أكاذيب تاريخية (1): الإمام أشهب بن عبد العزيز

أكاذيب تاريخية (1): الإمام أشهب بن عبد العزيز

فى تاريخنا العربى الكثير من المغالطات و ازدادت تلك المغالطات مع دمج الفقة الاسلامي بتسجيل التاريخ العربي. ومع مرور الزمان اصبح من يكتب التاريخ  هو المنتصر.

فلم نجد ونحن نقراء التاريخ العربى الاسلامى “انتصار التاريخ ”  ولكن وجدنا ” تاريخ المنتصر “. وفي تلك السلسلة (سلسلة مقالات اكاذيب تاريخية) سنتستعرض كل ما يمكن من تلك الأكاذيب لعلنا كباحثين عن الحقيقة  نكتشف جزء منها.

أشهب بن عبد العزيز 

بمجرد كتابه اسمه فى جوجل تجد مكتوب عنه الاتى :- امام كبير من أئمة الفقه المالكى . وهو أحد المذاهب الأربعة التى يتبعها اهل السنه  والجماعه. مؤسسه هو الامام مالك راوى الاحاديث . كما ان له مكانه عند الفقهاء فمثلا تجد مكتوب – قال الشافعي : ما رأيت أفقه من أشهب لولا طيش فيه.  كما مكتوب ايضا كانت المنافسة بين أشهب وبين ابن القاسم وانتهت الرئاسة لأشهب بمصر بعد وفاة ابن القاسم – والمقصود هنا رئاسة المذهب المالكى فى مصر .

من هو أشهب بن عبد العزيز؟

كما نجد ان الصورة العامة الحديثة عن أشهب بن عبد العزيز هى كالاتى:

– هو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي العامري الجعدي، الفقيه المصري من أصحاب مالك، انتهت إليه رئاسة مصر بعد وفاة ابن    القاسم، كان تلميذًا لابن وهب وكاتبًا له، محدِّثًا ثقةً وفقيهًا مشهورًا، من مصنفاته: كتاب في الفقه، «الاختلاف في القسامة»، «فضائل عمر بن عبد العزيز». توفي سنة: (٢٠٤ﻫ ) . ونجد ايضا أشهب مسجل فى كتاب – سير أعلام النبلاء في الطبقة العاشرة في الجزء التاسع منه وهو كتاب يسجل نبلاء و اطهار الاسلام منذ عهد الصحابه   إلى عهد مؤلفه.

أشهب بن عبد العزيز هو قاتل الإمام الشافعي

الصدمه هنا هى أن أشهب بن عبد العزيز هو قاتل الامام الشافعي (مؤسس المذهب الشافعي  احد المذاهب الاربعة الرئيسة لاهل السنه والجماعه ) . !!!! نعم هو قاتل الامام الشافعى لدرجة انه مسجل عليه     الدعاء علنا على الامام الشافعى . والسبب هو أن الإمام الشافعى كان يؤلف الكتب التي ترد على مذهب الامام مالك . فخاف  اشهب من ان يترك الناس مذهب المالكية ويتحولوا للشافعية فبدء بالدعاء على الشافعى والتحريض عليه انتهائا بقتله .

وروى ابن عساكر عن محمد بن عبد الله بن عبدِ الْحَكَمِ أَنَّ أَشْهَبَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: “اللَّهُمَّ أَمِتْ الشَّافِعِيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ أَبْقَيْتَهُ اِنْدَرَسَ  مَذْهَبُ مَالِكٍِ”. وروى ذلك ابن مندة عن الربيع أنه رأى أشهب يقول ذلك في سجوده. ثم قام المالكية بضرب الإمام الشافعي ضرباً عنيفاً بالهراوات    حتى تسبب هذا بقتله وعمره 54 عاماً فقط، ودُفن بمصر .

ويبرر الامام الذهبى ذلك بقوله: ” ودعاء أشهب على الشافعي من باب كلام المتعاصرين، بعضهم في بعض، لا يعبأ به، بل يترحم على هذا، وعلى هذا، ويستغفر لهما، وهو باب واسع، أوله موت عمر وآخره رأيناه عيانا، وكان يقال لعمر: قفل الفتنة ” سير أعلام النبلاء ( 9 / 503 ).

هل يجوز عدم نشر الحقيقة كاملة عن مقتل الإمام الشافعي وقاتله

العبره هنا ليست كل ذلك بل كيف يتم التدليس على طلاب العلم بعدم نشر الحقيقة كامله . فاصبح الاطفال والبسطاء  والمتعلمين يعتقدون ان التاريخ الاسلامى كله ابيض رائع و دوه الخلافه كانت دوله العدل و اختلاف الائمه رحمه وكانوا يقبلوا تعدد الاراء الفقهية.

هذا فصل واحد من فصول الحروب التى كانت تحدث بين اتباع المذاهب التي امتدت فى بعض الاوقات الى تحريم الصلاه فى مسجد معين لانه مسجد شافعى او حنبلى او مالكى و انتهت تلك المعارك بعدما قرر الازهر عدم اعلان اى امام او خطيب لهويته المذهبيه فسادت بعدها الوحده بين مساجد مسلمى اهل السنه . ولكن للاسف للتاريخ وجه اخر مسكوت عنه لا يتحدث به العلماء لطلاب العلم . و تلك السلسله مهمتها الحديث عن الوجه الاخر المسكوت عنه.

أضف تعليقك هنا

محمد مصطفى عبد المنعم

محمد مصطفى عبد المنعم