قتل الطموح الطفولي .. سوء ظروف أم سذاجة آباء؟!

الأسرة والطفل والحرب

في ظل الأحداث اللامنطقية، الغير متوقعة والمتفاقمة التي يمر بها الوطن العربي، ينشأ الأبناء في بيئة هدم مستبدة وقاتلة لكل الأحلام والطموحات،لكي يبدو الأمر أكثر وضوحًا فلنعد لبداية الفيلم ونستكشف السناريو من مطلعه.

وكما علَّمنا منهج البحث العلمي قبل أن نشرع في مناقشة المُعضِلة علينا أن نتعمق في مفهوم الأسرة، فالأسرة هي الخلية الأم في المجتمع وهي الحاضنة الأساسية للطفل الذي ما يلبث قليلًا حتى يجد نفسه في صراعات مع الحياة، ومن المؤكد أن المبادئ والقيم التي استنشقها الطفل من فضاء الأسرة هي التي سينفثها في سماء صراعاته، مبحرًا في شاطئ الأحلام متمنيًا الوصول لشاطئ الأمنيات.

الأسرة في مفهوم الأدباء

ما بين كولي وميردوك وهارلود كريستنس وبوجاردس ومصطفى الخشاب …… مفاهيم للأسرة جاد بها العلماء، اختلفت ألفاظها وتشابه فحواها، فحصيلة هذا الفكر كانت تقود لشيء تجاهله الكثيرين فأفسد ما في صدور الأطفال من فسائل.

الأسرة في مفهوم كولي

فقد أعطى كولي مفهومًا شامل قال فيه: “الأسر هي الجماعات التي تؤثر على نمو الأفراد وأخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر وحتى يستقل الإنسان بشخصيته ويصبح مسؤولًا عن نفسه وعضوًا فعالًا في المجتمع”.
إن كنت تشاهد أفلام التلفاز كثيرًا لن تفهم ما أعنيه بسهولة، فدائمًا ما تجد الكاتب العربي يطمح لإظهار الأسرة العربية في أزهى صورة دون الإلتفات لما وراء الكواليس.

وإذا ما نظرت للآباء في أفلام التلفاز تجدهم سند ودعم ومثال وقدوة في كل خير، فماذا عن آباء أتعبتهم ظروف المعيشة، وفتك بهم ظلم المسؤولين؛ فاحرقوا رماد أجسادهم في سبيل توفير حياة كريمة لأبنائهم، انشغلوا في إيجاد المادة وأهملوا ما هو أهم من ذلك.
لنأخذ الحاسوب كمثال لإيضاح الصورة، فكلما اعتنى المبرمجون في نظام التشغيل، كلما كان الاستغلال لإمكانيات المكون المادي أكبر .

أثر الأسرة في تكوين شخصية الطفل

فالجانب المادي هو نقطة في صفحة الجانب المعنوي، نعم فالأمر أشبه بكتاب عنوانه الطفل، وكل صفحة بعد الأولى هي نتيجة لتفاعل الأسرة معه، وستمتلأ هذه الصفحات مع مرور الزمن، فكل إهانة أو توبيخ أو استخفاف أو تجاهل أو عادات خاطئة سيرتكبها الآباء بحق أبنائهم ستحفر في الأذهان وستخرج على شكل عُقَدٍ في الكِبَر، وسينطبق المثل القائل :”آخطاء الآباء يجنيها الأبناء” .
فهل هذا رد فعل طبيعي لما يعاني منه المجتمع العربي من ضغوطات وظروف معيشية، أم أن آباء العصر الحديث هم أهش من تكوين أسر وتمثلهم كقدوة ؟!

لنربط الأمر بالفيزياء ربطًا منطقيًا حتى نصل لتفسير بسيط قد يملأ جزء من فراغ التساؤولات لدينا، فوفقًا لقانون نيوتن الثالث الذي نص على أن لكل قوة فعل قوة رد فعل، من المؤكد أن كل ما يفعله و يعتقده الآباء هو رد فعل طبيعي لما يحدث خارج البوتقة الأسرية، أعاصير من الهموم والمشاكل لا يطيق تحملها إنس ولا جن، إنغماس بين الخوف والألم ، مشاعر أكبر من أن يدركها عقلٌ طفولي، فحوار بسيط بين الأب والإبن كفيل بإثارة البركان الداخلي والتلفظ بحمم بركانية تهدم نفسية الطفل وتبني الحواجز والعقد النفسية.

فيديو مقال قتل الطموح الطفولي .. سوء ظروف أم سذاجة آباء؟!

أضف تعليقك هنا