اطلبوا المروءة من سقاة الماء في بغداد

ما المقصود بالمروءة

المروءة في اللغة : هي كمال الرجولة . مصدر من مرؤ يمرؤ مروءة. وتمرأ فلان تكلف المروءة. وتمرأ بالقوم أي سعى بأكرامهم.  وعرفها الماوردي أصطلاحاً حيث قال: ((المروءة مراعاة الاحوال الى أن تكون على أفضلها حتى لا تظهر منها قبيح عن قصد ولايتوجه اليها ذم بأستحقاق)).

فالمروءة خلق كريم يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات وتأتي المروءة من علو الهمة وشرف وعزة النفس. لقد عرف العرب منذ الجاهلية بالمروءة وجاء الأسلام ليعزز هذا الخلق الكريم. وحسب المعجم الوسيط فالمروءة: هي اداب نفسانية تحمل الأنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات..

مما قاله الإمام الشافعي

ويقول الإمام الشافعي ((والله لو كان الماء البارد ينقص من مروءتي لشربته حاراً)) . قيل لسفيان  بن عيينة رحمه الله قد أستنبطت من القران الكريم كل شيء فأين المروءة في القران. قال في قوله تعالى ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )). والمروءة خلق يبدأ في النفس تربى على الأخلاق الفاضلة وعمل الخير والإحسان. وتكون في صور عديدة حتى بشاشة الوجه وحلاوة اللسان وطيب المعشر مع الناس هي مروءة.

قصة الساقي في بغداد

يقول عمر بن الخطابرضي الله عنه: ((حسب المرء دينه، وكرمه تقواه ومروءته عقله)). وعن عبيد الله بن محمد التيمي قال: سمعت ذا النون يقول بمصر. من أراد أن يتعلم  المروءة فعليه بسقاة الماء ببغداد فقيل له وكيف ذلك؟ قال: لما حملت الى بغداد رمي بي على باب السلطان مقيداً فمر بي رجل متزر بمنديل مصري بيده كيزان خزف رقاق فسالت هذا ساقي السلطان؟

فقيل لي بل هذا ساقي العامة! فطلبت منه شربت ماء فتقدم وسقاني فشممت من الكوز رائحة المسك فقلت لمن معي أعطه ديناراً فأبى الساقي وقال أنت أسير وليس من المروءة أن اخذ منك شيئاً !. لقد أوصدت فينا في هذا الزمن أبواب الخير وقلت المروءة عند الكثير بسبب كثرة الغدر والخيانة والخديعة وأصبحنا نتسابق الزمن للحصول على مغريات الحياة بأي وسيلة ولا يهم سواء كانت شرعية أم غير شرعية حتى وأن كان ذلك على حساب أقرب المقربين. ورحم الله الأمام الشافعي حيث يقول:

ولا خير في ود أمرئ متلون        أذا الريح مالت مال حيث تميل

وما أكثر الإخوان حين تعدهم         ولكنهم في النائبات قليل

فيدية مقال اطلبوا المروءة من سقاة الماء في بغداد

أضف تعليقك هنا