كتاب الله لا يؤذي الأمة ! – #داعش

بقلم: عبد الله المحنا

هل للإرهاب أساس في القرآن الكريم؟

لطالما داعِش و المنظوماتِ المتطرفةُ تستخدم كتابُ الله كذريعةٌ، لكي تكسبَ عدداً أكثر من الشباب المساكين وتركِّزُ دائماً على آيات الجِهاد والغزو، لكي يبرروا إنّهم على حق وما هُم إلّا من أهل الباطِل.

وكانَ ذلِكَ التبرير يحدثُ في التأريخ الإسلامي وخصوصاً بأوائل الإسلام وفُرق الخوارج وغيرهم. وتلكَ الآيات الكريمة كقولةِ تعالى؛ “وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليومُ الآخر” وقولةِ؛ “وأعدوا لهم ما أستطعتُم من قوة و من رباط الخيل ترهبون عدو الله وعدوّكم” وقولةِ؛ “فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم” وقولةِ؛ “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة” وقولة؛ِ “قاتلوهم يعذبهم الله بإيديكم”.

مُغالطة القنَّاص والسياق القرآني

هذة الآيات جاهزةً جداً، يستخدِمها مفتيهم بتفسيرٍ باطل أي بحد القول إقتلوا أي شخص لا يؤمنُ بالله، وهذا على العكس تماماً، فيُسمَّى ذلِكَ في التفسير والسياق القُرآني بالمُغالطة وبمذاهبٍ أخرى تُسمّى مُغالطة القنَّاص.

فلو قرأنا السورة كاملةً والآيات التي بعدها أو قبلها لوجدنا إنَّ هذة الآيات أمّا إنّها كانت أثناء حربٌ قائمة بينَ المسلمين وأعدائهم أثناء غزوٍ أو سبيّ، وأمّا إنّها في حالة عدوانٍ ويجب الدفاع عن المسلمين بمعنى إنها آيات دفاعيّة لا تهجميّة.

إخفاء الآيات التي تدافع عن المشركين و كل من على غير دينِ الإسلام

ومفتيهم يُخبأ عليهم ويحاول تطميس آيات ثانية تُدافع عن المشركين و من على غير دينِ الإسلام؛ نحو قولة تعالى ” فإن أحد من المشركين أستجارك فأجرةُ حتى يسمع كلام الله”، أي بمعنى إن أذا أحد المشركين جاور منزلكَ، فجاورةُ وأنصحة حتى يسمع كلام الله. ونحو قولةِ تعالى ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”، أيّ لا يمنعُ الله عن تعاونِ المسلمين مع الذين لم يقاتلوهم ويهجروهم، فهذة الآية تُبيّن إن كل تلك الآيات التي تتحدث عن الجِهاد هي بأمّا أن كان المسلمين بفترةُ حربٍ أو دفاع.

أدلة الدعوة إلى التعايش في القرآن

وهناكَ آيات أخرى كثيرة تتحدث عن السّلام والتعايش وعدم إباحةُ دمِ الآخر نحو قولة تعالى “لا إكراة في الدين” وقولة ” من قتل نفس بغير نفس أو فساد بالأرض كأنما قتل الناس جميعا”.

من المسؤول؟

لكن من المسؤول عن تبرير الله وكأنّة إلة حروبٍ وقتل ومسبّة ولعن وعذاب!؟ هذا السؤال جوابة يكمنُ في بعضِ رجالُ الدين المتشددين مدفوعي الثمن والذي يهمهُم سبّ مقدسَّات الآخر، أو الذين يفرُّقون الإسلام ويباعدون طوائِفهم ويحلون قتل الآخر؛ وفي ذلك خِدمةٍ للسياسيين.

ومن يوم السياسةِ والمناصِب تُفرِّق الدين لجماعات وللأسف ليس لهؤلاء ضمير ليصحى. وما دين الإسلام إلا سلام، والتسليم لله، وما الله إلا هو غفور رحيم، رب الحب والحرب، وكما قال النبي (ص)؛ “أسلم تسلم، يؤتِك الله أجرُك مرَّتين”.

بقلم: عبد الله المحنا 

أضف تعليقك هنا