أيها البحرْ
إنّ في زُرقتِكَ دعجٌ و سِحرْ،
أنت كالإنسانِ في هُدوءهِ و سكينتهِ وفجأةً تنفُخ فيكََُ الرِياح الغضبْ
،ولستَ كالإنسانِ الذي يشعلُ في أخيه نار اللّهَبْ،
و إن لَطمت وَجهيِ أمواجكَ السخيةُْ
، ليقولنَّ لخيرٌ لهْ من ارتطامِهِ بأمواج الحيآةِ العتيَّهْ،
ثم إنَّ برائحتكَ النقيَّه،
تزكُو نفسيِ الشقيهْ ،
وأفخَرُ بوُجودِي عِند الضفةِ البَرِّيَه،
أيهاَ البحرُ ..
قدْ احتضنتَ بغيْر دافِعٍ المَوْتى و الغرْقَى ،
وهاهُو الانسان يقتُلُ أخاهُ بغيرِحقَّا ،
أيهاَ البحْرُ يا كاتمَ الأسرارِ،
فبين مائكَ و رمْلِكَ اُتّخذَ ألفُ قرارِ،
لقدْ كشفتَ جُزءًا منْ نفسِي المُظلمَهْ،
و بنيتَ نُورَ ٱفاقِي من العتمَه،
فعلى صُخورِك الصّلبة جلسْتُ وَحيدهْ،
و بخرِيرِ مياهكَ أطربْتَ أذنيَّ الصّغيرهْ ،
أيهَا البحرُ جئتُكَ أشتكِي
فأرْجُو أن تكُونَ خَيرْ مُستمِعي ،
لقدْ ظلمتْني الحياةُ بما يكفي ِ،
ولمْ أعدْ أفهَمُ البشَرَ منْ حوْلي،
إنهم عبيرُ أزهارٍ وَلجتْ قلبي،
ضمَّختها طويلاً ورشّتْ دمائهَا في جِسمي ،
أأدينُ لهمْ بحبّي أم بِبغضائي؟
أهم أحبائي أم أعدائي؟
أيها البحرُ أنت ملك الطبيعة،
أنت معجزة الخالق و أنت الجمالْ..
ولم يعرف البشر معنى الجمالِ إلى الٱن…
. فالجمالُ ليس بالهيئة و لا بالشكل و لا بالمال …
بل هو جمال الأخلاق و الطَّبيعة و الروحِ و الكيانْ،
أيها البحر قد جئتك أشتكي
و الحال ليس بيدي!…
لقد حطّمتُ مراكبَ حياتي عن غير قصد بنفسي..
فطارت الأحلام و تكسرت زجاجة مطامحي و تعذبت نفسي..!
يا نسيم البحر
هلمّ إلى وجهي لعلك تكسب نفسي القلقة الحيرى شيئًا من الطمأنينة و الرضا..!
لقد أزجيت أياما صعبة تضاربت فيها مشاعري و كلي إيمان بالقدر و القضا..!
لقد حملتَ أيها البحْرُ زوارقًا و مراكباً لم تكن ترغبُ في حملها..
.و حملتُ أنا أيضاً على عاتقي أثقالاً أكرهها..!
لقد أهانوك و أهملوك و ملئوا مائكَ العذبَ أوساخاً و نفطاً …
و أهانوني و دمروني و زرعوا نفسي يأساً و قنوطاً ..!
أيها البحر إن من يُحبني قلِيلْ..
لذلك لن أجعل لهم بإذن الله بديلْ ..
سأمنحهم حبا عظيماً وقلبًا كبيراً و جسرًا عالياً حيث أجتمع معهم قبل الموتِ …
و هذه أُمنيتي…!
سلامٌ على الشمسِ المشرِقةِ صباحاً على سطح بحرٍ ،
و سلامٌ على تلك الذكريات التي حملها البحر بين طيات أمواجه!