موقع مقال موقع تواصل اجتماعي يتخذ من المقال وسيلة تعبير وتفاعل، وينتج فيديو عن كل مقال
الإهداء : قال تعالى :” ربّ اغفر لي و لوالديّ و للمؤمنين يوم بقوم الحساب “.صدق الله العظيم
يا أهل القيروان هل تعرفون القيرواني أبي ؟
أنتم تعرفون أبي أكثر مما تعرفه أمّي وجدّتي .
أبي كان في أسواقكم و معكم و هو أبي .
أبي كان فقير ربّه صادقا معكم و معي .
أبي باع نومه الغالي مناضلا من أجلي و إخوتي .
أبي عاش متعفّفا و بكتاب الله و السيرة يقتدي .
أبي كان حريصا على الدرهم الأسود من عرق حلال ليوم شدّتي .
أبي عاش اليتم و الفقر و كان الوحيد سندي .
فقدته شاكرا خالقي و كان صابرا على الابتلاء شبيها بعمّي علي و راضية عمّتي .
أبي كان يلثّم ثدي جدّتي كرضيع جاهلي .
أبي في الحقّ كان قاسيا حين يؤدبني .
أنا الذي دمّرته الحياة و ناله اليأس بعد أبي .
إبراهيم كان أمّة : و جيشا فدائيّا أمامي و خلف ظهري كان أبي .
أبي كان الناهي إذا أغضبت رّبي و سيرة النبي .
الحديث عن خصال أبي جنون و تطرّف و عشق من بعض شعري .
إذا مرضت كان بين البيت و الدكان كدلاّل يمشي و يجيء .
كانت أمانيه أن يراني في أعلى المراتب فأغتلتها و لم ير إلا قصائدي .
إن كان لي وصيّة فالوصيّة أن أكون حاضنا محضونا لأبي .
أبي إن كنت في البرزخ فهنيئا لك يا أبي .
و إن كنت في غيره انتظرني لأهديك حسناتي يا أبي .
إن ّ الله يأمر بالعدل و الإحسان و إحسانك ما زال يتبعني .
أبي نم هنيئا فربّك لن يتركني وحدي و من رحمته لن ينساك يا أبي .
إلاهي إن لم تغفر ذنوبي فأغفرها للمحسن لي إنّه أبي .
أبي يا أنبل الناس في معاشرتي .
يا أصدق الأصدقاء في صدقك لروحي .
يا نور عيوني في طريق ظلامي .
يا حبيبي عند يأسي و شدّتي .
يا أهل أهلي عندما فقدت فتحي كنت أشتدّ به أزري و كان عمدتي و فراقه كان نكبتي.
يا بلسم البلسم لجراح جروحي .
يا شمعة البيت و شمس شروقي و مفتاحه و نور فؤادي.
يا من سكنت فؤادي و كنت سكينة لعواطفي .
زلزلتني الزلازل و دمرتني الحياة يا حبيبي و هذا قدري .
يا أبي أنا الآن عاريا و لو كنت لابسا جبّتي و برنسي .
ظننت أن الدهر ربيعي و سمائي مقمرة و بلابلي ستطربني فخابت آمالي .
فصارحني الدّهر بطبعه الانقلابي كمزاجي يا أبي و أنت من تعرفني .
فحضنت آلامي بين قصائدي و مزقت عواطفي .
أحرقت آمالي و أبحرت سفني لبحار ليست بحاري .
تمرّد الزمان عليّ و علمته بعضا من تمرّدي .
ثلاثون عاما سأبكيك و مازلت جراحي ستبكي بدمي .
كلّما حاولت جميلا لك أردّه أيقنت أن جميلك أكبر منّي .
مصابيحي توقفت و تمردت و دمّرت أحلاما كانت أحلامي .
أخفيت مشاعري عن النّاس و اليوم شعري يفضحني .
فيديو ياأبي
