الأقسام أخلاققصة

قصة الإخوة الخمسة

أحمد الله وأستعين به،

سمع صاحب المنزل طرق الباب فقام وفتحه، وإذا بخمسة رجالٍ فرحب بهم واستضافهم وقدم لهم القهوة والتمر وأردفها بالشاي والغداء، وأخذ يبادلهم الأحاديث والروايات، وخلال ذلك لم يتبين له معرفتهم، إلا أنه لاحظ فيهم الشبه فيما بينهم فسألهم عن قرابتهم لبعض، فأجاب أحدهم بالآتي: نعم ( هذا أخي، وهذا أنا أخوه، وهذا شقيقي، وهذا ابن أمنا وأبينا)، فاستغرب المضيف إجابته، ثم سأله: ماذا عنيت بهذه الإجابة، عذراً فلم أفهم إجابتك، فقال: عنيت التالي:

أخي

الأول: أخي، لأنه ينصحني ويدعمني ويشاركني فرحي وحزني، ويصلني مودةً ومحبةً، ويدافع عني، ويوجهني للطريق الصحيح، ويخاف علي وعلى سمعتي، ولكني لم أقابل تلك الأفعال بمثلها، لذلك هو أخي.

أنا أخوه

والثاني: أنا أخوه، دائماً ما كنت له ناصحاً داعماً مشاركاً واصلاً مدافعاً موجهاً، وأخاف عليه وعلى سمعته كثيراً، ولكنه لم يقابل أفعالي ولو بالقليل منها.

شقيقي

والثالث: شقيقي، الذي شاركني تلك الأمور وشاركته بها، ولم نحتسب على بعضنا معروفاً، واحتسبناه واجباً ونتذكر في ذلك دائماً قول ربنا (يوم يفر المرء من أخيه) ، فنخاف كثيراً أن نضيع حقوق الأخوة في بعضنا

ابن أمنا وأبينا

والرابع: ابن أمنا وأبينا، لم نشاركه تلك الأفعال، ولم يكن يوماً يفعلها لأحد منا، يرى ذلك واجباً علينا، بينما لا يرى الحقوق الواجبة عليه.

مقالات متعلقة بالموضوع

فقال لهم المضيف، فهلا عرفتم عن أنفسكم، قالوا إن عذرتنا أحسنت إلينا ، فليس بعد جوابنا هذا إن عرفنا عن أنفسنا، إلا أن نكون ممن عاب نفسه عند غيره، ولم يحسن قوله في إخوته.

فقال المضيف للذي قد سأله: فلماذا إذاً ذكرت ذلك بينما كان باستطاعتك الإجابة بغيرها؟

فرد عليه الضيف: أردتها للعبرة، ولعلك تذكرها لمن ينشرها، فيقرأها من يتعظ ويعتبر بها.

قصة وعبرة

كانت هذه قصة صغيرة، ألفتها للتذكير في روابط الأخوة، ولنتذكر أننا نغفل كثيراً عن حقوق الأخ وما يتوجب علينا نحوه، وننسى أنه العضد والسند، وأن الأخ إذا فٌقد فلا يمكن تعويضه، وأنه مهما وجدت من الناس خيراً فلن يغنوك عن أخيك.

وكلنا إخوة في الإسلام، فالمسلم أخو المسلم، ولكن أقوى الأواصر والروابط في إخوة الإسلام هي ما بينك وبين أخيك ابن أمك وأبيك.

فيديو قصة الإخوة الخمسة

أضف تعليقك هنا
علي سعيد آل عامر

متخصص في إدارة الموارد البشرية

شارك
مواضيع العائلة

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ