عند تلك الأجنحة النورانية .. يوجد قلبي

عند الأجنحة النورانية البيضاء .. يوجد قلبي

في ظلمة الليل وأنا أرنو إلى السماء ..
بنظرة ذات حركة ورقة ، والنجوم تختلف إليها فتضيئها..
فجأة .. انتابتني مشاعر غريبة ، وسمعت صوت كالصدى بداخلي يتردد..
صمت ولم أنبس بكلمة ، تملكني شعور بالقلق والتوجس ..
مرت في ذهني أفكار جامحة عصفت بدماغي حتى كادت أن تنهكه لولا رحمة ربي..
حاولت أن أجمع بقاياي وأستعيد هدوءي
لأذهب مع خيالي إلى حيث شاء أن يذهب
طار بي خيالي إلى ما وراء الوراء ..
استطاع أن ينقلني من تلك الظلمة الحالكة من الهموم والأحزان
وتلك الحيرة التي تؤرقني وتتعبني..
إلى أن أراني على البعد تلك “الأجنحة النورانية البيضاء”
فعند تلك الأجنحة البيضاء يوجد “قلبي” .. قلبي الذي أضعته أو يحاول أن يضيع مني

كيف حالك يا قلبي ؟
هل أنت بخير ؟

خفقاتك .. كيف هي الآن ..هل هي منتظمة بشكلها الطبيعي ..
وابتسامتك .. يا محلى ابتسامتك .. هل تبتسم الآن ؟
لو تعلم مدى اشتياقي لرؤيتك وأنت مبتسم ..
وفي عينيك .. سلاح قاتل دون رحمة ؛ هل لا زال ببريقه الساحر .. كما شاهدته آخر مرة ..
قد عذبني غيابك كثيرا
لكن لا يهمني ذلك بقدر ما يهمني أنك بخير ورضى وسعادة ..
لا تذهب عني بعيدا ..
أنت قلبي ، كيف أعيش بدونك .. مستحيل
فكن بالقرب مني دائما ..
هل فكرت يا قلبي لحظة واحدة عن مدى تعلقي بك رغم أني لم أجد منك حتى ابتسامة ، يجب أن تكون منصفا ومدركا لذلك..
وأريد أن أصارحك
أراك تغيرت علي مؤخرا ، ما السبب في ذلك ؟..
صدقني .. لم أعرف أنك قد بذلت جهودا مضنية للغاية في ذلك اليوم لكي تحصل على تلك الورقة التي تهمك كثيرا
وقابلتك يومها بطريقة لا تليق بجهدك لكنني بعد ذلك تأرجحت بين الحزن والخجل مخافة أن تحطمك الصدمة
اعذرني فأنا لم أقصد أن أقف أمامك حجر عثرة أو أفسد عليك فرحك.. فقط كنت غضبان لأني لم أراك ذلك اليوم .. منذ الصباح
ولك أن تحلق يا قلبي وأن تذهب حيث شئت
لكن لا تجعلني أحس بفقدانك ..
حتى أنا يا قلبي قد أذهب بعيدا عنك ، وأغيب وراء ما يتحتم علي ولكنني أعود ..يجب أن تفهم ذلك
ولا تقلق وتغضب وتستنكر  ..
لا تنظر للشوك يا قلبي وتتعامى عن رؤية الزهور
لا تنظر إلى الحياة بعين شؤم .. وأنها ليست سوى جرداء مرداء ..
مهما كان ..
أنصت لهديل الحمام .. وانظر للحياة التي تلبس ثوب الجمال ورداء الجلال ..
مالي أراك دائما في ارتياب وقلق واظطراب .. هذا يزعجني كثيرا ولا يعجبني ..
هلا هدأت .. هلا ارتحت وريحتني
أم أنك قد أدمنت الجنون .. قل لي بربك وصارحني هذا أمر يخصني تماما .. ولن أصمت عليه فالأمر يتعلق بصحتي الشخصية وأنت تدرك كم هي خطيرة أمراض القلب وكم تؤدي للوفاة ..

اعذرني يا قلبي..

إن ثقلت عليك فأنا والله لا أقصد ذلك
فقط أريد استغلال هذه المناسبة معك وأريد أن أخبرك ان أكثر ما يؤرقني ويثير استغرابي بنفس الوقت عدم فهمي وإدراكي كيف تفكر في بعض الأحيان وماذا تريد مني بالظبط ؟
داخلي لك .. حلم أبيض يبتسم  فلا تدعه يعبس بسوء تصرفاتك..
دعه ينمو ويكبر تحت ظلال سعينا المستمر للوصول إلى ما نريد وما نطمح
وليكن ذلك الصفاء الذي يسكننا
شعاع ضوء لنا أمام كل خطوة نخطوها ونحن نشق دروب الحياة
ليكن تقارب الأرواح  مصدر إلهام لنا ودافع للإنطلاق نحو النجاح والتألق والتفوق ، لا مصدر قلق وحيرة وارتباك ..
هل تصدق يا قلبي أن هناك من لا يريد لنا الإنسجام والتفاهم ..
لو تعلم كم تصلني من أخبار
كلها وشاية عليك .. وكنت عندما أذهب لتلك البقعة التي أتحسسك بها كان الكثير ممن تظن أنهم أصدقاءك يهمسون في أذني أنك لم تعد تحبني وأنك قد صرت تكرهني ؛ وتذهب مع غيري
وغيرها من تلك السموم الخبيثة التي لا تريد لنا الخير ..
قد تخاف يا قلبي وتتصور أنني قد صدقتهم
لا .. كن على ثقة لم أصدق عنك ولا كلمة ..
لأن ثقتي فيك كبيرة .. ليس ذلك فقط بل أنني لن أخفيك أنني قد تركت زيارة ذلك المكان وتلك الأشباح ولا يعنيني ما تأتي به..
قلبي ..
لا تصر على إرهاقي وإتعابي وبعثرة حبي وأشواقي
أليس وعدتني يا قلب بصفحة جديدة مع دخول عامنا الجديد وأنك لن تكرر أخطاء الماضي ولن أكرر أنا بدوري تلك الأخطاء ..

وبينما أنا أحكي ذلك ..

أحس قلبي بقرب انتهاء اللقاء .. فنظر إلي نظرة ثابتة .. باسما نحوي بحنان ؛ في مشهد عذب آسر جميل..
قائلا آه يا محمد .. ما أطيبك! ..ما أجملك!
وآه منك وآه لك وآه عليك
وأخذ يخبو وما فارقت عيناه خيالي .

فيديو مقال عند تلك الأجنحة النورانية .. يوجد قلبي

أضف تعليقك هنا

محمد خالد الحسيني

محمد خالد الحسيني
بكالوريوس إعلام - جامعة صنعاء
دبلوم سكرتارية وحاسوب - وزارة التعليم الفني والتدريب المهني
كاتب سابق لدى صحيفة أخبار اليوم.
حاصل على شهادة استحقاق وتقدير وجدارة في العمل الإعلامي وصياغة التقارير، من مكتب وزارة الإعلام في صنعاء.
شهادة مشاركة وتقدير؛ في دورات الصحفي المحترف، من قطاع الطلاب في جامعة صنعاء