الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كلنا يعلم أن من أول رسائل الإسلام إلى الناس القراءة ، كيف لا وأول ما نزل من كتاب الله تعالى قوله تعالى “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم” سورة العلق.
فكان من أساليب تثبيت كتاب الله في نفوس الناس قراءته، ثم توالت قيمة القراءة تترى ببوادر التأليف ، فكان العلماء وتلاميذهم من المستفيدين الذين كان الواحد منهم يُرى حاملا كتابه بين إبطيه حرصا على العلم ، الذي نحرص الآن على تلقينه تلاميذنا.
في أحد مجالس الأقسام لنهاية الفصل الأول من السنة الدراسية 2016 م / 2017 م الموافقة لـ 1437 هـ / 1438 هـ في ثانوية سليمان بوعبداللاوي بالبرواقية تساءل السادة المجتمعون من إداريين وتربويين عن أسباب النقص المعرفي لكثير من التلاميذ.
فتدخلت مؤكدا على حقيقة يغفل عنها الكثير من جيل هذا الزمان ، إنها إهمال التلميذ للقراءة والمطالعة ومصاحبة الكتاب ، زيادة على اهتمامه بدروسه الرسمية ، وبذا يخسر قدرا معرفيا ذا بال.
لأن منافع القراءة لا تحصى : فهي التي تزوده بقدر هائل من المعارف ، والعلوم ، والأخبار ، والتاريخ ، والثقافات ، واللغات ، وقواعدها النحوية.
إن تلميذ اليوم مدعو إلى الالتفات إلى هذا النبع الصافي المعين على دراسته وبالتالي الحصول على المعارف والعلامات والنجاح .
لذا أقترح أن توكل هذه المهمة إلى كل من :
1 / الولي : لأن ولده فلذة كبده ، ومقصده ، عليه بتحفيزه ، ليجلب له مآربه ، ويحقق له آماله.
فكان لزاما عليه تعلم كيفية التعامل الأبوي في هذا المجال لترسيخ معاني القراءة دون ملل أوضجر ، كي يغرس فيه حبها بسلاسة ومرونة.
2 / الأستاذ : كنا في سنوات السبعينات نتلقى من الأستاذ التكليف بقراءة كتاب ثم تلخيصه ليتأكد من تأديتنا الواجب.
ولذلك أدعو السادة الأساتذة اليوم إلى :
1 / الاعتناء بالقراءة لأن الواقع يدل على أن الغالبية منهم لا يقرؤون ، فبها يمتلكون المهارات المختلفة للتدريس ، والمعارف اللازمة لكفاية التلاميذ.
2 / تكليف التلميذ بها مع الإلزام بالتلخيص ولو للتأكد من تواصله مع الكتاب.
أما القائمون على إدارة المؤسسات التعليمية فأدعوهم إلى :
1 / عمل جواري في تحسيس التلاميذ وفتح أبواب المكتبات للتمكين من فرصة الانتفاع من الكتاب.
2 / تنظيم دورات تدريبية على التعلم السريع والقراءة للدفع نحوها خاصة التشويق الذي تحمله التنمية البشرية خلال تدريباتها.
وأما السلطة الحاكمة فأدعوها إلى تنظيم حملة دعائية ضخمة للإقناع بقيمة القراءة عبر كل وسائل الإعلام المشاهدة والمكتوبة والمسموعة.
أما كافة أطياف الشعب فأدعوهم إلى منح وسائلها كتخصيص محلات على شاكلة مقرات الأنترنت.
بهذا الاختصار غير المخل يمكن لنا الأمل في متمدرسين على مشارف المستوى الفكري المأمول ، جيل جديد يستطيع مجابهة العالم من حوله ، وتثبيت الأقدام على أرض الواقع المتصادم ، والانتصار في كل الجبهات القومية والدولية.
فيديو المقال
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد