جاريد كوشنر و جرينبلات، مبعوثا سلام أم أدوات تمرير “صفقة القرن” ؟

زيارة جاريد كوشنر للقدس

بات الوطن العربي أو ما يعرف بـ «الشرق الأوسط» أسخن من ليالي الصيف في الصحراء، زاد من سخونة الأحداث نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بقرار أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2017م، ونفذه بالفعل وسط شجب واستنكار يتيمين من الدول العربية وبعض الدول الغربية ومباركة من القليل منها، لم تنقطع زيارات المسئولين الأمريكيين منذ تولي ترامب وآخرها زيارة جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقدس المحتلة، والتي أعلن خلالها أن واشنطن سوف تعلن عن خطة السلام في الشرق الأوسط قريبا «مع أو بدون الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، كما أشارت العديد من المقالات والتحليلات الغربية إلى خطيئة الانقسامات بين واشنطن والقيادة الفلسطينية التي اتسعت منذ تولي ترامب.

تحليل الاعلام للوضع الفلسطيني

الواشنطن بوست نشرت عددًا من التقارير حول الأوضاع في «الشرق الأوسط» تشير إلى سعي الولايات المتحدة الأمريكية لشيطنة معسكر الفلسطينيين المعتدلين، وأبرزت ما أوضحه صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الأمريكيين يريدون أن يرموا بالشعب الفلسطيني إلى الفوضى رغم أن الطريق إلى السلام واضح.

لم يكن الفلسطينيون بمعزل عما يجري على الأرض من تغيير لمعالم وهوية فلسطينية باتت تشكل ملامح العودة لأجيال كثيرة على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي، وتناولت شخصيات فلسطينية الأمور باعتبار كوشنر أداة لمحاولة تقويض للرئيس الفلسطيني محمود عباس. أحاديث كوشنر للإعلام أشارت إلى أنه يشكك في قدرة عباس على التوصل إلى اتفاق أو العودة إلى طاولة المفاوضات من الأساس، وفي حديثه للواشنطن بوست أشار كوشنر إلى ان هناك العديد من الأخطاء التي تسبب فيها عباس وإدارته، وهناك العديد من الفرص الضائعة التي حملة بين طيّاتها فرصا للسلام بين الشعبين.

ما المغزى من زيارات كوشنر للدول العربية؟

زيارات كوشنر لعدد من الدول العربية مثل: الأردن والمملكة العربية السعودية، وقطر، ومصر قبل محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مثلت محل استفهام كبير غير أن ما أعلنه عن دعم دول الخليج لإصلاحات اقتصادية داخل غزة بعد تأزم الموقف ومناداة الفلسطينيين بحق العودة منذ مطلع أبريل 2018 مثلت شفرة حل اللغز.

كوشنر الذي يشير إلى أهمية التواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد مخرج والتفاهم حول الحلول هو نفسه الذي يصطحب جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، ويسعى لإقناع العالم بسوء النوايا من جانب الفلسطينيين، وفي الوقت الذي يضرب العالم أخماسا في أسداس حول ما يسمى «صفقة القرن» يرفض كوشنر الدخول في تفاصيل حول خطته للسلام. وقال كوشنر”لا نريد التحدث عن تفاصيل الصفقة”.

نتنياهو الذي شملته زيارة كوشنر وجرينبلات لم ينأ بعيدًا عن الصورة بل أوضح أن حماس تمثل أصل المشكلة في غزة بتعقيداتها الاقتصادية والإنسانية وهي السبب فيما يمر به القطاع من ضوائق ومشكلات. ما يزال الترقب في منطقة ممزقة الأوصال، وما يزال الحذر بعيون من يعيش في ذلك المربع الساخن، في انتظار ما تحمله الأيام المقبلة في طيّاتها!

فيديو مقال جاريد كوشنر وجرينبلات .. مبعوثا سلام أم أدوات تمرير «صفقة القرن»؟

ان مازاد من سخونة الأحداث في الشرق الاوسط هو نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بقرار أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أضف تعليقك هنا

رضا الشويخي

عضو المكتب الإعلامي، وزارة الهجرة المصرية