط وليس لتبعد بينهم وتغرس الجفاء والقسوة.
يجب على علماء الدين وايضا الاطباء النفسيين وكل الاطراف شرح مايحدث فى مجتمعاتنا من تباعد بين الاباء والابناء فليس دور الاب محسور عند شئ معين ولكنه يجب ان يكون هناك احتواء للأب لابناءه أى كانوا وليس عقاب الابناء بتركهم عدم معرفة شئ عنهم خصوصا اذا كانوا بنات وليس اولاد مع العلم ان هناك بنات كثيرات اصبحوا أكثر من الرجال لشيل المسئولية.

يجب على كل المعنيين الوقوف والحد من هذه الظاهرة التى اصبح الاب فيها أب ولكن مع علامات استفهام كثيره.

أضف تعليقك هنا