هل انتصر اسلام بحيري؟

اسلام بحيري

بمجرد قراءة عنوان المقال قد يتبادر الى خيالك الى ان موضوع المقال سيكون دفاعا عن مايطرحه اسلام بحيري او هجوما على افكار اسلام بحيري وشخصه , لكن في الحقيقة- السطور التالية اردت ان اشرح من خلالها معركة اسلام بحيري من زاوية جديدة بعيدا عن التأييد و المعارضة هناك منطقة اخرى يمككنا من خلالها ان نرى اثر ما احدثه اسلام بحيري لأنن في ظل خضم المعركة واشتعالها بفطرتنا البشرية ننجذب ونتعاطف مع طرف دون اخر, فقد يرى البعض ان اسلام بحيري على حق ويرى البعض الاخر انه على باطل, ولم اكتب تلك السطور لاقنعك بأنه على حق ولا انه على باطل فأنا لست متخصصا لادلوا بدلوي فيما يطرح من افكار , اردت ان انظر للمعركة من فوق جبل شاهق ارى المعركة بصورة بانورامية بعيدا عن صخبها وضوضائها وصراخ المؤيدين و نحيب المعارضين .

انتصر على من ؟

بالطبع لا اقصد انتصاره على اشخاص او هزيمته من اشخاص بل ان عندما كتبت اسم اسلام بحيري في عنوان المقال قصدت افكاره وليس شخصه وهو ما سأبرهن عليه في الكلمات القادمة

البحث والقراءة في مواضيع طرحها اسلام بحيري

قد تختلف او تتفق مع ما يطرحه اسلام بحيري ولكن بالتأكيد جعل كثير منا يبحث ويقرأ بنفسه عن ما يطرحه علينا من مراجعة لافكار ترسخت في عقولنا كمسلمات , بلا شك كلنا ورثنا الدين ولم نختاره ولن نكون ممؤنين حقا الا اذا بحثنا و قرأنا بأنفسنا , فالايمان هو شئ عقائدي لا يمكن توارثه قد نتوارث انتسابنا لدين ما لكن الايمان شئ اخر يأتي بعد بحث وتفكير واقتناع واطمئنان , ولذلك نرى الله تعالى يحثنا في مواضع كثيره من اياته على التدبر والتفكر لان التدبر والتفكر يؤدي للايمان ولا ايمان بالوراثة و لا عن جهل و ان ادعى الجاهل انه مؤمن.

لا شك ان ما طرحه اسلام بحيري جعلنا جميعا نفكر و نبحث من البخاري ومن مسلم ومتى ولدوا و اين نشأوا ولماذا علماء الدين يصرون على ان البخاري كتاب صحيح وكل ما جاء به صحيح، ولماذا اسلام بحيري يدعو الى تنقيه التراث الديني القابع في تلك الكتب التى كتبت بعد عشرات السنين من موت النبي، وهل من عاشوا قبل تلك الكتب ليسو مسلمين؟ ولماذا لم تدون احاديث النبي كما دون القرأن في حياة النبي؟ لماذا تركت الاحاديث ليقوم بتصحيحها عالم و يضعفها اخر؟ كل تلك الاسئلة دارت برؤسنا, تلك هي بداية الايمان عن علم وليس بالوراثة او مجرد اتباع لشيوخ وعلماء , فالايمان شئ شخصي للغاية و ان لم ينبع من داخلك لن تتمكن من اكتسابه بأي طريقة اخرى

مجرد دعوة الناس للتفكير فيما ورثوه من الدين هو قمة الانتصار وهو ما نجح فيه اسلام بحيري ودفع ثمنه غاليا من حريته وتشويهه.

قبل كتابة سطور ذلك المقال قام رئيس جامعة الازهر بتكفير اسلام بحيري ووصفه “بالمرتد” ولكن جاء رد فعل شيخ الازهر اسرع من الجميع وقرر إقالته, هل كنا نتوقع ذلك قبل اعوام قليلة مضت؟ بالطبع لا فقد تم تكفير فرج فودة و نصر حامد ابو زيد بفتاوى من علماء الازهر، وقد تم قتل فرج فودة بناء على احد هذة الفتاوى.

قتل فرج فودة

ومن قام بقتل فرج فودة لم يقرأ له سطرا و انما قتله بناء على فتوى عالم من علماء الازهر وقتها، وظن بقتل فرج فودة انه سيجنى ثوابا وقربا من الله – بالمناسبة قاتل فرج فودة تم قتله ايضا في سورية حيث ذهب للقتال هناك ضد الجيش السوري بناء على فتاوى تجار الدين والدماء، ونحمد الله انها لم تكن من علماء الازهر هذة المرة- التاريخ يذكر ان من اصدر فتاوى تكفير فرج فودة ظلوا بمناصبهم بمنتهى الاريحية ولم يحاسبهم احد, اما الان الوضع تغير تماما ليس لشخص اسلام بحيري ولكن لان لغة التكفير و احتكار الصواب قد انتهت ولم يعد مسموح لها بالتواجد على مستوى القيادات الدينية الازهرية، مثلما كان يحدث من ذي قبل، وقام شيخ الازهر باقالة رئيس جامعته بعد تصريحات قميئة ادلى بها ومن شدة قمائتها قام بالاعتذار عنها ولكن ذلك لم يشفع له وتمت اقالته فورا, وهي نفس التصريحات التى قالها علماء الازهر قديما ضد اشخاص اخرين ولكن وقتها كان صوت الاقصاء اقوى ومنهج القمع الفكري اشد وسطوة علماء الدين ابطش.

فالتغيير لم يحدث حتى على مستوى العامة ودفعهم للبحث والقراءة والتفكير في المسلمات وتجديد ايمانهم برفض ما لا يتماشى مع العقل والفطرة السوية، و انما وصل الى قيادات دينية طالما اصدرت احكامها بالايمان و الكفر على كل من حاول ان يفكر او يدفع الناس للتفكير فكان كل تفكير ييقابل بتكفير, وفي النهاية التفكير سينتصر وبدأت بشائر النصر تظهر على قرارات اكبر قيادة دينية في الشرق الاوسط وهو شيخ الازهر وإن كره التكفيريون.

فيديو هل انتصر اسلام بحيري؟

 

أضف تعليقك هنا