يمكننا ان نعرف الجدال بأبسط حالاته بانه المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، ولكونه يعتمد عنصرين مهمين وهما المنازعة والمغالبة فانهما سيعطيان الشكل النهائي لهذا الجدل، والذي اما ان يكون جدلاً حميداً او خبيثاً.
كيف يكون الجدل الحميد؟
لمعرفة ان كان هذا الجدل حميداً ام خبيثاً فإننا بحاجة الى معرفة الهدف من الجدل، فعندما يكون الهدف من الجدل هو لمعرفة الحقيقة فانه يختلف عن الجدل الذي يكون هدفه مخالفة الاخرين في أفكارهم.
فالجدل الحميد يتمتع بصفات تجعل منه جدلاً بناءً وهدفه اما للبحث عن الحقيقة او الدعوة الى النجاة والإصلاح ونشر المعرفة وهذه الصفات:
1. يعتمد الجدل على أسس علمية ومنطقية ثابتة.
2. يحاول المجادل إعطاء وجهة نظره بأريحية وبأسلوب غير متشنج.
3. يبتعد عن الاتهامات وأسلوب الشتم واستخدام الالفاظ الجارحة.
4. يتقبل رأي الاخر ويستمع له.
5. يتمتع المجادل بسعة الصدر وتحمل سوء خلق الاخرين.
6. يعطي كل احترامه للطرف المجادل له.
7. لا يفرض على الاخرين رأيه.
8. لا يسخر من الاخرين وان سخروا منه.
يقول تعالى:
• ((ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))
• ((فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ))
• ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ))
وعلى النقيض تماماً فان الجدل الخبيث لا نفع منه وهو مبني على اللف والدوران وعدم الاقتناع وكثرة المراوغة والتحايل وتغيير الحقائق واهم صفات المجادلة الخبيثة هي:
1. استصغار رأي الآخرين.
2. الاستهزاء من الخصم واستخدام الشتائم وعبارات التحقير.
3. الغرور والتعالي مما يجعل المجادل غير قادر على الاعتراف بالخطأ علواً واستكباراً.
4. الفراغ والتشتت واعتماد تغيير مسارات الحديث والالتفاف حول الموضوع.
5. ينتهي الجدل معه بالتهديد والعداوة.
6. يطعن بكل الأدلة التي تضعف ادلته واحتجاجاته على الآخرين.
يقول تعالى:
• (( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ))
• ((وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ))
• ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))
• ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ))
• ((وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ))
• ((قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ))
وفي ختام هذه المقالة ادعو اخوتي الى اعتماد أسلوب الجدال البناء لنشر أفكارهم وآرائهم والابتعاد عن الجدل لهدف الشذوذ وإظهار ان الاخرين على خطأ وانهم دونك بالمستوى العلمي والثقافي.
ولمن لا يؤمن بكلام الله وآيات القران ولا يعتقد بما ورد عن النبي الاكرم واهل بيته فانا لا اخاطبكم ولا اريد ان اجادلكم وانما أتمنى لكم التوفيق والهداية.
والحمد لله رب العالمين
فيديو الجدال
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد