نحن القتلة.. إنّ السلام سيزهر..

بقلم: بولنوار قويدر الجزائر

نحن لا يضرنا حين نعرض شهداءنا ولا نستحيي من عددهم مهما بلغ , أكيد عيوننا تدمع وقلوبنا تخشع ولا نقول إلّا ما يرضي ربنا. بيوتنا تهدم على رؤوسنا مشافينا تقصف بالصواريخ بعيدة المدى من الأحلاف والأصدقاء المتعودون على شرب نخب الدم. وأصروا على مواصلة زرع الموت ولا وقت للتفكير في هدنة إنسانية ولا ممر لوصول قرص مسكن للآلام ولا ضمادة لوقف نزيف دم طفل أو امرأة أو مدني أعزل.. كل ذلك ونحن مازلنا نقدم قوافل الشهداء ونحن سعداء بذلك ,ليس حبّا للموت ولكن تمسكا بأرضنا وثمنا لطرد المحتل ومن معه.. الأمر الذي جعلني أخط هذه الأسطر ما يحدث في الجانب الآخر الذي يدعي القوة التي لا تقهر والجيش الأخلاقي ’الذي يسيّره دمويون لا يعرفون للإنسانية سبيل وذلك بالدليل المادي الموثق بالصورة والصوت..

وراء قوة دول الاحتلال ضعف كبير  

هذا الكيان يدعي كل أنواع المهنية في تسيير شؤونه العسكرية وهو خال منها إلّا البذلة والخوذة وسلاح فتّاك يجهز به على العزل من أطفال ونساء ومدنيين.. هذا الجيش الكارطوني ممنوع على سادته أن يعرض جثامينهم على الملأ حين يقضى عليهم بساحة الوغى وممنوع نقل صور حملهم على الأكتاف نحو المقابر لا لشيء سوى الخوف من الذعر الذي سيصيب البقية وتبقى الساحة فارغة من عددهم المزعوم وترمى البنادق على قارعات الطرقات خوفا من مجابهة صناديد المقاومة ورجال يحبون الموت عوض عيش الهوان وستصبح أسلحتهم على قارعة الطريق “شيل ببلاش” على حد تعبير “غوار في مسرحية كأسك يا وطن”.

المتتبع لقنوات العالم وقنواتهم المحلية لا نجد مراسيم دفن ولا جندي إلّا ما فضحته وسائل الاعلام البديلة وهذه الأخرى رغم ادعائها بعدم التحيز إلّا أنّنا نجدها هي التحيز بعينه كل ما يمس الجانب الأخر يحجب “بدعوى للإرهاب” بينما عرض صور تدمير عمارات وأبراج ومشافي على رؤوس من بداخلها يسمى عندها “حق في الدفاع عن نفسها. فكان الرد باجتهاد محلي :”لنا الحق في استرداد حقنا بوسائل مماثلة التي تستعملها قوة الشر ومن يعاونها” لكم أن تحكموا: القوة العالمية المتمثلة في الولايات المتحدة وخمسة من باقي العالم المحسوبين على العالم القوي منهم “عاصمة البق” تدفع بزعمائها مردوفة بالسلاح والمال من أجل محاربة منظمة على مساحة بقدر “ضيعة يملكها فلاح أمريكي” تسلط عليها ما يساوي ما يدمر نصف العالم من القنابل والصواريخ وما لا يحصى من الدبابات وموانع “القبب”من  وصول قذائف القسّام وكل هذا لم يشفع لهم بممر إنساني… بالمقابل لم يتحرك ولا أحد من ناس لهم علاقة وطيدة مع أهل غزة في اللسان والدين والجغرافيا والتاريخ والدم فقط لوقف القتال أوما يسمى “هدنة” شفقة على العزل… ولو أنّ أهل “غزة” لا يحبون من يشفق عليهم هم العزة…  وعلى عكس الأخرين الذين لا تربطهم ببعض ولا رابطة إلّا القضاء على هذه المقاومة  بمباركة (…..) يقدمون ما يحتاجون بكل فرح وسرور..

السلام لن يتحقق بضمير نائم  

نقف لحظة مع الضمير الانساني هنا: هل نحن لنا ضمير إنساني؟ وهل نستطيع أن ندرس أبنائنا بالمدارس الحكومية وغيرها عن “حب الانسان لأخيه الانسان”؟؟؟ من العيب أن نقر هكذا دروس لأبنائنا ونحن لا نعرف مدلول هذه القيم في الواقع.. أبناؤنا ليس أغبياء ولم ولن ينخروطوا أمثالنا في هذه العجرفة, إنّهم أبناء زمنهم القادم ولا مساحة عندهم لإبادة بعضهم.. نحن معاول وجرافات للحياة ولبعضنا البعض.. اتركوا فسحة للأجيال أن تعيش أيامها في هناء وهدوء وسلام.. ولكن بدوننا نحن القتلة

السلام ينبت في ساحة غير ساحتنا.. السلام ينمو رويدا رويدا ولكن لا يزهر ونحن هكذا على هذا الحال.. أوقفوا دماركم للإنسان والإنسانية.. أوقفوا تخريبكم للأخلاق.. أوقفوا أسلحتكم في وجه العزل وأدركوا إنّ السلام سيزهر.. إنّه فصل النمو والزهور.

الجزائر ـ تخمارت يوم 1:11:2023

بقلم: بولنوار قويدر الجزائر

 

أضف تعليقك هنا